استشهدت قبل أن تولد.. "حياة" كان اسمها "رزان" !

10.08.2018 11:11 AM

غزة- وطن- رولا حسنين: "ازرع أرضك واسقها من دمك اذا استعصى عليك سقاية الماء، واجعل لون عينيك يشبه لونها، كُن قريباً منها، تكن لك".

وحقاً كان لون عيون بيان يشبه لون الأرض، بني يميل الغمقة الأمر الذي جعل الأرض تحتضنها مبكراً وهي طفلة اينة العام والنصف فقط، قبل أن تكبر وترى نصيبها من الأقدار والحاية، بيان ابنة قطاع غزة التي قضت فجر الخميس شهيدة إثر قصف الاحتلال على منزلهم في المنطقة الوسطى بقطاع غزة.

لم يطل القصف بيان وحدها، ولم يحصدها سنبلة صغيرة كان من المفترض أن تكبر وتنمو، إنما طال أيضاً والدتها ايناس (23 عاماً) والتي كانت تنتظر مولودتها بعد حملها وهناً على وهن، لتبصرها وتطلق عليها اسم رزان، تيمناً بالشهيدة لامسعفة رزان النجار التي استشهدت برصاص قناص الاحتلال خلال مسيرات العودة المستمرة على الحدود الشرقية للقطاع، رفضاً للحصار وتحقيقاً لحق العودة وتحرير الأرض المحتلة.

رزان استشهدت مرتين، مرة بعمر العشرين وأخرى بعمر الجنين!

نحن شعب لا نعرف الملل، نعلم أن الصمود عامل أساسي في فعل الانتصار، نُسمي أبناءنا بأسماء الشهداء، فيضحوا شهداء.

"رزان" استشهدت مرتين، مرة برصاص الاحتلال وأخرى بقصف الاحتلال، مرة في عمر العشرين، وأخرى بعمر الجنين، مرة على حدود غزة وهي تسعف الجرحى، وأخرى وهي آمنة في رحم أمها، كم مرة علينا أن نحيا وكم مرة علينا أن نرحل شهداء؟.

"حياة" كان اسمها "رزان"

لم يطل الأمر كثيراً على قرار ايناس أن تسمى ابنتها القادمة على ظلام هذا الكون الذي لا يعترف بالفلسطيني، باسم رزان، حتى تبدل الحال، وأضحى اسم "رزان" المنتظرة، بـ اسم "حياة" المسلوبة، اسمها حياة وفق ما دوّنته الأوراق التي حملت اسم "حياة" بشهادة وفاة، قبل أن تحمل "شهادة ميلاد" اي اسم آخر لها، لتكون حياة، شهيدة قبل أن تولد، شهيدة قبل ان تبصر بعيونها الصغيرة ظلام هذا العالم، قبل أن ينطق لسانها اسم الوطن التي قضت شهيدة تحمل اسمه، وتلفظ كل محتل يقاتل لسلبه، لتكون "حياة" شهيدة يخنقها ضوء العالم الظالم ويقتلها أنفاسه الظالمة.

تصميم وتطوير