الشاعر السوري الكردي مروان علي لـوطن: أحمل جزءا من آلام فلسطين واطلقها في الهواء ليراها الاخرون

16.08.2018 12:27 PM

رام الله - وطن - إبراهيم عنقاوي: "إذا تركت شجرتك وهاجرت.. ستنتظر طويلا .. بعدها ستشعر بالضجر ومن شدة الوحدة ربما تنتحر.. إذا كنت تحب شجرتك خذها معك".

قبل أن يبدأ قراءة الشعر في دار الصاع في مدينة رام الله ضمن مهرجان رام الله الشعري الثاني، قال الشاعر السوري مروان علي، "أنا أول شاعر كردي يزور فلسطين"، وأكمل مازحا "والثاني بعد صلاح الدين".

يقول مروان علي لـ وطن "أنا شاعر سوري لدي ثلاث مجموعات شعرية (ماء البارحة- بيروت 2009) ، (غريب.. لا شيء عنك في ويكيليكس- المنامة 2014)، (الطريق الى البيت- ميلانو، بيروت 2018)."

ويضيف: "ولدت لعائلة كردية في قرية كرصور في أطراف مدينة القامشلي، ودرست الاقتصاد في جامعة حلب وغادرت سوريا في منتصف الثمانينات الى هولندا، وأعيش حاليا في المانيا".

ويضيف "شاركت في مهرجانات شعرية وامسيات كثيرة لكن اجمل مهرجان شعري اشارك فيه هو مهرجان رام الله الشعري. هذه المرة الثانية التي  ادخل فيها الى فلسطين، زرت فلسطين قبل 3 شهور تقريبا خلال معرض فلسطين الدولي للكتاب وشاركت في أمسية شعرية في متحف محمود درويش".

يقول الشاعر علي "فلسطين تعني لي الكثير، أن الاحلام تتحقق، ويستطيع الكردي الذي كان يعيش في قرية كردية بعيدة على أطراف جبال طوروس وكان يرى فلسطين بعيدة جدا، يستطيع ان يطير ويسير اليها".

علي: فلسطين تقع في قلب كردستان وقلب سوريا

ويضيف "فلسطين تعني لي ان الكتاب والشعراء الفلسطينيين الذين قرأت لهم حزنهم وألمهم عن فلسطين استطيع أن اصافحهم واجلس معهم في المقاهي، وأركض معهم في شوارع رام الله.. فلسطين بالنسبة لي تقع في قلب كردستان وقلب سوريا".

يقول البعض إن الحرب في سوريا والصراع حول القضية الكردية قد أبعدت الشعب السوري والكردي عن القضية الفلسطينية، إلا أن الشاعر علي يؤكد أن "فلسطين لم تبتعد عن سوريا والأكراد، ونعلم حجم الألم في فلسطين ولا نحمل الفلسطينيين افعال السياسة، فأنا ككردي أختلف كثيرا مع الأحزاب الكردية، ربما نختلف مع مواقف الحركات والأحزاب الفسطينية، لكن بكل تأكيد أحلام وهموم وآمال وتطلعات الشعب الفلسطيني والكردي، هي أحلام واحدة، والشعوب العربية لا تريد من الفلسطينيين أكثر من البقاء في فلسطين، والتمسك بها، وبناء دولة فلسطين الحقيقية، والبناء لا يكون فقط بالمواجهة بمفهومها التقليدي فقط، وإنما بالتمسك بالأرض وكتابة القصائد عن فلسطين، وإقامة المهرجانات الشعرية ودعم الحياة، فيجب أن نقف مع الفلسطينيين في حياتهم ومواجهة هذا الاحتلال الكبير".

ويضيف "كتابي الشعري الأخير الذي صدر قبل شهور في بيروت (الطريق إلى البيت)، حين وصلت فلسطين وجدت الطريق إلى فلسطين، يبدو قدرنا كفلسطينيين وكأكراد يحبون الحرية ويحرصون دائما على اقرب وأقصر الطرق".

يتابع "لم اتخيل أن زيارة فلسطين حلم سيتحقق، لكنني زرتها وركضت في شوارع رام الله والقدس، وزرت الأقصى".

وهل ستكرر الزيارة؟

يقول الشاعر علي "كلما وجدت إليها سبيلا، زرتها لفترات قصيرة، لكن أفكر بزيارتها لأشهر طويلة، وكتابة شيء عن فلسطين".

ويضيف "المهرجانات الشعرية مهمة في ايصال رسالة الفلسطينيين للخارج، دائما أقول أن الكلمة أقوى.. خلال معرض فلسطين الدولي للكتاب، عرفت أن سلطات الاحتلال منعت عددا كبيرا من الكتاب والشعراء العرب من المشاركة، فلولا أن الكلمة قوية ولها فعل قوي وتخيف الاحتلال لما منعهم من زيارة فلسطين".

ويؤكد: نزور فلسطين نحمل قسما صغيرا من آمال وآلام الفلسطينيين ونأخذها معنا ونطلقها في السماء كي يراها الأخرون.

وقدم الشاعر مروان علي قراءة شعرية في بيت الصاع برام الله، إلى جانب الشاعرة التونسية الفرنسية جانين جداليا، والشاعرة البرتغالية ماريا خوان كانتينهو، وقرأة سامح عبوشي، وموسيقى "صولو صوت" رولا صفار.

 

تصميم وتطوير