جماعات بريطانية تتصدى لمحاولات إسكات الخطابات المؤيدة لفلسطين في المملكة المتحدة

18.08.2018 03:24 PM

ترجمة خاصة-وطن: أصدرت أكثر من (80) منظمة بارزة تتبع مجتمعات السود، والآسيويين، والأقليات العرقية المختلفة، في بريطانيا، بيانا شديد اللهجة انتقدت فيه المحاولات المتكررة لإسكات أي خطاب رسمي او شعبي يتناول فلسطين، واصفا إياها بانها قمع للحق في تداول المعلومات، وأنها انتهاك لحقوق الإنسان، في المملكة المتحدة، وفي خارجها.

وينتقد البيان التعريف العملي ل "معاداة السامية" الذي اعتمده، في العام 2016، التحالف الدولي لإحياء المحرقة اليهودية، والذي يقول النقاد إنه يخلط بين "معاداة السامية" والنقد الشرعي لإسرائيل.

تقدم وثيقة العام 2016، الصادة عن التحالف المذكور قائمة بأشكال التعبير التي يعتبرها معادية للسامية، بما في ذلك محاولته لتفنيد عبارة "أن وجود دولة إسرائيل هو مسعى ذو بعد عنصري".

كما قائمة التحالف تلك من "إجراء مقارنات بين السياسة الإسرائيلية المعاصرة، وبين سياسات النازيين"، وهو تكتيك تستخدمه بعض جماعات التضامن الفلسطينية لإبراز سوء المعاملة التي يلقاها الفلسطينيين من الاسرائيليين.

يأتي بيان مجموعات التضامن وسط إشارات بأن حزب العمال مستعد لاعتماد تعريفات ونصوصا تعتبرها الجماعات المؤيدة لإسرائيل على انها حساسة وغير مقبولة، وسط اتهامات معادية للسامية ضد زعيم الحزب جيرمي كوربين.

ويقول البيان: "نشعر بقلق عميق إزاء المحاولات الحثيثة لإسكات النقاش العام حول ما حدث في فلسطين، وما حدث للفلسطينيين في العام 1948، عندما طرد اغلبية شعبها قسرا".

وقد أجبر أكثر من (6) ملايين فلسطيني على النزوح عن أراضيهم، مما أدى الى إقامة دولة الاحتلال على اراضيهم. وما يزال اللاجئون الباقون على قيد الحياة، وأحفادهم، يعيشون في مخيمات للاجئين في البلدان العربية المجاورة، وفي الضفة الغربية وقطاع غزة.

ويضيف البيان، "هذه حقائق راسخة، ويمكن الوصول إليها والتأكد منها، وهي جزء من السجل التاريخي لبريطانيا، فضلا عن الروايات المباشرة لتجارب مؤلمة من أبناء الشعب الفلسطيني نفسه. هناك الكثير مما رواه الفلسطينيون، وما يزالون، من مظالم ماضية وحاضرة، بحقهم منذ ذلك الحين. والمؤسف ان فلسطين كانت تحت السيطرة البريطانية منذ نهاية الحرب العالمية الأولى في العام 1918 إلى أن قامت دولة الاحتلال في العام 1948".

وقالت المنظمات أنها اضطرت لإصدار البيان رغم معرفتها مسبقا ان المناقشات والطروحات العامة لمثل هذه الامور، على الرغم من انها حقائق تاريخية، سوف تكون مكروهة لأصحاب نظريات وحجج "معاداة السامية".

ويضيف البيان، "لقد بدأ هذا الإسكات حيال معاناة الفلسطينيين بالفعل، ومنذ فترة. حيث يمكن لطلبتنا وصف السياسات العنصرية التي شهدناها في حقبة الاستعمار البريطاني والأوروبي في بلادنا، على اعتبار انها فعلا تُدرَّس في المدارس البريطانية. اما التاريخ الاستعماري للفلسطينيين وما يعانوه، فيتم محوه وتجاهله باستمرار".

ويضيف البيان، "هذا خرق خطير لحقوقنا، ولحقوق الجمهور البريطاني. اذ يجب علينا جميعا أن نسمع القصة الكاملة للفلسطينيين، من أجل فهمهم وفهم العنصرية الحالية التي تمارس ضدهم في إسرائيل".

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "مِيدل إيست آي"

تصميم وتطوير