نحن نعاني من غياب الاخلاق

31.08.2018 07:13 PM

كتب المحامي امجد الشلة: كل كلمة من هذه الكلمات الأربعة يستطيع كل واحد منا ان يكتب بها كتبا ومجلدات وهناك فعلا موجود، وكل واحد فينا يستطيع ان يتكلم عن كل كلمة من الكلمات الأربعة لساعات وايام وهذا فعلا موجود.

فلسطين اليوم ليست كالأمس ، فلسطين اليوم وبالرغم من وجود بعض انواع الحداثة والتطور ومحاولة الوصول الى مجتمع خال من الجريمة وفيه عدالة مجتمعية، الا انه ولغاية اللحظة لم يستطع هذا المجتمع تطبيق او حتى السير بالطريق الصحيح و القويم لغايات الوصول الى عدالة مجتمعية ولو بحدها الأدنى.

الكثير منا يتحدث عن ظاهرة انتشار المخدرات، والاخرين يتحدثون عن انتشار الجرائم الالكترونية، واخرين يتحدثون عن جرائم قتل ولكن الجميع وبإجماع يجتمع على ان مجتمعنا اصبح يعاني من ظواهر انتشار الجرائم بمختلف اشكالها و الوانها و أنواعها وبشاعتها حتى بالبشاعة الجرمية نكاد نتميز.

اذا أردنا الحديث عن الأسباب فأنا وانت عزيزي القارىء سنمضي اياما وشهورا ونكتب كتبا حول أسباب انتشار الجريمة وبذات الوقت وبنفس الحال والاوصاف اذا أردنا ان نتكلم عن العلاج سنكتب ونمضي اياما وشهورا وكتبا ومقالات حول العلاج وسنتفق ونختلف و لكننا جميعنا مشخصين للحالة.

البعض يحمل المسؤولية للقانون واقصد القانون ذاته وبنصوصه و مواده واخرين يحملون القائمين على تطبيق القانون من اجهزة امن وقضاء و نيابة وحكومة وأصوات تنتشر لتقول الفيس بوك و التويتر والواتس والفايبر و السناب شات وغيره الكثير من هذه الوسائل.

قد يكون القانون بحاجة الى تطوير صحيح ولا بد من اجراء تغييرات وتعديلات على نصوص ومواد القانون وكذلك العاملين على تطبيق القانون ولا تتبرأ الحكومة ايضا واعلى رأس الهرم لان دورهم يندرج تحت إطار غياب العدالة المجتمعية و عدم العمل عليها.

ولكن علينا ان نضيف ايضا الدور السلبي لاصحاب الجاهات والوجاهات و العشائر والدية و غير ذلك.

و لكن سيدتي و سيدي

نحن نعاني بالدرجة الاولى من غياب للاخلاق، أصبحنا لا نتحلى بالحد الأدنى من الأخلاق حتى في مراعاة المرور والسير ما الذي يضير ان تقف لثواني او دقيقة لتمرير سيارة ترجع الى الخلف ما الذي يضير ان يكون كل منا شرطي يكافح جريمة قبل وقوعها ؟ هل المجتمع و تقدم المجتمعات وتقدم الأفراد يكون من خلال الشهادات الجامعية مثلا او من خلال مسميات وألقاب نحملها هنا او هناك او من نوع الهاتف او السيارة او الفيلا اوالمكتب او مكان العمل او المدرسة حتى بالعشائر اذا كان الشيخ فلان و الوجه العشائري علان ؟

ليس هكذا يا سادة تبنى المجتمعات ولا هكذا يكون تقدم الأفراد او تمايزهم ، أصبحنا نسمع عن أبشع الجرائم في مجتمعنا فقط خلال اقل من شهر ، مطلوب الردع و العقاب وعدم التهاون لا لتدخل العشائر الا بعد عام او عامين او ثلاثة و لا يكون الا فقط لغرض تحقيق المصالحة و الصفح و العفو وليس لان يكون محل القضاء و مطلوب اليوم من كل الأحزاب والتنظيمات ان يكون لها برنامج اجتماعي او مجتمعي تخاطب به عقول الناس و المواطنين.

مطلوب من الوزارات و المحافظين واجهزة الأمن جميعهم العمل على أمرين مكافحة الجريمة وانتشارها واسناد القضاء كجهاز وسلطة وكأفراد وإسناد الشرطي و رجل الأمن الذي يسعى لحماية الأمن وليس لتجاوزه بل محاسبة من يتجاوزه والامر الثاني البدء في المصالحات المجتمعية و الحد من قصص الثأر وغيرها ودراسة كل بلدة و كل قرية وكل مخيم عن أسباب انتشار جريمة شرف مثلا في هذه البلدة وانتشار ظاهرة إطلاق نار في هذا المخيم و انتشار ظاهرة قتل في هذه القرية.

بالنهاية والتي هي بداية " الأخلاق هي ما تميزنا و نتمسك بها و نتغنى بها و نتمايز بها و معيار التمايز و التفضيل يكون بما يحمل كل منا من اخلاق."

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير