السلم الاهلي والقانون والقهوة

05.09.2018 08:09 PM

كتب المحامي موسى قدورة: في عشرة ايام 4 جرائم قتل متفرقه هنا في جنين راح ضحيتها زوج وزوجته وايضا شاب في جريمة اخرى وثالثة راح ضحيتها شاب و شابه، نفذت هذه الجرائم بسلاح ناري و اخرى بسكين او بكليهما معا .

ورغم اننا في اوج منعطف تاريخي راقص لم يبقى من هذا الشعب غير بقايا نسيج اجتماعي مهترء يسيطر عليه النفاق الفاضح وبعد ان فقدنا الاخلاق والكرامة والنضال والصمود وتحولنا الى قبائل وعشائر لا تعرف من عادات العرب سوى الشرف والثآر والضغينه و التربص وبعد ان تجاوزت الشعوب تطورا حضاريا واخذت على عاتقها بناء اوطانها و صيانة كرامتها و الحفاظ على الانسان وحقوقه، نحن سافرنا من الحاضر الى الجاهليه ليكون كل شخص عشيرة وقبيله.

رغم كل ما انفق على مؤسساتنا في قطاع العدالة من اموال ومن الاستثمار في الدورات المختصه ومؤسسات الانجيوز التي حلبت اخلاق الشعب ورغم الحلم بدولة القانون، يصر البعض على سبيل المختره والمشيخة الى العودة بنا الى زمن الحرب من اجل ناقه و الدم يستبدل بالقهوة و يختتم الحفل الدموي بالذبائح وبوس الراس لتقتل الضحية مرتين غدرا والثانية بمراسم حفل دموي معمد بالنفاق الاجتماعي و الخسه و التحضير لمراسم حفل جريمة اخرى.

وعودة الى بدء العلاقه بين السلم الاهلي والقانون فالتعريف البسيط للقانون هو " قواعِد وأَحكام تضعها السُّلطة العُليا لتَنظيم العَلاقات بين الأَفراد والجَماعات وحِماية حُقوقهم، وتَقضي بالعِقاب والثَّواب، تُنفِّذها الدَّولة بواسِطة المحاكم."، كما جاء في القانون الاساسي في المادة السادسه" مبدأ سيادة القانون أساس الحكم في فلسطين، وتخضع للقانون جميع السلطات والأجهزه والهيئات والمؤسسات والأشخاص."

وعند الوقوف امام عبثية المشهد نجد اننا امام حالة لا نحسد عليها فمن عليهم صيانة و تطبيق القانون من يتحولون الى مخاتير وشيوخ ويظنون ان فنجان القهوة اسمى من الدستور و القانون.

الفلتان الامني و الاخلاقي والجريمة يتحملها من وجب عليه تطبيق القانون الا انه يفضل ركوة على جاعد خاروف....

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير