خالد بطراوي لـوطن: النعامة

10.09.2018 09:25 AM

تقول شبكة المعلومات ويكبيديا" أن النعامة هي  نوع من الطيور الكبيرة التي لا يمكنها الطيران وتزن ذكوره حوالي 100 - 150 كغم كما يبلغ ارتفاعها حوالي 2,4 متر.

يتميز النعام بقوة ساقيه المذهلة، حيث يستطيع العدو بسرعة تصل إلى 50 كلمساعة وأن يحافظ على سرعته تلك لمدة نصف ساعة والنعام هو الطائر الوحيد الذي له إصبعان في كل قدم.

وتقول الشبكة المعلوماتية أن النعامة تقوم بحفر حفرة في الأرض لتضع داخلها بيضها، ثم تقوم بين الحين والآخر بإدخال رأسها في تلك الحفرة للاطمئنان على بيضها. وقد حباها الله بالفطرة، فتعلمت أن ترهف سمعها للتصنت على وقع خطوات الحيوانات الخطرة، "وتعلمت بفطرتها أن انتقال الصوت في المواد الصلبة أسرع كثيراً من انتقاله في الهواء، لذلك فهي تتقن التصنت على الذبذبات التي ينتشر صداها في الأرض من مسافات بعيدة لوقع خطوات الحيوانات الخطرة وتميز أيضاً الإتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات، فتكون حافز لها على الهرب في الإتجاه الذي يضمن سلامتها".

وتقول شبكة معلومات أخرى أنه إضافة الى السبب المذكور أعلاه فهناك سببان آخران أحدهما يتعلق بحماية نفسها من الخطر، فإن لم تستطع الهرب لقرب الخطر تقوم بمد جسمها ورقبتها على الأرض ليصبح مثل كومة من التراب أو شجيرة لتموّه وتحمي نفسها. أما السبب الآخر الذي يدفع النعامة لوضع رأسها في الأرض هو بحثها عن الماء، حيث أن قدرتها على سماع الأشياء تمكنها من معرفة أقرب مكان يوجد به ماء.

لكننا جميعا – وأنا من بينكم - لا نريد أن نعرف من الأسباب إلا سببا واحدا والمتعلق فقط وفقط بأن النعامة كما نعتقد لغبائها ( بل ولغبائنا) تضع رأسها في الحفرة لتحافظ عليه عند الخطر وتترك الجسم لينهشه من يشاء ... اللهم إلا رأسي.

لكن لماذا هلوستي هذه .... طالما أننا لا نريد أن نتفهم الأسباب الأخرى لغرس النعامة لرأسها في الحفرة ونريد أن نركز على الموروث التراثي من المقولات والأمثال ... فإن النعامة حالها حال معظم الآنظمة العربية والاسلامية الى حد كبير لا يهمها إلآ رأس البلد ... فنحافظ عليه حتى لو تمت الاطاحة بجسم البلد برمته .. أي الشعب. وينطبق ذات الأمر ليس فقط على الأنظمة العربية بل وقادة الفصائل في هذا البلد أو ذاك سواء أكانت فصائل اليمين أو فصائل اليسار

إنه أضافة الى التطبيق الفذ للمثل الشعبي "عنزة ولو طارت" فإن "البطانة الصالحة" و"أذناب" الأنظمة و"سحيجة الفصائل" لا يكتفون بالقول عنزة ولو طارت وأنما يعملون تماما كالنعامة إذ أن جل إهتمامهم الحفاظ على الرأس ولا يهمهم جسم الفصيل بل وعندما تكون الحقائق دامغة أمامهم بالبينات التي لا جدال فيها فإنهم يدخلون رؤوسهم في الحفر .. لا يريدون الاستماع ... بل وينبري البعض منهم للدفاع بطريقة الهجوم الشخصي وكيل الشتائم والتخوين وغيرها من الوسائل التي لا تخفى على أحد، وإن لزم الأمر توظيف العائلية والعشائرية بل وأبناء البلد.

لكن ثمة حقائق أخرى أيها الأفاضل .... وسائد ريش النعام لا تدوم .. وإن كانت سرعة النعامة ذات الأصبعين في كل قدم هي بواقع خمسين كيلومترا في الساعة فإن الطيار الحربي الفرنسي الذي ضرب رتل سيارات القذافي كان ذكيا .. إذ ضرب السيارة التي أمام سيارته والتي خلفها ثم تركه لقمة سائغة وفريسة لأهل الجوار  ... وهذا الطيار أيا كانت جنسيته لقادر على فعل ذات الشىء .. وليس دائما الهريبة .. ثلثين المراجل .. فلا مراجل هنا.

إدفنوا رؤوسكم في الحفر ... برروا ودافعوا .. تهجموا وخونوا ... هددوا وتوعدوا .... إستنهضوا العائلة والعشيرة وأبناء مسقط رأسكم الأصلي ... غطوا الشمس بغربال إن شئتم ... إضربونا وإبكوا علينا ثم أسبقونا وإشتكوا علينا ... أفعلوا ما شئتم ... فلن يغير ذلك من حقيقة واحدة مفادها أن التاريخ سيسجل تبعيتكم للدولار.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير