‎تمام السعادة بمكارم الأخلاق

15.09.2018 03:31 PM

كتب: أمجد الشلة

في الآونة الأخيرة أصبح مجتمعنا الصغير يعاني من آفات و ظواهر مقيتة دخيلة على مجتمعنا وعلى عائلاتنا ومدننا وقرانا وبلداتنا و مخيماتنا بدءا من ظاهرة التفحيط و التشحيط بالسيارات ووصولا الى المخدرات و القتل.

تحرك المجتمع المدني من خلال مؤسساته وبدء بعقد سلسة من الاجتماعات و الندوات و الحراك و بدء الحديث بالإعلام عن أسباب انتشار هذه الظواهر مؤخرا في مجتمعنا الصغير.

كل ما جاء من حديث عن أسباب انتشار الجرائم في مجمله صحيح و متفق عليه بدءا من اختفاء دور الأسرة من أب و أم و جد و عّم و أخ و خال وعمة و خالة و أخت إلى المدارس و التعليم و التربية مرورا في دور العبادة و المؤسسات العامة و الأحزاب و التنظيمات و الأندية وصولا إلى الجهات و الدوائر الرسمية كلٌ له  دوره و مسؤولياته.

‎العربيّ لا تُصلحه إلّا رسالة، فإن نزعت الخلق من الانسان العربيّ، صار حيوانا أعجم. - ابن خلدون
هذا ما جاء في مقدمة ابن خلدون العلامة العربي المسلم الذي طاف و جاب البلدان تحديدا العربية منها باحثا و دارسا طبيعة الإنسان العربي و المجتمعات العربية كلّ في منطقته و بلده و استخلص ابن خلدون هذه النتيجة أي أن الإنسان العربي أي نحن و بكل تجرد و موضوعية لا يعيش الإنسان العربي بعيدا عنها و بدونها اي بدون الأخلاق.

وبعثة ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قامت على الأخلاق حيث جاء في الحديث الحسن الصحيح " إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق " و كل وجميع الرسالات السماوية و منذ خلق الخلق اوالخليقة جاءت مؤكدة و متحدثة عن الأخلاق و التسامح و الصفح.

و بالرجوع الى واقعنا الحالي ، فلا بد للإشارة الى اختفاء دور الأسرة الحقيقي بدءا من عند الأب الذي أضحى و أصبح دوره محصوراً في الناحية المادية و كأنه مخلوق للعمل و توفير الإحتياجات المادية غير آبه بالأمور الأخرى التربوية تحديدا رامياً بهذا الحمل على الأم فتجد في كثير من الأحيان و عندما يقع الطفل او الابن في خطأ ما تجد الأب راميا بمسؤولية هذا الخطأ على الأم و يبدأ الجدال و النقاش بين الأبوين ناسين او متناسين بأن دور تربية الأبناء ليس مقتصراً على أحدهما بل هو دورٌ مشترك و مسؤولية مشتركة و تكاملية فليس دور الأب العمل و العمل فقط و ليس دور الأم أيضا العمل و المناسبات الاجتماعية فقط.

كثيرٌ إن لم يكن الجميع من الأبناء تتأسس تربيتهم على الإنتر نت بالهاتف الجوال او الآيباد ، و من ثم نذهب الى مرحلة المراهقة التي تبدأ حتما بالمقاهي و الكوفيهات و المطاعم و تبدأ أو يبدأ تأثير البيئة في تكوين هذا المراهق او هذه المراهقة.

التربية قبل التعليم و للاسف الشديد هذا ما أصبحت مدارسنا تخلو منه حيث أصبح الهدف الوحيد المنشود لمدارسنا هو التعليم متناسين الدور الاساسي و الرسالة الخالدة هي التربية و التربية تعني حتما الأخلاق.

‎الأخلاق نبتة جذورها في السماء ، أما أزهارها و ثمارها  فتعطر الأرض.. 
الوحدة و التكاتف و الاجماع بين مكونات الشعب من احزاب و تنظيمات و مؤسسات و أفراد و داوئر و جهات رسمية وغير رسمية مطالبة اليوم و بالحال للبدء في تنفيذ البرامج التربوية و إتمام مكارم الأخلاق التي نادت بها الديانات السماوية و رسختها الدساتير و القوانين و انطلقت منها المجتمعات المتمدنة و المتقدمة و بغير ذلك و أقولها و انا كلي أسف سنبقى في قاع القاع.‏‫

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير