الحق الثابت في الخان الصامد والرئيس

20.09.2018 08:34 PM

كتب: أمجد الشلة

بداية علينا أن نتعرف على "الخان الأحمر" وأصل التسمية و نبذة عن تاريخه وموقعه الجغرافي لأنه كفلسطينيين لا يجوز لنا أن نحارب في سبيل قضية دون أن يكون لنا المعرفة التامة عنها ومع أن القضية الفلسطينية عموما هي قضية صراع على أرض وصراع عقيدة وصراع تاريخ وسياسة فقرية الخان الأحمر اليوم أصبحت مزاراً و مكاناً معروفاً دولياً وعالمياً لما تنوي قوات الاحتلال الإسرائيلية العنصرية الهمجية هدمها و تهجير أهلها و سكانها من أرضهم.

‎فالخان الأحمر هي قرية فلسطينية بدوية في محافظة القدس، تقع على الطريق السريع 1 شرق مدينة القدس، وبالقرب من مستوطنتي معاليه أدوميم وكفار أدوميم، بلغ عدد سكانها عام 2018، حوالي 173 موطناً من بينهم 92 طفل يعيشون في الخيام والأكواخ من قبيلة الجهالين البدوية، الفلسطينية العربية وهي من القرى الفلسطينية المحتلة عام 1967.تكتسب القرية أهميتها الاستراتيجية لأنها تربط شمال وجنوب الضفة الغريبة، وهي من المناطق الفلسطينية الوحيدة والمتبقية في منطقة القدس على أريحاو الأغوار .

نحاول كشعب فلسطيني و كقيادة و أحزاب و تنظيمات إبراز أهمية قضية الخان الأحمر ليس لأن صراعنا مع المحتل هو فقط على أرض الخان و حقنا في الخان الأحمر و لكن إنطلاقاً من قاعدة فضح السياسات الإسرائيلية و محاولة محاكمتها دوليا على هذه الجريمة لذلك فلا ضير من تسليط الضوء على قضية الخان الأحمر و اعتبارها قضية وطنية وشعبية و قانونية بامتياز.

و يأتي اسم الخان الأحمر من اللون الأحمر المستخرج من حجر الجير المكسو بأكسيد الحديد المكون للتلال الحمراء في المناطق الواقعة على الطريق من القدس إلى أريحا ووفقاً لإحصاء سكان فلسطين في فترة الانتداب البريطاني، بلغ عدد سكان الخان الأحمر 27 نسمة عام 1931. وبلغت مساحة أراضي الخان الأحمر وفقا لمسح الأراضي والسكان عام 1945 حوالي 16،380 دونما.

‎إن أصل العديد من العائلات التي تعيش في الخان الأحمر، من قبيلة بدو الجهالين، التي طُردت على يد الاحتلال من النقب عام 1952، واستقروا في الخان الأحمر في الضفة الغربية، تحت الحكم الأردني. وبعد احتلال الضفة الغربية عام النكسة، أقيمت على أراضي الخان الأحمر، مستوطنة إسرائيلية سميت "معاليه أدوميم" وهي ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية.

‎الخان كان عبارة عن بناء عثماني من القرن السادس عشرة، وقد كان مزاراً للتجار على هذا الطريق القديم الذي يربط ضفتي نهر الأردن حيث كانوا يتوقفون للاستراحة.

وبتسليط الضوء سياسيا على أهمية قضية الخان الأحمر و هدف القيادة الفلسطينية و الأحزاب و التنظيمات فإنما ينبع من حنكة سياسية بامتياز حيث وأنه لغاية اللحظة لم تتمكن القوات الإسرائيلية من هدمه و تهجير أهله بفعل الفعاليات الجماهيرية و الشعبية على أرضه و بين أهله و على مدار ايام متواصلة و حالة التلاحم الشعبي و الرسمي في محاولات التصدي للاحتلال في الخان الاحمر كانت مثالا على الصمود و التحدي و الإرادة و استطاع هذا التلاحم و الصمود ان يشكل حالة التفاف دولي و عالمي حول هذه القضية، الا ان الامر الأهم في قضية الخان الاحمر هي قضية البدو العرب الفلسطينيين و الاختلاط بهم و تسليط الضوء على قضاياهم و جعلهم يشعرون بوجودهم و ان الشعب الفلسطيني يلتف حول نفسه و يقف الى جانب بعضه البعض و بذات الوقت ان الأجيال الجديدة الناشئة في مجتمعنا الفلسطيني أصبحت تعرف قضية الخان الاحمر و تعرف البدو الفلسطينيين و أصبحت هذه الأجيال الناشئة تعي و تعرف ما معنى المقاومة الشعبية و كيف تتقنها و تجيدها.

جميعنا يعرف و يعلم ان المحتل سيهدم قرية الخان الاحمر ولكن ليس هذا المهم عندما تكلم الرئيس و طلب من الجماهير النزول و التواجد في الخان الاحمر لم يطلب ذلك عبثا او اعلاما او لتسجيل مواقف بل ما طلبه الرئيس يتمثل في امر واحد و هو انه يريد ان يقول للاحتلال الاسرائيلي و للمجتمع الدولي ان الشعب الفلسطيني لن يقبل بنكبة جديدة او بتهجير جديد و لن يسمح هذا الشعب بنكبة جديدة و انه على استعداد لان يجعل مدنه و قراه و بلداته حمراء اللون.

ولكن و بالرغم مما ذكرته من ايجابيات و نضالات الا انه و للاسف الشديد نقع بهفوات قاتلة من حيث اللجوء الى ما يسمى بمحكمة العليا الاسرائيلية لاستصدار قرار بوقف الهدم هذا ماذا يعني ؟؟؟ يعني اولا اننا تعاملنا مع قرية الخان الاحمر وكأنها منطقة او قرية تخضع لاشراف السلطات الاسرائيلية و ان عدم تنفيذ قرار المحكمة الاسرائيلية يجعل القضية وكأنها قضية قانونية ذات طبع او شأن إسرائيلي و لا أريد ان ادخل في موضوع الاعتراف بشرعية المحكمة العليا الاسرائيلية من عدمه.

الرئيس عندما قرر و تحدث عن الخان الاحمر تحدث لثلاث أهداف : الاول التاريخي و الثاني المجتمع الدولي و الثالث الصمود و التحدي الا ان البعض و للاسف ومن لا شك من باب حسن النوايا الا انه قصور فكري و عقم قانوني أراد ان يوقف قرار الهدم بقرار هدم شرعي.

سنجعل كل قرانا و بلداتنا و مدننا مشهد صمود و تحدّي و حالة نضالية بامتياز و لكننا لن نسمح بالوقوع في ذات الجريمة وهو اللجوء الى محاكم الاحتلال تحت اي مبرر او سند لأننا لن نشرعن قرارات الاحتلال بالهدم و التهجير.

‏‫

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير