خالد بطراوي يكتب لـوطن: أبو زيد الهلالي قديما وحديثا

01.10.2018 08:07 AM

شتان أيها الأحبة بين أبو زيد الهلالي قديما وحديثا، ربما هناك ما هو مشترك، يتمثل في أن البعض – كان وما زال - يظنه " المسيح المنتظر" فنسج حوله من الأساطير ما يزيد عن حكايا " الف ليلة وليلة".

قبل سنوات إستولى أحدهم على أرض لا تخصه، وبعد فترة مات مالك الأرض الحقيقي، عندما إستدعى تدخل البعض وأنا من بينهم بغية الوصول الى حل، رفض شقيق صاحب الأرض أن يحضر الجلسة قائلا " ما بقعد مع غريمي" وترك زوجة المرحوم شقيقه مع أطفالها الصغار دون مصدر مالي. عندها قلت له "طالما أنك لا تريد الجلوس مع غريمك، إحمل سيف أبو زيد الهلالي وإذهب به لتقاتله" ، وكان أن توصلنا الى حل بعيدا عن أبي زيد الهلالي.

أبو زيد الهلالي الحقيقي هو سلامة بن رزق بن نائل من بني شعيثة بن الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الهلالي العامري الهوازني. وأتحداكم تحفظوا إسمه إلا اذا سلط السلطان سوطه على جلد كل واحد منكم.

أبو زيد الهلالي الحقيقي هو أحد أمراء بني هلال بن عامر من هوازن وفرسانهم، وقائد الجيوش العربية في غزوة هجرة بني هلال في القرن الخامس أو السادس هجري، التي كانت بناء على أوامر من الفاطميين، وقد غزى أبو زيد المغرب لمعاقبة الزيريين الذين كانوا قد تخلو عن المذهب الشيعي، وفقا للشبكة العنكبوتية " ويكبيديا".

وفقا لشبكة المعلومات " ويكبيديا" أيضا فقد " تحولت سيرة أبو زيد الهلالي الى أحد أضخم الأحداث التراثية التي تحكي وتخلد حياة العرب البدو الرحل وبيان خطوط الهجرة من الجزيرة العربية إلى مختلف بلدان العرب فيما يعرف حاليًا بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك بحثا عن المرعى والمياه وكيفية تقرب وتلاحم الثقافات والعادات بين القبائل العربية المختلفة مما أدى إلى إثراء وتوسع هذه القبائل وانتشارها. تبدأ هذه السيرة ببيان المجتمع القبلي في الجزيرة العربية عن طريق قبيلة بني هلال. ومنهم نسل عبد المولى وهم من أساسا عابدين ويقال انهم من كانوا يملكون قصر عابدين ولكن في بعض العصور السابقة ودخول الكثير من الغزاه مصر تشردوا ومنهم من ذهب في شبه الجزيرة العربية ومنهم من يقيم في الصعيد وعندما جفت شبه الجزيرة العربية كان أبو زيد الهلالى موجودا، يحث قومه على أن الهلاك قادم لكى يستعدوا ولكنهم كالعاده لم يسمعوا له فخرج يبحث عن مكان ليقيموا فيه واصدقائه معه فذهب إلى بلاد عديده حتى جاء تونس".

ولكن الحقيقة التراثية تقول أن أبي زيد الهلالي هو أحد أبطال ( وليس الوحيد) " لأشهر الملاحم الشعبية العربية المعروفة بسيرة بني هلال وقد صورت الملحمة وقائع العرب في الفترة من منتصف القرن الرابع الهجري وحتى منتصف القرن الخامس الهجري إبان عصر الدولة الفاطمية . وعلى الرغم من شهرته لم يكن أبو زيد الهلالي محور هذه الملحمة وإنما واحد من أربعة انتهت إليهم الرئاسة في القبيلة وهم حسن بن سرحان المعروف ب (أبي علي) الملقب بالسلطان وذياب بن غانم الهلالي القاضي بدير بن فايد أبو زيد سلامة بن رزق الهلالي، لكن " أبو زيد الهلالي" سطع نجمه بالاستناد الى الشجاعة التي بالغ فيها الشعب العربي حتى أخرجها من الممكن وتجاوز بها الطاقة البشرية وكاد يعتبرها من الخوارق وأيضا بالحيلة وقد أهله الشعب العربي لها بأن علمه مختلف العلوم والفنون واللغات فهو يستطيع أن يتنكر في أي زي وأن يحترف أي مهنة وأن يتحدث بأي لغة" وذلك وفقا لشبكة " ويكبيديا".

إذا بهاتين الميزتين شكّل عالمنا العربي أسطورة " أبو زيد الهلالي" بالشجاعة الخارقة المبالغ بها الخارجة عن قدرة البشر وبالحيلة.

أبو زيد الهلال الحالي في عالمنا العربي على عكس أبو زيد الأسطورة يمتاز بالجبن والغباء منقطع النظير.

أما ما يتشابه به أبو زيد الهلالي السابق والحالي فهو الاعتقاد لديهما ولدى " السحيجة" من حولهما بقدرتهما ومهارتهما على "فعل كل شىء" فما من لغة إلا ونجد أبو زيد الهلالي يستطيع تحدثها، وما من موقف يعجز أمامه، فجعبة هذا الفارس لا تخل أبداً من الحيل، وسيفه لا يعود لغمده قبل قطع عشرات الرؤوس وذلك وفقا لموقع

https://www.ts3a.com/sha5syat/342/%D8%A3%D8%A8%D9%88-%D8%B2%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84%D9%8A/

أبو زيد الهلالي في يومنا هذا يتقن الانجليزية بشقيها ( ألأمريكي والبريطاني) وقد يتنقل بينهما، أبو زيد الهلالي يفتي في السياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع والفلسفة والفن والفن التشكيلي بل وكيفية شرب النرجيلة، وقد يوظف السحر والشعوذة والمظهر الحسن والظهور على الفضائيات.

يقال أن " أبو زيد الهلالي" قد كان كريماً نبيلاً صاحب فراسة وذو نظرة ثاقبة، وكان فارسا وقائدا عسكريا شجاعا مقداما متقنا للقتال، بينما أبو زيد الهلالي في عالمنا الحالي يسرق أموال من حوله ويورطهم وبالكاد يستطيع " أن يضرط قذيفة" من مؤخرته ويتحدث مؤخرا عن أهمية نشر منظومة ( إس – 300) على الأراضي السورية وهو لا يعي الفرق بين " القنبلة اليدوية" و " حبة الباذنجان".

يسجل في التاريخ أن " أبو زيد الهلالي" كان طائشا وهو ما سبب له العديد من المشاكل عندما شاهد أحد المدرسين يضرب شقيقا له بالتبني فإنهال بالضرب المبرح على ذلك المعلم حتى قضى نحبه. وإن كنا "كمبدأ" ضد أسلوب التصفية

الجسدية إلا أن أبي زيد الهلال في أيامنا هذه يقبل أيادي و" يمسح جوخ" قادة الانكليز والأمريكان والدول الأوروبية والعربية من الشام ... لبغدان، الذين يقتلون أبناء شعوب المنطقة.

الأخطر في تشابه أبو زيد الهلالي القديم والجديد يتمثل في حقيقة أن الهلالي قديما عند عودته الى ديار بني هلال وجد أنها تعاني من القحط والمجاعة جراء إنحباس المطر وجفاف الآبار فبادر فورا الى إيجاد أرض بديلة لبني هلال وانطلق في رحلته وبصحبته ثلاثة من شباب الهلالية هم مرعي ويحيي ويونس، واختار أبو زيد الهلالي تونس الخضراء لتكون وطناً بديلاً.

وأذكر هنا شاعرنا الراحل سميح القاسم في مسرحية شعريه له وعندما جفت آبار قال قائد القبيلة " نضرب في أعماق الأرض بحثا عن بئر أخرى" ولم يقل ننتقل الى أرض ثانية بحثا عن بئر أخرى. أبو زيد الهلالي أيامنا هذه يروق له البحث عن بئر أخرى في بلد آخر أو في صحراء أخرى كيف لا وهو لا يعارض إعادة خط سكة حديد قطار " الشرق السريع".

لكن كيف مات " أبو زيد الهلالي"

يروى في الأسطورة أن كل من سعى الى "تصفية" أبو زيد الهلالي كان مصيره الاكتواء بذات النهج الذي سعى إليه بل وشر "موتة".. لكن واحدا من " بطانته الصالحة" وهو ذياب بن غانم الهلالي قتل " أبو زيد الهلالي" غدرا بواسطة رمح إخترق ظهره من الخلف وعلى أرض تونس.

دعونا ننتظر فصول جديدة في أسطورة "أبو زيد الهلالي" ..... شو ورانا؟

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير