تمارا حداد تكتب لوطن: رسالة الى حماس " الاصلاح اصالة وتجديد".

04.10.2018 10:44 AM

خلال حقبة من الزمن وصلت الحركات والتيارات الاسلامية الى اوج صيتها ووجودها في المجتمعات وبالتحديد في منطقة الشرق الاوسط، وكانت تهدف للتأثير على المجتمعات والتغيير بشكل جذري لاقامة الدولة الاسلامية، ولكن اتضح ان بعض الاحزاب الموالية لجماعة الاخوان المسلمين لم تنجح للوصول الى مبتغاها واقامة الدولة نتيجة الاجندات الخارجية التي كانت تتحكم بها، والمال السياسي الذي أُغدق عليها لتحقيق مبتغى الاجندات الاقليمية والدولية دون تحقيق اي هدف انساني او وطني او ديني معتدل لدولهم، وهذا ما ظهر في بعض الدول والنتيجة فشلها في سوريا والعراق واليمن وليبيا، لسوء تقدير موقفها لما قد يحدث مستقبلا.

رسالتي الى حماس رغم انني احترم كل الفصائل فهي قدمت الشهداء والتضحيات في سبيل التحرر من قيود الاحتلال، وحركة حماس قدمت الكثير وهذه الرسالة ليس انتقاصا وهذا لا يعني انه لا يوجد اخطاء لبعض قيادات حركة فتح.

لكن رسالتي الحالية الى حركة حماس ليس لاجل حماس بالتحديد ولكن لاجل قطاع غزة وانقاذ مليونين ونيف يعيشون عليه، من ينظر الى القطاع يراه كسجن محاصر خارجيا من الاحتلال من جهة ومن جهة اخرى مصر، وداخليا محاصر من قبل حركة حماس، النقطة الاساسية التي اريد التمحور حولها هو مدى نجاح حماس بعد هيمنتها على القطاع والتحدث بلغة الانفراد بالسلطة، واتحدث بهذا الامر حتى تتفادى ما حدث لجماعة الاخوان في مصر والتي حاولت التفرد بالسلطة بعد عام 2011 وفشلت.

ما انوي الحديث حوله ان تسعى حماس الى بناء توافقات كما في حالة حركة النهضة الاسلامية في تونس فهي جماعة اخوانية ولكن استطاعت عبر الحوار والتوافق ان تتجاوز مرحلة التفرد، وهناك تجربة جميلة اخرى كاقامة تحالفات كما فعل حزب العدالة والتنيمة مع النظام الملكي في المغرب، تجربتان قد تكونا انقاذا لحركة حماس من التحديات التي قد تواجهها مستقبلا بسبب نهج المعادلة الصفرية "باعتباره الاكثر سعيا للهيمنة"، وهو مايبرز عدم رضا الجمهور وخلق اعداء ومعارضين من مختلف الايديولوجيات.

مهم ان تتبع الحركات الاسلامية المنهج البراغماتي في مسايرة الامور الخلافية كالمواطنة، المراة ، الشريعة، السلطة، وليس التشبث بالفكر الراديكالي المتحجر الذي لا يعرف سوى لغة التسلط، بل هناك حلول كالعمل على:-

1.   اقرار مراجعة شاملة وعميقة من شانها ان تطور الادوات والمنهج والتكتيك الذي يتناسب مع الوضع الحالي والتطورات.

2.   الانتقال من التفكير بخلافة الى اقامة وطن ودولة وكل فرد له دينه الذي يرتأيه.

3.   التحول من تنظيم الى وحدة مشروع وطني بين كافة الفصائل ومن ضمنها حركة فتح.

4.   التركيز على البعد التربوي الصالح والخيًر.

5.   التمييز بين الدعوي التربوي والسياسي، مثل تجربة حركة التوحيد والاصلاح في المغرب.

6.   العمل على تغيير الخطاب كمشروع اصلاحي يشمل المساجد والمؤسسات والجمعيات.

7.   الالتزام بالمبادئ والافكار والاجماع حول مبدأ الانسان.

8.   التمسك بالفكر الوسطي المعتدل كمنهج للتدرج في الاصلاح.

9.   الانفتاح على مختلف الاراء، المقاربة الشمولية، التفاعل الايجابي مع الغير كلها وسائل كفيلة لتحقيق العدالة والحرية والكرامة.

10.          الابتعاد عن التطرف الديني واللاديني فهما وجهان لعملة واحدة.

ختاما:-

الاعتزاز بالهوية الفلسطينية والتاكيد على ثقافة المجتمع دون انغلاق ونقيض.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير