عن جريمة تسريب العقارات في القدس

نادية حرحش تكتب لوطن: هل يشكل خالد عطاري مفتاحا لقفل المعضلة أم ان الامر ينتهي بحل ملقط حواجب؟

12.10.2018 07:40 PM

لا اعرف ايهم أسوأ واشد مأساوية مقتل نيفين عواودة وغيرها الكثير من الضحايا الذي فلت القاتل فيها من العقاب، وحلت الجرائم بدليل كان ملقط حواجب يفتح فيه قفل باب معقد الاقفال؟ أم تسريب عقارات بقلب القدس للجهات الاستيطانية والتبرير الذي يفسر الماء بالماء ويجعل المستمع يحتاج الى التقيؤ، بينما يجلس المتهم المباشر بالقضية وكأنه قام بعمل وطني، وجل ما تقوم به السلطة في أذرع امنها الكثيرة والمتعددة هو القيام بتحقيق أطلق على مسامعنا، والرجل يجلس في مجالس العطاوي يبرر وما ينقص الا ضيافته ولربما فاتنا لقطات وليمة العشاء فيما بعد.

وثاىق بيع العقار من قبل خالد العطاري للجهة الاستيطانية موثقة ويتم تداولها على الملأ. فلا شك هنا بل يقين.

في تسجيل مسرب العقار في القدس خالد العطاري، الذي قام صاحب العقار الأصلي ببيعه له، (أديب جودة)، ما كان واضحا وجليا هو ان اديب باع البيت لخالد عطاري ببضعة ملايين. وللحق، وبما ان جودة كان ينوي البيع، وتكراره لقصة البيع والسؤال عن المشتري وتشجيع ارباب السلطة للتعامل معه، فلربما تزاح غمامة التشكيك عنه (أديب جودة) في هذا الصدد. في النهاية قبض الرجل مبلغا معقولا لعقار . بينما خالد العطاري يعيش تحت غطاء البنك والسلطة، فليس أسلم من هذا.

ما تداولته جريدة هآرتس هو مبلغ فاق العدة ملايين وتم تداول مبلغ 17 مليون دولار ثمنا للبيت من الجهة الاستيطانية المشترية.

لا يهم بكم بيع العقار ومن قبض (لأن الموضوع واضح وجلي وموثق وتم تسريبه بسرعة تسريب العقار). ولكن ما يهم هنا هو تبرير الرجل المسرب للعقار لما قام به بما لا يقنع طفلا فاقد التمييز. والاهم انه حر طليق.

لا اعرف ما شأن (ف س) و (م د) بهذا الامر؟  أم هي نفس عادة الهاء الشعب بتوافه الأمور؟

الرجل قام بالبيع للجهة الاستيطانية وما من شك يشوب هذا، ويجلس بكل وقاحة ليفسر أمورا لا ناقة للمستمع فيها ولا جمل.

تذكرون بلا شك قضية المرحومة المغدورة نيفين عواودة التي تم تلفيق متهم لجريمة قتلها، وحل لغز دخول البيت عن طريق استخدام القاتل ملقط حواجب كان في حقيبة المغدورة؟

وما يؤلم كالعادة هو حالة الاستهبال والاستغباء التي تصر عليها السلطة في التعاطي مع الأمور الهامة.

في فيديو تم تداوله للمدعو (خالد العطاري) مع رجال من القدس: ما هو جوابك لرؤيتنا في البيت جدعون وموشيه وليس بناتك الستة الذين من المفترض أنك قلت لجودة اشتريت البيت من اجلهن؟

في تقرير مفصل بالوثائق لقناة الجزيرة، يبدو الامر بما لا يحتمل الشك تشمل اتفاقية البيع بين (أديب جودة) و(خالد عطاري)، الذي كان على اطلاع بإشكالية البيع الذي تم تعطيله من قبل السلطة الفلسطينية وذلك عن طريق حجز الأموال التي بعثها (ف س)، و(خالد عطاري) عمل مديرا لذلك البنك.

أوراق الطابو الإسرائيلي تظهر بما لا يوجد مجال للشك ان البيت مسجل باسم (خالد عطاري). الذي أنكر سابقا تملكه للبيت بتصريحاته المسجلة.

على حسب التسجيلات الإسرائيلية الرسمية، ان (خالد عطاري) قام ببيع البيت لجهة استيطانية إسرائيلية (داهو للاستثمار-شركة امنية) بنفس اليوم الذي باع فيه (أديب جودة) البيت له. (يعني ان (خالد عطاري) باع لهذه الشركة الاستيطانية بوعي تام ومطلق وعن سابق إصرار وترتيب.

بالمحصلة، وباختصار شديد، نحن امام رجل باع علنا عقارا في القدس لجهة استيطانية بلا تردد.

هل كانت السلطة شريكة له؟ حيث ان الرجل يرتع حرا طليقا!

هنا تكمن المعضلة في حل الالغاز الفلسطينية وندخل في احجية ملقط الحواجب، الذي يبدو ان (خالد عطاري) متمرس في التعامل معه والفلتان من اقصى المواقف صعوبة بتبرير ملقط الحواجب.

ولكيلا أكون مجحفة في تبريرات الامن الفلسطيني عند جريمة نيفين العواودة، فقد رأينا هكذا تبريرات في أفلام توم كروز وقصص اجاثا كريستي، فقد يكون المحقق الفلسطيني حينها من الشغوفين بأفلام المطاردة المصرية التي تجعل المغامرات المستحيلة في أفلام كروز ممكنة في الأفلام المصرية... والتحقيقات الفلسطينية.

وعليه، فإن ما قدمه (خالد عطاري)، ليس مجرد استبهال، وليس مجرد التهرب من جريمة قتل امرأة أخرى، في بلد أسهل ما فيه قتل النساء. فجريمة (خالد عطاري) أكبر بكثير من جرائم الشرف التقليدية، وتستر السلطة عليه أكبر بمراحل أكثر.

فبيع العقار هذا لا يختلف عن استباحة شرف شعب كامل بعملية اغتصاب حقيرة يترتب عليها المزيد من الضحايا. 

(خالد عطاري) قدم القدس للاغتصاب والله اعلم ما خفي من اعمال أخرى!

(خالد عطاري) قدم كل امرأة في القدس للاغتصاب على مرأى الاب والاخ والزوج.

جريمة لا ينتهي وطرها في تقبيل على لحى عائلة فقدت بنتا "مزعجة" واستبدلت سكوتهم وغض طرفهم عن الجريمة بالذهب واموال العطاوي.

هذه جريمة تم استباحة شعب فيها. تم استباحة كل امرأة وكل رجل فيها.

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير