دور ثقافة المجتمع في محاصرة آفة المخدرات

19.10.2018 02:25 PM

كتب_وليد الهدولي: قرأنا خبر اكتشاف مشتل ومصنع مخدرات في بيت في رام الله ورأينا الصور التي تقشعر لها الابدان، خاصة الكميات التي ضبطت والتي ناهزت الخمسين كيلو غرام من المارجوانا واجهزة التصنيع والهندسة الزراعية ذات الخبرات العالية، ورأينا صور لمصنع تتكامل فيه عملية الانتاج بطريقة مذهلة. وقد تم اكتشاف هذا البيت الذي يمتلك كل معدات الدمار الشامل لشبابنا وفتياتنا بعد ملاحظة أحد الجيران بعين واعية وحس أمني عالي قادته الى المراقبة الليلية والانتباه للحركات المشبوهة التي تدخل وتخرج من البيت في غسق الليل، فقام باتصالات أوصلت هذه الملاحظات الى الشرطة مما أدى الى مداهمة البيت واكتشاف الكارثة.  

العبرة والشاهد هو لولا انتباه مواطن لديه الحرص على أمن البلد أولا والثقافة الامنية الكافية ثانيا وروح المبادرة التي قادته للتصرف الصحيح لبقي الوضع على حاله ولبقيت مزرعة تنتج الموت والدمار لاشهر وسنوات لا يعلمها الا الله ، لانهم يعملون بمنتهى السرية وقد أخذوا كل الاحتياطات التي ظنوا بانه ستضلل الاعين الساهرة، كان لهم مثلا أن عملوا تعتيم انارة كامل لاول طبقتين حيث الزراعة والتصنيع وأبقوا الطبقة الثالثة والرابعة كانها سكن طبيعي ، سرقوا الكهرباء كي لا تنتبه شركة الكهرباء على الزيادة غير الطبيعية في استهلاك الكهرباء لان الامر يتطلب كشافات قوية على مدار الساعة ومكيفات ضخمة، لم يختلطوا مع احد من الجيران وكانوا حذرين من أية علاقة مع أي كان.. الا أنهم مع ذلك وقعوا بحركتهم الليلية غير الطبيعية تحت نظر اعين واعية وساهرة .

اقترح التوصيات التالية:

• لا بد من أشراك المواطن في عملية كشف اي اختراق أمني بخصوص المخدرات وهذا يتطلب العمل على ثقافة المجتمع بحيث يمتلك المواطن عيون واعية تلتقط الشبهات وتحلل أبعادها وتدرك مدى خطورتها وتوصل ذلك لاهل الاختصاص في البحث الجنائي ودائرة مكافحة المخدرات في الشرطة الفلسطينية لمتابعة الامر.

• نشر الوعي الذي يجعل المواطن يدرك خطورة المخدرات ( من يزرعها ويصنعها ويتاجر فيها ويتعاطاها ) وعلى عكس ما يتناقل الناس من نكت الحشاشين بحيث تبدو العملية ظريفة وخفيفة ظل ، على العكس تماما لا بد من اظهار الصفة التدميرية التي تحققها المخدرات وانها بذلك تقدم خدمة مجانية للمحتل وتهتك عرى المجتمع والاسرة من الداخل.

• لا بد من نشر التوعية بخصوص تأجير البيوت بأن يتحقق صاحب العقار من الذي يريد استئجار بيته ويعرف ماضيه ويسال عنه كي لا يقع مع مستاجر يريد استخدام البيت لمثل هذه الاغراض المدمرة .

• لا بد من انتاج أعمال فنية هادفة تستهدف فترة المراهقة وتنشر التوعية بطريقة جذابة ومشوقة وتعمل على توعية تراكمية دائمة وترك الطرق التقليدية من نشرات وبوسترات والتي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير