من الخان الأحمر إلى مسيرة العودة .. شعب واحد، ومقاومة شعبية واحدة

23.10.2018 10:49 PM

كتب الدكتور مصطفى البرغوثي: حاولت قوات الاحتلال يوم الجمعة الماضي تطويق منطقة الخان الأحمر ومنعنا من الوصول اليها، فتسللنا مع كثيرين عبر الجبال، وجرت بعد صلاة الجمعة مظاهرة المقاومة الشعبية، فاعتدوا عليها بالضرب والتنكيل، واستخدموا الغاز المخلوط مع مواد حارقة فأصابوا معظم المتظاهرين يمن فيهم المتضامنين الأجانب، والصحفيين، والمسعفين.

وكانت شراسة المحتلين الذين حشدوا قوات كبيرة دليل على ضيقهم من نجاح المظاهرة رغم التطويق والمنع، ونتيجة تزايد احساسهم بالحرج بسبب تعاظم الضغط الدولي ضد جريمة التطهير العرقي في الخان الأحمر التي حذرت المدعية العامة لمحكمة الجنايات الدولية بأنها ستكون جريمة حرب، مثلما سبب نقاش قضية الخان الأحمر في مجلس الأمن الدولي والشهادة النبيلة التي قدمها ممثل منظمة "بتسيلم" أمامه وعرى فيها التطهير العرقي الإسرائيلي والنظام العنصري، إحراجا إضافيا لحكومة نتنياهو، التي تحاول الآن إقرار قانون فاشي عنصري جديد يعاقب بالسجن كل من يشارك في الدعوة لمقاطعة الإحتلال وبضائعه لمدة تتراوح بين سبع وعشر سنوات .

وعلى الجانب الأخر ورغم التهديدات والقتل الشرس، وإستخدام ذخيرة متفجرة محرمة دوليا ضد المتظاهرين السلميين، إنطلقت مسيرة العودة وكسر الحصار في محافظات قطاع غزة الخمسة، تحت شعار غزة تنتفض والضفة تلتحم .

شاركت في يوم الجمعة السابقة في مسيرة العودة في غزة، ورأيت في المستشفيات آثار الجراح الخطيرة التي يسببها رصاص المحتلين، ولكنني رأيت أيضا ولمست روح العزم والعزيمة والإصرار لدى شباب غزة، مثلما رأيناها في الخان الأحمر لدى شباب القدس والضفة.

وكل ذلك يؤكد مدى سخافة وحمق المراهنين على فصل غزة عن الضفة الغربية، ومدى جهل أولئك الذين يظنون أن تقطيع أوصال الضفة الغربية ومحاصرة القدس بالحوجزوالجداران، سيلغي وحدة الشعب الفلسطيني وإحساسه الجامع بالمصير المشترك.

منذ الثلاثين من آذارلم تتوقف مسيرات العودة وكسر الحصار، ولمائة واثنين وعشرين يوما يستمر الاعتصام في الخان الأحمر.
وفي يوم الجمعة الماضي شارك عشرات آلاف الفلسطينيين في مسيرات العودة في محافظات غزة الخمسة ، وشهدت عشرات المواقع في الضفة الغربية مواجهات مع الاحتلال في نفس اليوم، من سلواد إلى كفر نعمة إلى نعلين، إلى الخليل، والخان الأحمر.

ما يتجسد على الأرض اليوم هو نمط واحد موحد للمقاومة الشعبية الفلسطينية، وما يحاول الاحتلال تجزئته بالحواجز والإستيطان والجدار، يتوحد بفعل وتأثير المقاومة الشعبية على الأرض.

من الخان الأحمر إلى مسيرة العودة وكسر الحصار، شعب واحد، ومقاومة شعبية واحدة، وهذا هو ما يرعب الاحتلال .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير