"آفاق" تحاور مدير مجلس الزيت والزيتون "فياض فياض": الأرض المحتلة خرجت من خريطة الزيتون العالمية

14.11.2018 06:19 PM

وطن: حوار: عبد الباسط خلف - آفاق البيئة والتنمية

ولد مدير عام مجلس الزيت والزيتون، فيّاض فيّاض قبل سبعة عقود لأب ولجد سرى حب الأرض في عروقهما، فقد أسسا معصرة في دير الغصون بطولكرم عام 1927، وغرسا الشجرة التي عشقها الابن والحفيد والسبعيني اليوم، ثم التصق حبه لهذه الشجرة بالأبحاث والتجارب العالمية والمحلية الخاصة بالزيتون، وارتبط أيضاً بعلاقات وثيقة مع خبراء زيتون في الأردن وسوريا وتونس وتركيا والجزائر وإسبانيا واليونان وإيطاليا.

تخصص في علم الفلك والفضاء وعلوم الارض، وتخرج في ذات التخصص من جامعة إسطنبول عام 1974؛ كما أنه حاصل على البكالوريوس تخصص اللغة الانجليزية من جامعة اليرموك، وعمل معلمًا ومديراً في الأردن، وعاد عام 1999 إلى الوطن وعمل في الحركة التعاونية، ودّرس الفكر التعاوني في جامعة بيت لحم، وأدار المجلس منذ عام 2004، وقبلها كان مدير عام اتحاد الجمعيات التعاونية لعصر الزيتون.

تحاور (آفاق) في موسم شجرة السماء فيّاض فيّاض، في ملف يتتبع الزيتون: حاضره وماضيه ومستقبله، ويكشف الكثير من تفاصيله، وهي الشجرة التي قال عنها: "لو علم الناس قيمتها لضاعفوا اهتمامهم بها فقد بلغت درجة القداسة".

والخطير في حديث فياض أن فلسطين المشهورة بزيتونها وزيتها خرجت بالفعل من الخريطة العالمية، ولم تعد تنافس في الإنتاج، وبدأت دول أخرى تتسيد هذه الشجرة، وقبل خمسين عامًا، وصل زيتون فلسطين إلى 6 ملايين شجرة، كان معدل إنتاجها 25 ألف طن زيت، ولكن معدل إنتاج الأشجار الحالي (نحو 11 مليون) لا يتعدى 20 ألف طن زيت، بمعنى أن المساحات والأشجار تضاعفت، لكن الإنتاجية تراجعت.

11 مليون شجرة

بداية من أين وصلت شجرة الزيتون إلى فلسطين: أهي أصيلة أم جرى توطينها؟

تعد بلاد الشام الموطن الأساسي لشجرة الزيتون في العالم قاطبة، وفلسطين جزء من الشام، وفيها كانت بداياتها، ويدل على ذلك وجود أقدم شجرة زيتون في العالم بقرية الولجة، القريبة من القدس وبيت لحم، وتسمى (شجرة سيدنا البدوي)، وفي عام 2018 سعت وزارتا الثقافة والزراعة إلى اعتماد صورتها لتكون في كل مؤسسات الدولة داخل فلسطين وخارجها؛ لرمزيتها وعمرها الذي يقدر بنحو 5500 عام، وهذا أمر غير موثق رسميًا، رغم انتشاره على نطاق واسع، من قبل باحثين يابانيين أجروا دراسة أثبتت ذلك.

وحسب كتاب عالم الآثار الفلسطيني د. عبد الرحمن المزين، الذي ألف كتابًا عن الكنعانيين وشجرة الزيتون، فقد وجدت أحافير ومستحثات من أشجار الزيتون، تمتد إلى آلاف السنوات، وتفوق عمر زيتونة الولجة.

بلغة الأرقام كيف كانت مساحات زيتون الضفة والقطاع وإنتاجيته قبل خمسين سنة، ولماذا تراجعت انتاجيته؟

نبدأ بالإحصاءات الحديثة، ففي الضفة والقطاع مليون دونم زيتون تقريبًا، و11 مليون شجرة، وهذه أرقام مختلف عليها بين الجهاز المركزي للإحصاء ووزارة الزراعة، وذلك ليس على مساحتها، وإنما على عددها في الدونم الواحد.

وعلى أرض الواقع، لدينا مليون دونم زيتون، منها 850 ألف بأشجار مثمرة، و150 ألف لم تؤت أُكلها بعد، ويحتاج نحو 5 سنوات ليضاف إلى المساحة المنتجة.

وقبل خمسين عامًا، وصل عدد أشجار الزيتون في فلسطين إلى 6 ملايين شجرة، كان معدل إنتاجها 25 ألف طن زيت، ولكن إنتاج الأشجار الموجودة حالياً (نحو 11 مليون) لا يتعدى 20 ألف طن زيت، بمعنى أن المساحات والأشجار تضاعفت، لكن الإنتاجية تراجعت. ورسميًا، يبلغ معدل إنتاج الدونم الواحد من 40-50 كيلو غرامًا.

ولتراجع الإنتاج أسباب عديدة يمكن حصرها في هرم أشجار الزيتون، فلدينا قرابة 65% من الأشجار يتعدى عمرها 80 عامًا، وقلت انتاجيتها، وتحتاج إلى "تشبيب". كما كثرت الآفات وأصبح انتشارها بسرعة متزايدة في حقول فلسطين لدرجة أصبحت وكأنها "مُستوطنة". وأيضًا غابت كفاءة بعض معاصر الزيتون، ما يؤدي إلى تسرب الكثير من المحصول. ولا ننسى عزوف المواطنين عن العمل في الزيتون، وتفتت الملكية بحيث أصبحت الحيازات غير ذات جدوى اقتصادية، كما كان في زمن الآباء الأجداد، الذين كانوا يتفرغون للأرض ولأشجارهم. وعلينا الإقرار بأن أن 99% من الصعوبات تعود إلى غياب الأيدي العاملة، وارتفاع تكلفة الإنتاج، ما يسبب العزوف عن الزيتون. عدا عن غياب الدراسات والأبحاث العلمية الخاصة بالزيتون وما يتعرض له من تغيرات تعيق تطوره.

مستقبل مُهدد

ما هي توقعاتكم لمستقبل هذه الشجرة، من حيث المساحة والإنتاج والتغيرات المناخية والآفات؟

نلاحظ زيادة المساحة في فلسطين، ومعها تضاعف الإقبال على هذه الشجرة، وعلينا أن لا نغفل أن "خارطة العالم الزيتونية" قد تغيرت، ففي عام 1990 كانت مساحة الزيتون 90 مليون دونم على مستوى العالم، وفي عام 2013 ارتفع الرقم إلى 120 مليون دونم.

وبشأن الإنتاجية، فقد كانت في عام 1990 مليون و600 ألف طن عالميًا، ارتفعت عام 2013 إلى 3 مليون ونصف المليون طن، ما يؤكد أن الزيادة في المساحة قابلها ارتفاع في الإنتاجية بشكل كبير.

فلسطينيًا، ليس صعبًا تحول الزيتون لمشروع اقتصادي، لكن علينا مراعاة أن التوجه العالمي يسير نحو الزيتون المروي والزراعة المكثفة، ففي دولة الاحتلال، هناك 450 ألف دونم زيتون، لكن انتاجيتها السنوية مجتمعة تعادل ما هو متوفر لنا، وهي مساحة مقسمة إلى ثلاث فئات: 300 ألف لفلسطينيي الداخل، وهي مشابهة لزيتون الضفة وغزة، و120 ألف مروية، و30 ألف مكثفة تنتج ما تنتجنه المساحات مجتمعة.

واليوم يسير العالم نحو الزراعة المكثفة، وهناك دول جديدة تحتل موقعًا على الخارطة كالأرجنتين، وتشيلي، والصين، وباكستان، وتركيا، والسعودية (تمتلك أكبر مزرعة عضوية في العالم بمنطقة الجوف).

وقبل نصف قرن، كانت فلسطين دولة زيتونية من الدرجة الأولى في المنطقة، لكنها الآن خرجت من الخارطة العالمية والإقليمية. وكمثال، كان الأردن ينتج 3 آلاف طن زيت، ويستورد 10 آلاف طن من الضفة الغربية، ولكنه ينتج حاليًا نحو 40 ألف طن سنويًا، وهو ضعف ما ننتجه. أما في دولة الاحتلال التي كانت تنتج 3

آلاف طن، حالياً تنتج 17 ألف طن سنويًا. أما في سوريا، ورغم ظروف الحرب فيها، فهي من أول خمس دول منتجة للزيتون عالميًا.

وأيضًا تتغير الخريطة بشكل كبير فيما يتعلق بالصين، التي زرعت 100 مليون شجرة، ستنتج خلال 4 سنوات، وستقفز إلى مراكز متقدمة بإنتاج الزيت. وبالإجمال لم يكن في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية ما يزيد عن 3-4% من الإنتاج العالمي، وسيصبح من خلال الأرجنتين وتشيلي رقمًا صعبًا.

تنقلنا هذه الخريطة للحديث عن مستقبل الزيتون الفلسطيني بعد خمسين سنة من الآن، كيف تتوقعونه؟

مساحة الضفة الغربية كلها 5 ملايين دونم، ويتزايد عدد السكان بشكل كبير، والخارطة السياسية القادمة ضبابية، ومتصلة بالحلول الممكن تنفيذها، وأيضًا بقيام دولة فلسطينية، وباحتمالات عودة اللاجئين في دول الشتات، وعددهم لا يمكن للضفة الغربية وغزة استيعابه للسكن فقط.

ولكن إذا استطعنا أن تكون الأغوار بيدنا، وإذا ما زرعناها بالزيتون المكثف بما يناسب ظروفها المناخية، يمكن أن نغير المعادلة المستقبلية، أما إذا ما استمرينا في زراعة الزيتون البعلي، والاعتماد على الهرم المزروع في المناطق الجبلية، وفي ظل التغير المناخي الذي يشهده العالم منذ حرب الخليج، لن نغير شيئًا، فالأشجار البعلية الجبلية ليست بذات جدوى.

آفة و"نيران صديقة"

ننتقل للحديث عن آفة ذبابة ثمار الزيتون التي انتشرت هذا الموسم، ما هي أبرز تداعياتها على الشجرة والمحصول؟

خالفت التقديرات منذ اليوم الأول للحديث عن هذه الآفة، فالموسم الحالي تأثر بفعل خمسة عوامل، وكانت ذبابة ثمار الزيتون البريء المتهم، فقد وصلتنا متأخرة في نيسان. والزيتون يحتاج في أربعينية الشتاء وسعد الذابح إلى 500 ساعة تتدنى خلالها درجات الحرارة عن 7 مئوية، وأن لا تزيد عن 10، وأن لا ترتفع نهارًا عن 18 لكن حسب الأرصاد الجوية لم تنخفض الحرارة إلا 200 ساعة ليلاً وارتفعت نهارًا، ما أثر على جفاف القشرة السطحية للتربة، الأمر الذي جفف الجذور الشعرية. وبفعل انقطاع الأمطار من شهر شباط إلى نيسان، ثم هطولها بكثافة غير معهودة مع برد، أدى ذلك إلى "صدمة" سطح التربة، التي استقبلت أمطارًا غزيرة أثرت على الشعيرات النائمة، التي أصبحت تنمو خُضريًا وليس ثمريًا، وبالتالي أصبح النمو للأوراق واضحًا، على حساب الأزهار والثمار.

وبفعل انقطاع الأمطار وعودتها الغزيرة، جاءت الذبابة الموجودة منذ عام 2015 ولم تغادرنا، ولم يعالجها المزارعون لأن تأثيرها على الإنتاجية بنحو 5%، وتعالج بمبيدات حشرية تشوه مصداقية زيتهم العضوي.

واللافت أن الذبابة وصلت هذا العام متأخرة عن موعدها في كانون الثاني وشباط، وتحدث أنفاقًا داخل الأوراق، إلا أنها وصلت بعد إزهار الزيتون، ودخلت إلى الزهرة نفسها.

هناك الكثير من الممارسات السلبية بحق الزيتون: أشجاره، وقطفه، وعصره، وتخزينه، كيف تلخص ذلك؟

بشأن الممارسات الصحيحة تتوزع على فترات ما قبل الحصاد، وفترة العناية بالأشجار وتقليمها، ثم جمع الثمار وعصرها وتخزينها. فالقطاف يجب أن يكون بالأيدي أو بالأمشاط البلاستيكية، أو الآلات الكهربائية، وأن تكون المفارش مناسبة من القماش والخيش وليس البلاستيك، الذي يرفع درجات الحرارة للثمرة.

كما أن نقل الثمار من المزرعة يتم بشكل خاطئ، إذ تسبب الأكياس البلاستكية رفع درجة الحرارة، ما يؤدي إلى تعفن الثمار. والقاعدة الأسلم (من الشجر إلى الحجر) دون تخزين، ولكن إذا اضطررنا لذلك يمكن أن يتم في مكان مظلل، وبارتفاع 10 سم. والأنسب استعمال الصناديق البلاستيكية ذات التهوية الجيدة، أو أكياس الخيش.

وتتوقف 35% من جودة الإنتاج على المعاصر، ففيها إما أن يُهان الزيت أو يُكرّم. ورغم أنني أمتلك معصرة لم أعصر فيها، وانتقلت لأخرى وجدتها أفضل، وعلينا أن نبحث عن معصرة جيدة للحصول على زيت أجود.

وللأسف، يستخدم أكثر من 90% من شعبنا الأوعية البلاستيكية الصفراء (الجالون) لتخزين الزيت، وهي ممنوعة، ومع ذلك يجري استخدامها، رغم أنها مصنوعة من مواد كيماوية تتفاعل مع الزيت (وهو حامض في الأصل)، وتدخل بعض جزيئات البلاستيك إلى الزيت، دون رؤيتها بالعين، وبمرور الزمن يؤدي إلى عواقب صحية.

والأساس تخزين الزيت بمادة (الستانلس ستيل) المقاومة للصدأ، أو بالزجاج المُعتم، أو الصفيح المطلي وليس العادي. ويجب أن يحفظ بأبرد نقطة في المنزل، وليس في المطبخ.

نتوقف عند مبيدات الأعشاب، كيف يؤثر استخدامها على الشجرة والإنتاج والبيئة؟

المبيدات تؤثر على الأعشاب والتربة، وتقتل الكائنات الحية الموجودة في التربة، ومنها الكائنات المقاومة للآفات (الأعداء الطبيعية)، كما تُضعف التربة، وتقلل من إنتاج الشجرة.

ما السعر الأنسب للزيت، بحيث يحقق عدالة للمزارع وللمستهلك في آن؟

السعر يستند على العرض والطلب، ولو أن المزارع حصل على 100 شيكل ثمن الكيلو، لن يأخذ كامل حقه، ومن حق المستهلك تناول زيت طبيعي بأقل سعر ممكن. وليس بوسعنا تحديد سعر معين. ووجدنا في دراستنا أن تكلفة الكيلو غرام الواحد من الزيت تختلف من منطقة لأخرى، وتكلفة القطف لوحدها تكلف بين 40-50 % من تكلفة الإنتاج، وهذا مختلف عن كل معايير العالم.

حصاد وأرقام

ألا تخشون من أن يأتي اليوم الذي نضطر فيه لاستيراد معظم احتياجنا من الزيت والزيتون؟

نأمل أن لا نصل إلى لحظة نستورد فيها الزيت والزيتون، والآن نسوق الزيت في أربعة محاور: استهلاك السوق المحلي ( 12-15 ألف طن سنويًا)، وأمانات إلى دول الخليج ( 3-4 آلاف طن)، وهدايا إلى الأردن (نحو ألف طن)، فيما تصدر 17 شركة محلية إلى 76 دولة ( بين 1000-1500 طن سنويًا).

كيف تقيمون مردود الزيتون المادي؟

يبلغ الناتج القومي الوطني السنوي للزيتون سنويًا بين 120-150 مليون دولار، لكن نستثني منها ما نرسله إلى دول الخليج والأردن كهدايا، ولا تُفصح الشركات عن أسعار الزيت في الخارج. وعمومًا، يشكل القطاع الزراعي 4% الناتج القومي الإجمالي ( 75 % حيواني، و25% نباتي)، ويشكل عائد الزيتون 15% من مجمل الإنتاج النباتي.

تنتشر هناك عادة القطف المبكر، ما المواعيد المناسبة له؟

الأمر متصل بدرجات الحرارة والنمو، وتحتاج حبة الزيتون من يوم تكوينها إلى قطفها 180 يومًا، وإذا ما قطفنا الزيتون قبل نضجه فإن ذلك يؤثر على كمية الزيت ومكوناته، وعادة يبدأ الزيت بالتحرر داخل الثمار بعد 26 أيلول، وهذا لا يعني نضجه الكامل. وحسب دراسة للدكتور حسان أبو قاعود من جامعة النجاح أجراها في بلدة

عصيرة الشمالية، فإن موعد القطاف الأنسب 1 تشرين الثاني. والآن تجرى دراسات تطبيقية في نابلس وسلفيت وبلدات أخرى لتحديد الموعد الأنسب للحصاد.

نصل الآن لتقليم الزيتون، ما الشكل الأمثل لذلك؟

لدينا التقليم الثمري، والتشبيب، ويبدأ عمومًا بعد هطول الأمطار بمعدل 70 -100ملم، ولا ينصح به خلال القطاف. وتحتاج الأشجار إلى ترميم بعد القطاف، ولا يمكن التقليم دون رطوبة مناسبة، وهو يحتاج إلى خبرة كبيرة وليس عملية عشوائية.

كيف تلخصون الطرق الأنسب للتخلص من نفايات الزيتون، بحيث لا تتسبب بتداعيات على الأشجار؟

"الزييار" أو مخلفات العصر موضوع مقلق عالميًا، ولا حلول جذرية له، وفي دير الغصون بطولكرم حصل د. نصوح بدران على براءة اختراع لبعض الأسمدة والأدوية من هذه المخلفات. وتتوقع مراكز أبحاث عالمية أن يتعدى سعر هذا المخلفات خلال 10 سنوات سعر الزيت نفسه، إذا نجحوا في عزل "البولي فينولات"، التي لها قدرة على منع الأكسدة في الجسم. وحاليًا يستخدم البعض "الزيبار" في حقول الخضروات بمعدل لا يزيد عن 8 متر مكعب للدونم، ويستعمل بدل الماء في تأهيل وشق الطرق.

أجيال وحيازات

للأسف، يُلاحظ ابتعاد الأجيال الناشئة عن الزيتون، سواء في العناية بالشجرة أو في هجرتها، أو عدم المشاركة في قطفها، وبالتالي تهديد مكانتها اجتماعيا واقتصادياً. كيف تقرأ هذا؟

تبقى الزيتون شجرة برمزية وطنية واجتماعية ونضالية عالية، لكن المشكلة الآن في الجدوى الاقتصادية، وعدم توفر الأيدي العاملة. وفي السابق، كانت الشجرة مصدر دخل ومورد تعليم الأبناء، وهي التي حمته بعد النكبة. وهناك بعض الأسر تهتم بهذه الشجرة بشكل كبير، ولا يمكن التخلي عنها.

كيف يساهم تفتت الملكية في تهديد مستقبل شجرة السماء؟

حل هذه المشكلة صعب جدًا، كونه يتعارض مع الدين والموروث. ولكن تفتيت الملكية قلّل كثيًرا مساحة الحيازة الزراعية، (أكثر من 80% من شعبنا يملكون أقل من 5 دونمات)، وهذا تهديد كبير.

أخيرًا، ما أبرز ما فعله مجلس الزيت والزيتون لهذه الشجرة؟

بدأت محاولات تشكيل المجلس عام 1996، وعام 2005 تأسس المجلس بموجب قانون الزراعة، وكان فاعلاً، واعتمد في تمويله على اشتراكات الأعضاء، لكن عام 2011 توقفت الاشتراكات لوجود ثغرة قانونية بالرسوم وحاجتها لقانون، والمجلس الآن يشارك في رسم السياسات مع وزارة الزراعة والمؤسسات الأخرى، ويساهم في بناء قدرات القطاعات التابعة له بمشاريع ممولة، ويمارس توعية إعلامية، ويشارك في ترويج الزيت والزيتون محليًا وعالميًا.

تصميم وتطوير