أضعف الإيمان - محمود عباس ينتظر المأذون...بقلم: داود الشريان

08.09.2011 09:42 AM

يترقب الشارع الفلسطيني طرح مشروع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية في العشرين من الشهر الجاري. الترقب الفلسطيني يقابله تجاهل عربي غير مسبوق، على المستويين الرسمي والشعبي. فالدولة المنتظرة التي ناضل العرب من اجل الاعتراف بها ستة عقود، لم تعد أكبر همومهم. مشكلة الفلسطينيين الأبدية هي التوقيت. فالعرب اليوم منشغلون بالحفاظ على دولهم من التمزق والاحتلال، فضلاً عن أن بوصلة نضال «الممانعين» منهم انحرفت، وأصبحت تقاتل مواطنيها.

ولكن، على رغم كل هذا التشاؤم، يلوح في الأفق السياسي بصيص امل امام الفلسطينيين. فالدولة، وإن شئت الدويلة، التي يحلم الفلسطينيون بالاعتراف بها لا تمثل سوى 22 في المئة من مساحة فلسطين، وهي - على نحو ما - تشبه صورة الدول العربية التي تُرسم للمرحلة المقبلة. وربما وجد الغرب ان قبول الفلسطينيين بربع أرضهم فرصة لجعل فلسطين، بكل ما تمثله من رمزية، نموذجاً يحتذى لشكل الدولة العربية الجديدة. لكن المشكلة ان تحقيق حلم الدولة للفلسطينيين سيفضي، سياسياً، الى الاعتراف بحق العودة، وهذا شكّل عقبة أمام توقيت الاعتراف. فالرفض الغربي الراهن لطرح مشروع الاعتراف ليس نهائياً، وهو جاء بسبب التوقيت، فالمساعي الغربية تطلب من الفلسطينيين التمهل، ليس من اجل البحث عن وطن بديل للاجئين، وإنما لتهيئة أوطان بديلة.

لا شك في أن حق العودة، الذي هو لبّ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، اكتسب بعداً جديداً مع الثورات التي تجتاح المنطقة العربية. فالأردن لم يعد الخيار الوحيد كوطن بديل للفلسطينيين كما اعتاد التلويح به المتطرفون في إسرائيل. سورية دخلت على الخط، ولبنان، صارت فرصته اكبر، وربما دول أخرى عربية، والمسألة الآن هي كيف ومتى، أي بلد ستزيد مساحته ليستوعب اكبر عدد من الفلسطينيين؟ وأي بلد ستُقضم أرضه؟ تعقَّد الصراع على حق العودة، كان يهدد امن إسرائيل، فأصبح اليوم يهدد وحدة الدول العربية.

الأكيد أن اللاجئين الفلسطينيين لن يعودوا الى الدويلة التي يجري الحديث عن اعتراف بها. وسيصبحون مواطنين في دويلات أخرى عربية، لكن هذه الدويلات لم يتم رسم حدودها، وتشكيل هويتها، وطباعة أوراقها الثبوتية. بالتالي فإن رحلة «ابو مازن» الى المنبر الأممي لطلب الاعتراف مثل دعوة الى عرس لم يُعقد قرانه بعد، لذلك فإن الرئيس محمود عباس سيبقى طويلاً بانتظار المأذون، قبل أن يتمكن من حضور الزفاف المنتظر.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير