عن أيلول... وأخطاء القيادة فادي أبو سعدى

10.09.2011 09:40 AM

ها نحن قطعنا الثلث الأول من أيلول الذي طالما انتظرناه لتحقيق نصر دبلوماسي على وجه الخصوص، ورغم تحقيق الديبلوماسية الفلسطينية نتائج مبهرة للمرة الأولى منذ إنشاء السلطة الوطنية، إلا أن هناك أخطاء تأبى القيادة الفلسطينية إلا أن تكررها، رغم مناداتنا المستمرة لتلافيها، بل والعمل عليها لأهميتها القصوى.

بات الجميع يعلم بأن التوجه للأمم المتحدة سيحقق لنا أصوات 128 دولة المطلوبة للاعتراف بنا كدولة، وبتنا نعلم أيضاً ببلاغ رسمي بوجود الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي، وخرجت تصريحات من القيادة الفلسطينية بأن أيلول ليس سوى البداية، وبأننا سنعاود طلب التصويت كل شهرين.. لكن ماذا خلال وبعد التوجه لمجلس الأمن!

إن التهديد الأمريكي، والإسرائيلي بطقع الأموال لا يتعلق بموظفي السلطة الوطنية الذي يناهز عددهم 170 ألفاً، بل يطال كل من يصرف عليهم هذا الرقم، وهو يقرب مليون ونصف المليون فلسطيني، ما يعني أن الأموال ستكون شحيحة مع الناس، والقدرة الشرائية أشبه بالصفر، وإليكم القياس على ذلك في كل شيء!

هذا فقط من ناحية الأموال، لكن ماذا عن البلد وإدارتها في تلك الفترة؟ هل سيكون فشل المحاولة الأولى في مجلس الأمن هو حل السلطة وترك إدارة البلد للأجهزة الأمنية؟ أم سيبقى الحال كما هو عليه الآن؟ ما العمل في حال شح الأموال وانقطاعها إذا كان العرب لا يقدمون ما عليهم من التزام؟

لقد طالبنا القيادة الفلسطينية دائماً بالحديث للمواطن العادي، لا أن يسمع أخبار البلد من قيادته في إعلام آخر، ولماذا لم يخرج الرئيس حتى الآن للحديث عن التوجه للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وعن المتوقع بعد ذلك؟ نعلم أن هناك خطاب قادم للرئيس كما قيل قبل التوجه للأمم المتحدة، لكن أليس متأخراً كثيراً؟

لماذا تتحضر إسرائيل لردة فعل شعبية كبيرة، بينما خرج علينا الإعلام الإسرائيلي ليؤكد بأن هناك تنسيق بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بلجم هذه التظاهرات إن حدثت ومنعها من الوصول إلى نقاط الاحتكاك؟ لماذا يتحضرون لكل شيء، بينما نحن لا نعلم شيء عن برنامج أيلول الفلسطيني؟ لماذا تقوم المجموعات الشبابية بالاعلان عن فعالياتها بعيداً عن القيادة والفصائل الفلسطينية مجتمعة؟

لا نريد سوى التوفيق، لأنفسنا ولقيادتنا، ولقضيتنا، وللبلد التي هي فوق كل شيء، لكننا لا زلنا نعتقد بوجوب العمل على توضيح كل الخطوات المنوي اتخاذها، فلسنا نقوى على المفاجآت أياً كان نوعها، تلك المفاجآت من طرف الرئيس عباس بشكل خاص، التي تحدثت عنها حتى الصحافة العبرية، خاصة وأن التاريخ يؤكد ذلك!

لقد انتقلنا ونقلنا الصراع إلى مستوى جديد بكل تأكيد، وهذا أمر بالغ الأهمية لا غبار عليه، لذلك على القيادة العمل على رد الاعتبار للشارع الفلسطيني الذي طالما وقف إلى جانبها، وساندها دون كلل أو ملل، والقيادة هي كل القيادة  وفصائل العمل الوطني والإسلامي دون استثناء، ويكفينا ما ارتكبنا من أخطاء، لأننا في أكثر المراحل حساسية على الإطلاق!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير