الشعيبي: الفساد السياسي الاكثر شيوعاً، والسلطة لا توليه الاهتمام الكافي

04.07.2011 04:15 PM




رام الله –وطن للانباء/ اكد مفوض ائتلاف "امان" لمكافحة الفساد عزمي الشعيبي ان الفساد السياسي هو اكثر انواع الفساد شيوعاً في فلسطين وانه يبدأ من قمة الهرم السياسي، وينحصر بشكل كبير بين منصبي "مدير عام ووزير"، مشيرا الى ان فلسطين بحاجة الى سنوات طويلة كي تصبح خالية من الفساد.

واضاف الشعيبي خلال برنامج "ساعة رمل" الذي ينتجه ويبثه تلفزيون "وطن" بالتعاون مع مؤسسة "فلسطينيات" وتقدمه الاعلامية وفاء عبد الرحمن ان هناك حاجة للتغيير في القيادة الرسمية لحماية الوطن من الفساد، معرباً عن اعتقاده ان رغبة الرئيس محمود عباس في مكافحة الفساد غير كافية، ويجب ان تتوفر ارادة في العمل والطواقم البشرية القادرة على ترجمة الارادة الى شكل عملي، لافتاً الى ان السلطة لم تولي قضايا الفساد الاهتمام الكافي، وتضع محاربتها على سلم اجندتها.

واشار الشعيبي الى ان استمرار عمل السلطة في ظل غياب البرلمان في الضفة والقطاع هو فساد سياسي، في ضوء توافق بعض الاحزاب السياسية وتواطؤها لابقاء الوضع كما هو ، اضافة الى موضوع "السلامة الامنية" المخالف للقانون، والذي يتيح لفريق سياسي ما الاستئثار بالسلطة والبطش بطرف سياسي اخر، والتحكم في المؤسسات الرسمية السياسية ومنع تداول حقيقي للسلطة.

ورأى الشعيبي ان المواطنين حسب استطلاعات الرأى لا يرون ان هناك نية رسمية جادة في مكافحة الفساد بسبب عدم قيام السلطة بتقديم الشخصيات التي ثبت فسادها للقضاء، داعياً الى تقديم ابرز الاسماء الفاسدة التي ثبت عليها ذلك للمحاكمة ونشر المعلومات المتعلقه بها وتجاوز القوانين (الاردنية المعمول بها) التي تمنع نشر المعلومات.

وبين مفوض ائتلاف امان ان رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشه اعلن انه تقدم للحكومة بطلب لرفع الحصانة عن احد الوزراء لاتهامه بالفساد، الامر الذي نفاه رئيس الحكومة سلام فياض، من انه لم يتلق اي طلب من الهيئة، مشددا (الشعيبي) على ان استدعاء الوزراء واستجوابهم من قبل الهيئة لا يحتاج لرفع الحصانة.

وحول عمل امان وعلاقته بالمؤسسات الرسمية وتشكيل هيئة مكافحة الفساد كشف الشعيبي النقاب عن رفضه تبوأ منصب رئيس هيئة مكافحة الفساد، بسبب رغبته في تأدية رسالته على اكمل وجه من خلال مؤسسات المجتمع المدني، ولحاجة "امان" له معلناً انه يستعد لانهاء اعماله في امان بالتدريج في الوقت الحالي.

واضاف الشعيبي "ان هيئة مكافحة الفساد هي احد نتائج عمل امان، حيث تم الضغط كثيرا لتشكيلها خاصة عقب توقيع السلطة اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد، مما استوجب تشكيلها وفق شروط الاتفاقية."

وبين الشعيبي ان امان مؤسسة مجتمع مدني وان الدورالذي ادته كان نتاجاً لغياب الدور الرسمي في مكافحة الفساد، وهو مبني على ارشاد الناس وتوجييههم الى الجهات المسؤولة لتلقي شكاواهم، مضيفاً ان شخصيات فاسدة في السلطة عملت بقوة ضد امان.

وحول بداية عمل امان وكيفية تغير اشكال الفساد في فلسطين اشار الشعيبي الى ان تقرير امان في عام 1997 اكد وجود فساد في رأس الهرم السياسي الفلسطيني، وكان ابرز مظاهره نهب المال العام واهداره واستغلال النفوذ، لكن مع مرور الوقت تغيرت اشكال الفساد حيث اصبحت الواسطة والمحاباة اكثر الاشكال عام 2009، والفساد السياسي الاكثر شيوعا في الوقت الحالي.

وبين الشعيبي "ان تقرير الفساد الذي اصدرته امان عام 1997 اظهر تورط 52 شخصية في قضايا الفساد، حيث تم عقبها اجراء مفاوضات بين المجلس التشريعي والرئيس الراحل ياسر عرفات بخصوص محاسبتهم، الامر الذي رفضه عرفات في حينه قائلاً جملته الشهيرة (ليس وقت المحاسبة، انا اريد ان اعُدي بهم الوحل)، وحذرناه في وقتها من مغبة جره للوحل."

وتابع الشعيبي" ان الصفقة التي تمت في ذلك الوقت مع من ثبت فساده تضمنت قيام الرئيس عرفات بدمج  بعض اعضاء المجلس التشريعي، مع الفاسدين لتشكيل الحكومة الجديدة، مما يشير الى وقوع اولئك الاعضاء في فخ الفساد. "

 

 

 

تصميم وتطوير