فلسطينيو 1948 في كتابين إسرائيليين بقلم/ توفيق أبو شومر

03.10.2011 02:32 PM

إنهم الشوكة في حلق إسرائيل ، فوجودهم  وبقائهم وصمودهم فوق أرضهم يُثبت أنهم أصحاب الأرض الحقيقيون، تعرضوا للقهر والظلم والتشريد ، حينما اغتصبت أرضهم ونقل كثيرٌ منهم إلى القرى المجاورة، يسميهم المحتلون (عرب) 1948، واسمهم الحقيقي هم (الفلسطينيون الصامدون منذ عام 1948)وكان الغرض من تسميتهم عرب 48 هو إقصاؤهم عن نصفهم الآخر، وإبعادهم عن أرضهم باعتبار أنهم عرب، وليسوا فلسطينيين، في محاولة من المحتلين لمحو وشم الأرض من قلوبهم.

ظنَّ كثيرون بأن الفلسطينيين الصامدين في أرضهم منذ أحداث النكبة، هم أسعدُ الفلسطينيين وأوفرهم حظا، لأنهم يعيشون في الدولة الديمقراطية ! كما أن مساحة حريتهم أوسع بكثير من مساحة حرية كل العرب، فقد اعتاد العربُ أن يقيسوا الحريات بنقد الرؤساء والزعماء فقط، ولا يقيسونها بغير ذلك، فالفلسطينيون الصامدون قادرون على سب وشتم زعماء إسرائيل، بينما لا يجرؤ عربيٌ أن يوجه النقد حتى لخادمي السلطات العربية!

ورأى آخرون من المراهقين السياسيين بأن الفلسطينيين الصامدين مقصرون في حق فلسطينيتهم، لأنهم يحملون الهويات الإسرائيلية، ويسافرون بوثائق إسرائيلية، ويقبلون أن يدخلوا الكنيست، ويشاركوا المحتلين في سياسة إسرائيل، وانتقدوهم لأنهم يقبلون نمط الحياة الإسرائيلية!

                 الحقيقة هي أن هؤلاء الصامدين هم كنزنا الجماهيري وثروتنا، ودليل ملكيتنا لأرضنا، هؤلاء هم مناضلو الأرض والوطن، ممن آثروا البقاء فوق المتاح من أرضهم، ليُثبتوا للعالم عمق انتمائهم لهذه الأرض ووفائهم لها، إنهم ببساطة أبرز مناضلي الحق والحرية في عالم اليوم.

 ولكي نرى وجهة النظر الإسرائيلية في هؤلاء المناضلين ، نعرض كتابين ناقشا (أزمة) الفلسطينيين الصامدين في أرضهم من وجهتي نظر مختلفتين، فالكتاب الأول وصف الحالة وصفا علميا استقصائيا منصفا، أما الثاني فكان كتابا تحريضيا ضدهم.

 صدر الكتاب الأول عام 2008 ، وهو كتاب أزرق وأبيض ليائير بويمل، عرضه سعيد عياش في ملحق المشهد  يوم 25/12/2007م وهذا الكتاب هو رصدٌ مُنصف لأوضاع الفلسطينيين الصامدين في إسرائيل

  ويعرض الكتاب النقاط التالية :

 استمرت خطة التهويد ومصادرة أراضي الفلسطينيين، فقد حوّلت 80% من السكان العرب إلى لاجئين  وكانت نسبتهم  15%   عام 1948    وبعد الهجرات اليهودية الكثيفة صارت نسبتهم 12%

ويلخص الكتاب أيضا نظرة السياسيين الإسرائيليين  للعرب في إسرائيل، فيما يلي:

-         هم جزء من العرب خارج إسرائيل وبالتالي فهم خطرٌ من الأخطار  ولأجل ذلك طبقت عليهم عدة إجراءات منها :

-         استثناء المدن العربية من خطط التطوير.

-         تجاهل وجودهم في الخطاب الإعلامي الإسرائيلي.

-         تعميق الانقسامات الدينية والطائفية بينهم.

-         عزلهم عن السكان اليهود.

-         إقصاؤهم عن مؤسسات الدولة مثل الجيش والإعلام والقضاء والمؤسسات الأكاديمية والشركات الحكومية .

-         مصادرة أراضيهم .

وتغيرت النظرة إليهم بعد عشرة أعوام من قيام إسرائيل فأصبحوا أمرا واقعا لأن الطرد ومذبحة كفر قاسم 1956 لم تفلح في إبعادهم ، ونتيجة لذلك فقد ظهرت أُطر سياسية إسرائيلية للتعامل مع هذا الواقع العربي، ومن هذه الأُطر :

إطار لجنة حزب ماباي لشؤون العرب الذي أسس عام 1957م  وكان شعار هذا الإطار كيف يتم إدماجهم بأقل قدر من الخسائر، ويقتضي ذلك منع قيام إطارات مستقلة في الوسط العربي تربوية واقتصادية وسياسية .

إطار مستشار رئيس الحكومة للشؤون العربية

يختص هذا الإطار بالمتابعة الأمنية لضبط اتصالاتهم بمحيطهم العربي .

إطار الجهات الحكومية مثل الوزارات والهستدروت .. والقطاعات الأمنية

وهذه الجهات ألغتْ الحكم العسكري عام 1967 ، وصار العرب أعضاء في الهستدروت والخدمات الطبية ، وسمح للطلاب العرب بدخول الجامعات وكان الهدف العام تحسين ظروف الحياة. أما الإجراءات المناهضة للعرب فقد سارت في ثلاث مسارات :

-         المسار الاقتصادي الذي يشمل مصادرة أكثر من 60% من الأراضي المملوكة لهم بواسطة سن القوانين التي حققتْ المصادرة ، وهذا أدى إلى حرمان العرب من الزراعة وهي المهنة الشعبية الكبيرة لهم ، فأصبحوا عمالا بالأجر ، وقد حُرموا أيضا من إقامة صناعة.

-         مسار التعليم  فقد اضطر العرب إلى تأسيس تعليمهم الخاص المسير من قبل إسرائيل وغايته طمس الهوية العربية وإعداد معلمين لهذه الغاية ، ومُنع العرب من تحديث تعليمهم .

-         المسار السياسي فقد مُنع العربُ أيضا من تأسيس أحزاب عربية منذ عام 1948، وأسس عام 1959 حزب عربي وهو حزب الأرض ، ثم أُخرج هذا الحزب على القانون .

إذن فالباحث المؤلف يائير بويمل وضع إصبعه على الجرح في جسد الفلسطينيين الصامدين، وشخَّص أزمتهم.

                         أما الكتاب الثاني فهو كتاب تحريضي على الفلسطينيي

الصامدين عرضته صحيفة هارتس يوم 30/9/2011 وهو:"فلسطينيو إسرائيل، أقلية تناضل ضد الدولة اليهودية"

المؤلف/ البرفسور دان شفتان رئيس مركز الدراسات في جامعة حيفا، وهو من أبرز مستشاري صانعي السياسة.عدد الصفحات 844 صفحة .

 هذا الكتاب موجه للساسة الإسرائيليين، للتحذير من خطر الفلسطينيين الصامدين، ويرى المؤلف بأن الخطر يكمن في أنهم لا يؤمنون بالدولة الإسرائيلية كدولة يهودية، ولا يقبلون أن يكونوا أقلية ينعمون بحياة الأقلية الاقتصادية والاجتماعية ويعتبرون أنفسهم جزءا من أعدائها.

والكتاب هو كتاب تحريضي بالدرجة الأولى، على الفلسطينيين الصامدين، فهم عند المؤلف ( أقلية) عربية،  إذن فهم نقيض ( الأكثرية) اليهودية، وهم يسعون للانفصال عن إسرائيل كمقدمة لإنشاء دولتهم الخاصة.

وهم يشبهون طائفة الحارديم اليهودية في صفاتها، فهم كسولون لا يفضلون الاندماج في مؤسسات الدولة وقطاعاتها، وكأن إسرائيل تسمح لهم بأن يندمجوا فيها!! وأن ضائقتهم الاقتصادية هي من صنع أيديهم، فهم لا يرغبون في تبني النهج الحضاري والمشاركة في النهضة الإسرائيلية !

ويُحرِّضُ المؤلف الإسرائيليين تحريضا واضحا في 322 صفحة من الفصل الثاني من الكتاب، حين يرصد في هذه الصفحات أقوال زعماء الفلسطينيين الصامدين في أرضهم وسياسييهم، وأعضاء الكنيست من أبناء جلدتهم، فيرصد أقوال هذه النخب ليثبت صحة نظريته المتمثلة في:

 " عرب 48 لا يقبلون الاندماج في المجتمع الإسرائيلي بسبب الحقد والعداوة التي يغرسها زعماؤهم في نفوسهم"

والمؤلف لا يرى في الأفق سوى مسارين لا ثالث لهما،

الأول:  أن يعترف العرب بأنهم أقلية  في دولة إسرائيل ، يشاركون في أنشطتها ، مع بقائهم محتفظين بثقافتهم وهويتهم، وامتناعهم عن القيام بأنشطة ضد إسرائيل.

والثاني : تحقيق هويتهم في دولة أخرى لهم، مع تخليهم عن الادعاء بملكية الأرض.

أما أبرز نظريات التحريض في الكتاب، ويبدو أنها كانت الرسالة الأهم، وهي تخطئة واتهام المتعاطفين الإسرائيليين مع الفلسطينيين الصامدين، لإفقادهم الأمل في سعيهم لإدماج العرب في مؤسسات دولة إسرائيل.

 وهو يشير بذلك إلى عدد كبير من الجمعيات اليسارية التي تناصر الحق الفلسطيني، وأبرزها جمعية سيكوي، وزوخروت وغيرها من الجمعيات التي ترصد التمييز العنصري ضد أهل الأرض ومالكيها.

وأخيرا هل نحن نعتبر إخوتنا الصامدين في أرضهم هم ذخرنا وعدتنا ومناضلونا الشرفاء الأوفياء؟ وإذا كان ذلك كذلك ، فماذا أعددنا لهم؟!

ا� ��`� P� �م تحسين ظروف الحياة. أما الإجراءات المناهضة للعرب فقد سارت في ثلاث مسارات :

 

-         المسار الاقتصادي الذي يشمل مصادرة أكثر من 60% من الأراضي المملوكة لهم بواسطة سن القوانين التي حققتْ المصادرة ، وهذا أدى إلى حرمان العرب من الزراعة وهي المهنة الشعبية الكبيرة لهم ، فأصبحوا عمالا بالأجر ، وقد حُرموا أيضا من إقامة صناعة.

-         مسار التعليم  فقد اضطر العرب إلى تأسيس تعليمهم الخاص المسير من قبل إسرائيل وغايته طمس الهوية العربية وإعداد معلمين لهذه الغاية ، ومُنع العرب من تحديث تعليمهم .

-         المسار السياسي فقد مُنع العربُ أيضا من تأسيس أحزاب عربية منذ عام 1948، وأسس عام 1959 حزب عربي وهو حزب الأرض ، ثم أُخرج هذا الحزب على القانون .

إذن فالباحث المؤلف يائير بويمل وضع إصبعه على الجرح في جسد الفلسطينيين الصامدين، وشخَّص أزمتهم.

                         أما الكتاب الثاني فهو كتاب تحريضي على الفلسطينيين الصامدين عرضته صحيفة هارتس يوم 30/9/2011 وهو:"فلسطينيو إسرائيل، أقلية تناضل ضد الدولة اليهودية" 

المؤلف/ البرفسور دان شفتان رئيس مركز الدراسات في جامعة حيفا، وهو من أبرز مستشاري صانعي السياسة.عدد الصفحات 844 صفحة .

 هذا الكتاب موجه للساسة الإسرائيليين، للتحذير من خطر الفلسطينيين الصامدين، ويرى المؤلف بأن الخطر يكمن في أنهم لا يؤمنون بالدولة الإسرائيلية كدولة يهودية، ولا يقبلون أن يكونوا أقلية ينعمون بحياة الأقلية الاقتصادية والاجتماعية ويعتبرون أنفسهم جزءا من أعدائها.

والكتاب هو كتاب تحريضي بالدرجة الأولى، على الفلسطينيين الصامدين، فهم عند المؤلف ( أقلية) عربية،  إذن فهم نقيض ( الأكثرية) اليهودية، وهم يسعون للانفصال عن إسرائيل كمقدمة لإنشاء دولتهم الخاصة.

وهم يشبهون طائفة الحارديم اليهودية في صفاتها، فهم كسولون لا يفضلون الاندماج في مؤسسات الدولة وقطاعاتها، وكأن إسرائيل تسمح لهم بأن يندمجوا فيها!! وأن ضائقتهم الاقتصادية هي من صنع أيديهم، فهم لا يرغبون في تبني النهج الحضاري والمشاركة في النهضة الإسرائيلية !

ويُحرِّضُ المؤلف الإسرائيليين تحريضا واضحا في 322 صفحة من الفصل الثاني من الكتاب، حين يرصد في هذه الصفحات أقوال زعماء الفلسطينيين الصامدين في أرضهم وسياسييهم، وأعضاء الكنيست من أبناء جلدتهم، فيرصد أقوال هذه النخب ليثبت صحة نظريته المتمثلة في:

 " عرب 48 لا يقبلون الاندماج في المجتمع الإسرائيلي بسبب الحقد والعداوة التي يغرسها زعماؤهم في نفوسهم"

والمؤلف لا يرى في الأفق سوى مسارين لا ثالث لهما،

الأول:  أن يعترف العرب بأنهم أقلية  في دولة إسرائيل ، يشاركون في أنشطتها ، مع بقائهم محتفظين بثقافتهم وهويتهم، وامتناعهم عن القيام بأنشطة ضد إسرائيل.

والثاني : تحقيق هويتهم في دولة أخرى لهم، مع تخليهم عن الادعاء بملكية الأرض.

أما أبرز نظريات التحريض في الكتاب، ويبدو أنها كانت الرسالة الأهم، وهي تخطئة واتهام المتعاطفين الإسرائيليين مع الفلسطينيين الصامدين، لإفقادهم الأمل في سعيهم لإدماج العرب في مؤسسات دولة إسرائيل.

 وهو يشير بذلك إلى عدد كبير من الجمعيات اليسارية التي تناصر الحق الفلسطيني، وأبرزها جمعية سيكوي، وزوخروت وغيرها من الجمعيات التي ترصد التمييز العنصري ضد أهل الأرض ومالكيها.

وأخيرا هل نحن نعتبر إخوتنا الصامدين في أرضهم هم ذخرنا وعدتنا ومناضلونا الشرفاء الأوفياء؟ وإذا كان ذلك كذلك ، فماذا أعددنا لهم؟!

تصميم وتطوير