باب العامود.. وباب المغاربة بين التهويد والتشويه

27.06.2011 11:11 AM

رام الله – وزارة الاعلام - محاولات جدية لتغيير صورة المكان، هويته، منافذه، وقدسيته العربية والاسلامية.. محاولات مستمرة تشمل كل ما يتعلق بالمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس بأكملها التي تتعرض لشتى أشكال التهويد الديني والثقافي والديمغرافي والتي بدأت منذ عام 1967، وذلك باستخدام بلدية الاحتلال لشتى الوسائل من حفر وترميم، واقتلاع الأشجار والمواطنين المقدسيين من جذورهم وهويتهم، ومنازلهم بهدمها أو إخلائها ومصادرتها، لاسيما القرار الأخير بالاستيلاء على 550 دونم من أراضي سلون وجبل المكبر في القدس المحتلة لتسريع البناء الاستيطاني الغير شرعي في المدينة.

إن هذه الممارسات التي تجتاح القدس منذ 44 عاماً تنتهك أبسط حقوق الانسان وحرية العبادة للمسلمين والمسيحيين، وهي سياسة ضد المقدسات العربية والاسلامية، تهدف إلى بناء مدينة يهودية تحت المسجد الأقصى وفي محيطه، وتغيير الطابع السكاني إلى أغلبية يهودية، وتسويق القدس كعاصمة سياحية ودينية لدولة اسرائيل خلافاً للاتفاقيات والقوانين الدولية.

باب المغاربة

على الصعيد ذاته لم يسلم باب المغاربة من أعمال التهويد وتشويه تاريخ المكان بل هو المشروع الأخطر منذ عام 1967، فهو اجتياح كامل للمنطقة، حيث أقدمت بلدية الاحتلال مدعومة من حكومتها طبعاً، على هدم طريق باب المغاربة وهو أقرب الأبواب إلى حائط البراق –أحد أبواب المسجد الأقصى- والطريق هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك. كما تعمل على هدم الجسر العلوي الواقع قرب باب المغاربة في البلدة القديمة بذريعة أنه يشكل خطراً على الجمهور، بينما الحقيقة هي تسريع هدم ما تبقى من طريق باب المغاربة والذي انهارت اجزاء منه مع بدء الحفريات الاسرائيلية تحت المسجد الأقصى عام 1996 وتصدعت منازل عدد من المواطنين المقدسيين، كما تهدف هذه الاجراءات إلى بناء جسر عسكري لتسهيل اقتحامات قوات الاحتلال وآلياته العسكرية الكبيرة للمسجد الأقصى، وتسهيل اقتحامات المستوطنين والجماعات اليهودية للمسجد، وبالتالي هدم جزء منه وتدمير أحد معالمه وتهويد المنطقة الغربية الجنوبية منه أي المحيط الأقرب للمسجد وحائط البراق، وتحويل المنطقة بأكملها إلى مرافق للهيكل المزعوم.

ومن شأن هذا أن يربط الجسر العسكري بشبكة الأنفاق التي يحفرها الاحتلال أسفل المسجد الأقصى ومحيطه، ليشكل طوقاً خانقاً حول المسجد فوق الأرض وتحتها.

باب العامود

منذ النكسة وحتى يومنا هذا، تضيف سلطات الاحتلال أماكن وأحياء ومبانٍ جديدة إلى عاصفة التهويد .. بينها أيضاً أجمل أبواب القدس وبوابتها الرئيسة للبلدة القديمة ومدخلها الرئيس إلى المسجد الأقصى وكنيسة القيامة وحائط البراق هو باب العامود أو ما يعرف بـ "باب دمشق وباب نابلس".. طالته أعمال التهويد الاسرائيلية بوضع اشكال ومجسمات على شاكلة الهيكل المزعوم واستبدالها بأخرى.

حيث وضعت بلدية الاحتلال حجراً منتصف باب العامود ليبدو وكأنه المجسم المزعوم بينما هو إرث عثماني لا علاقة له بالهيكل كما تدعي، ويرجع عمر الحجر إلى 400 عام وهو إعادة ترميم للأصل العثماني وتظهر عليه زخرفة اسلامية تم تحويرها قليلاً. كما وضع الحجر بطريقة غير ظاهرة للعيان في هذه المرحلة بسبب أعمال الترميم.

كما قامت البلدية بتجريف وإزالة أشجار الزيتون ومعالم من منطقة باب العمود أمام مغارة سليمان الأثرية، وبالتحديد في شارع السلطان سليمان والمنطقة قبل باب الساهرة الواقع شرق باب العامود تمهيداً لإنشاء حديقة تلمودية ضمن سلسلة حدائق أعلنت سلطات الاحتلال عن انشائها حول سور القدس التاريخي. ووضعت سياجاً حديدياً حول منطقة العمل.

إن كل هذا يشكل إعتداءً صارخاً وصريحاً على معلم إسلامي عربي فلسطيني ومعلم سياحي عالمي، وهو اعتداء يمس الأرض والإنسان والدين، وهو السبب في توقف المفاوضات لاسيما مع استمرار بناء وتوسيع التجمعات الاستيطانية في المدينة، إن هذا الاعتداء يدعونا للتوجه إلى المؤسسات الدولية ومنها منظمة اليونسكو التي صنفت منطقة باب المغاربة وكل ما تضمه من آثار كجزء من التراث العالمي، وإلى منظمة المؤتمر الإسلامي، والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والضغط على اسرائيل لوقف كل ما تقوم به لتهويد المدينة المقدسة، فهي أعمال منافية لكل الاتفاقيات والأعراف والقوانين الدولية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير