رؤيتهم فقط- بقلم: ناحوم برنياع/ يديعوت

13.12.2011 09:46 AM
توجد كلمة واحدة، كلمة واحدة فقط، لا يتجرأ أي امريكي نزيه على ان ينبس بها إلا اذا كان من الفكاهيين السود. هذه الكلمة المحظورة هي "نيغر" (زنجي)، وهي نعت عنصري للامريكيين من أصل افريقي. والحظر شديد جدا وشامل جدا بحيث يكفي ان تقول "الكلمة التي تبدأ بـ نون" حتى يفهم الجميع ماذا تقصد والى من تقصد.
"في نظر كبار مسؤولي ادارة اوباما"، قال لي الاسبوع الماضي واحد من حضور منتدى سابان في واشنطن، "نتنياهو الآن هو الكلمة التي تبدأ بـ نون، والاسم الذي يحسن عدم ذكره".
فاجأني كلامه. في البيت الابيض يوجد ناس تجري السياسة في عروقهم. وهم يعرفون قراءة استطلاعات الرأي، ويعرفون فهم مغزى الاعمدة الصحفية وأحاديث المطعم في الكنيست. وهم يعلمون ان نتنياهو اليوم في ذروة قوته. فهو صاحب القرار في حكومة اسرائيل والذي تصدر الامور بحسب ارادته. ونتنياهو في كل ما يهم الادارة الامريكية هو اسرائيل واسرائيل هي نتنياهو. يمكن الغضب عليه لكن لا يمكن تجاهل وجوده.
الادارة تخالف نتنياهو في موضوعين حساسين – ايران والمستوطنات. وهذه اختلافات مشروعة. يبدو ان الرواسب الشعورية تأتي من مكان آخر: فحينما ينظر رجال اوباما الى نتنياهو يلاحظون فيه من يكرهونهم، أعني ناس الجناح اليميني من الحزب الجمهوري. فالفرق بين الحزبين في امريكا اليوم أكبر كثيرا مما كان ذات مرة. فبدل حزبين يوجد فيهما يمين ويسار وتيار مركزي كبير يوجد حزب يمين متدين – قومي، وقبالته حزب يسار ليبرالي. وبدل التعاون والمرونة اللذين كانا سر نجاح الطريقة الامريكية في الماضي أصبح يوجد الاستقطاب والشلل. وشيء واحد فقط يتفق عليه المعسكران وهو ان الوضع الذي نشأ يدفع امريكا الى كارثة.
يجب ان نفهم كلام هيلاري كلينتون المتألمة في منتدى سابان على هذه الخلفية. فقد لاحظت في الموجة المعادية للديمقراطية التي تمر على الكنيست القيم القومية والانطوائية والفئوية التي جلبها على واشنطن ناس حفل الشاي. وقد ندبت في واقع الامر مشكلاتها هي. ويشعر يهود امريكيون كثيرون مثلها، فالاكثرية الغالبة من اليهود في امريكا ينتسبون الى التيار الليبرالي، ويبدو ان اسرائيل لم تكن قط أبعد عن قلوبهم مما هي الآن، فهي غريبة عليهم ومتطرفة وظلامية ومعادية، وهم يرون أنهم هم اليهود الحق.
لا تحارب ادارة اوباما اسرائيل بل تبتعد عنها. وقد يئست ولا ندري هل لخير هذا أم لشر من احتمال احراز نجاح في المنطقة فاتجهت الى الشرق الاقصى، الى الصين التي هي عدو عسكري ايضا ومصرف لتمويل ديونها الضخمة ومُمدة رئيسة ومنافسة في السوق العالمية ايضا. وتحاول الادارة ان تحيط الصين بحزام من الدول الموالية لامريكا بينها، ويا للسخرية، فيتنام العدو اللدود من الماضي غير البعيد.
تعودنا بيتا ابيض ووزارة خارجية امريكية يخدم فيهما يهود في مواقع رئيسة منها مواقع لها تأثير مباشر في اسرائيل. وقد انتهى هذا الامر ايضا، فاليهود الذين صاحبوا اوباما الى البيت الابيض تركوا وكل واحد لاسبابه. لم توجد في واشنطن منذ سنين ادارة تمثيل اليهود فيها ضئيل بهذا القدر.
لن يشوش هذا بالطبع على الرئيس اوباما أن يشعل في مراسم احتفالية في البيت الابيض شموعا احتفاءا بعيد الأنوار. ان شموع عيد الأنوار هي التي بقيت.
تصميم وتطوير