خاص لـ "وطن": بالفيديو... مكتبة جنين.. من قصر السلطان إلى بيت المعرفة

24.11.2013 12:54 PM

جنين – وطن – محمود السعدي:  حين تمر وسط السوق التجاري في مدينة جنين، يبرز صرح تاريخي جمع بين فن العمارة والمعرفة، فيغدو لتناول الأخيرة متعة مميزة.

"مكتبة بلدية جنين العامة" لا تزال نابضة بالعطاء منذ تأسيس نواتها الأولى عام 1965 ولغاية يومنا هذا في ذات المكان، الذي أنشأته الحاجة شمسة عبد الهادي زوجة حاكم جنين في العهد العثماني حافظ عبد الهادي المعروف بـ "حافظ باشا" قصرًا لها عام 1905.

وأوقفت الحاجة شمسة للقصر، البالغة مساحته 300 متر، سوقًا تجاريًا كاملاً قربه لتنفق أمواله على قصرها، الذي ما زال يعرف لغاية اليوم بـ"السيباط".

واستُخدم المكان كمستشفى عسكري للجيش العثماني وحليفه الألماني مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1913، وفق ما أكد المؤرخ مخلص محجوب الحاج حسن لـ وطن.

وظل القصر يستخدم بعد انتهاء الحرب فندقًا للنزلاء لغاية عام 1934، الذي أصبح منذ ذلك الحين حتى عام 1991 مبنى لبلدية جنين، وخصصت غرفة داخل المبنى تعتبر النواة الأولى لمكتبة بلدية جنين العامة عام 1965.

ورغم محاولات تطوير المكتبة وتوسيعها، حاولت البلدية نقلها إلى أماكن متعددة، إلا أن المكتبة سرعان ما تعود إلى ذات المكان الذي أنشئت فيه.
ويلاحظ الزائر لمبنى المكتبة وجود درج يصعب على مرتاديها صعوده بسهولة لعلو المبنى وكونه مستقيمًا من الأسفل حتى الأعلى، إلا أن المكتبة لا تخلو من روداها بشكل يومي بالذات فترة الصباح، لقراءة الصحف اليومية وخصوصًا كبار السن.

ويتنوع رواد "مكتبة البلدية" كما يحلو لسكان المحافظة تسميتها، بين طلبة المدراس والجامعات والدراسات العليا، وهواة المطالعة من غير الدارسين.
تقول رئيسة مكتبة بلدية جنين العامة مجدولين حنتولي لـ وطن: تضم المكتبة أقسامًا عديدة يشرف عليها موظفون مختصون، هي: التصنيف والفهرسة، والحاسوب، والأرشيف،  وصيانة وتجليد الكتب، والأطفال.

ومقارنة بعدد سكان محافظة جنين البالغ أكثر من 288 ألف نسمة يوجد 3444 مشتركًا سنويًا فيها، وتحتوي قرابة 23 ألف كتاب في مواضيع متنوعة، يميزها وجود المراجع النادرة لطلبة العلم.

ومن الأقسام المتميزة في المكتبة، الأرشيف، الذي يضم الصحف اليومية التي تصدر في فلسطين، حيث اعتادت إدارة المكتبة على الاحتفاظ بنسخ من الصحف الثلاث الرئيسة (الحياة الجديدة والقدس والأيام) وأرشفتها بشكل يومي ليسهل على الرواد الحصول على معلومات منها حين الحاجة، حسبما أوضحت حنتولي، التي أشارت إلى أول تجربة لأرشفة الصحف كانت في عام 1982.

أما قسم الأطفال الذي يرتاده أطفال المدارس القريبة في العادة، صُممَ خصيصًا ليتلاءم واحتياجات الأطفال وراحتهم النفسية، من حيث المكان وقصص الأطفال وما يلزمهم في الدراسة، عدا عن تنظيم إدارة القسم أنشطة ترفيهية داخلية وخارجية لرواد المكتبة من الأطفال.

وتسعى إدارة المكتبة العامة إلى تطويرها والاهتمام بها أكثر، حيث ناشدت رئيستها كافة المهتمين والمؤسسات المختصة للتعاون من أجل أن تحافظ المكتبة على عراقتها والاكتفاء محليًا بما يلزم الرواد من مراجع وعدم الذهاب إلى محافظات أخرى، الشيء الذي يكلفهم جهدًا ووقتًا ومالًا مضاعفًا.

تصميم وتطوير