لا طريق الى الامم المتحدة بدون المصالحة ...بقلم :حمدي فراج

27.06.2011 03:03 PM

   أقرب المقاربات النظرية الفلسطينية في موضوع حل الحالة الاشتباكية بين الذهاب الى الامم المتحدة ايلول القادم من عدمه ، هو الطرح الذي لا يرى حقيقة اي تناقض بين الذهاب واستئناف التفاوض ، بمعنى، يمكن التفاوض في ظل الذهاب ، ويمكن للمفاوضات ان تحتضن الذهاب وتمهد له ، ولكن ليس بالمنطق والحق والعدل يتم حكم العالم والتحكم به، ولهذا أعلنت واشنطن موقفها صريحا انها ضد التوجه الى الامم المتحدة في اكثر من مجال واكثر من سياق ، وصل حد استخدام لغة التهديد المباشر ، مرة للسلطة الفلسطينية ومرة للامم المتحدة حين هددت الاولى باستخدام حق النقض ، والثانية بوقف دعمها ماليا .

   هناك اشارات ليست كثيرة ، ولكنها كافية ، بأن السلطة لن تذهب الى الامم المتحدة ، رغم التصريحات التي صدر آخرها عن منظمة التحرير اول أمس الاحد ، من بينها  ربط الرئيس ذلك بالمفاوضات ، "ان الذهاب الى الامم المتحدة أمر لا بد منه إذا فشلت المفاوضات" ، لكن الاكثر اهمية من تلك الاشارات ، هو تعثر المصالحة بين الحركتين الحاكمتين في الضفة وغزة ، والتي قاربت تقريبا على الانفجار والانفشال ، وصلت ان يتواجد رئيساها في تركيا الاسبوع الماضي دون ان يلتقيا .

   يعتقد البعض ، ان موضوع رئيس الحكومة التصالحية ، وبالتحديد الدكتور سلام فياض ، هو سبب التعثر والفشل ، ولا نميل للاعتقاد ان هذا سببا كافيا وكفيلا لأن يمنع مشروعا فلسطينيا كبيرا وحيويا واساسيا بهذا الحجم ، فعدا عن انه يضع حدا لحالة الصراع بين الحركتين والذي دخل عامه الخامس ، فإنه يعيد اللحمة لشطري الوطن ، ويلبي طموحا شعبيا واسعا، وصل في آذار الماضي ان يخرج الشباب الى الشوارع رافعين شعارا واحدا "الشعب يريد انهاء الانقسام" ، بالاضافة ، الى ان هذه الطريقة الوحيدة للذهاب الى صناديق الاقتراع لانتخابات رئاسية وتشريعية استحقت منذ سنتين ونصف للاولى وسنة ونصف للثانية، ولا يلوح في الافق اي موعد منظور لإجرائها الا في حالة التصالح والتوافق .

   إن مشروع المصالحة ، الذي بادر اليه الرئيس محمود عباس آذار الماضي، وبدا وكأنه استجابة لطلب الشارع وضغطه،  كان عبارة عن استحقاق لاستحقاق التوجه الى الامم المتحدة ، فمن غير المعقول ان يذهب والدولة المنشودة مقسومة قسمين ، قسم معه وقسم مع حماس ، كيف سيعترف العالم بدولة واحدة لها حكومتان .

   لكن نتنياهو ، استبق كل ذلك، واعلن عن رفضه للمصالحة ، "على السلطة ان تختار إما اسرائيل وإما حماس" ، مقرنا ذلك بوقف مستحقات الضرائب ، مدركا انه بضرب المصالحة ، انما يضرب خيار التوجه للامم المتحدة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير