تماثيل خالد حوراني تُسائل رمزية المغني محمد عساف

07.04.2014 08:51 AM

وطن - وكالات:  تستضيف مدينة غلاسغو الأسكوتلندية معرضاً استعادياً لعدد كبير من أعمال الفنان الفلسطيني خالد الحوراني التي تجمع بين الرسم والتركيب والأعمال المفاهيمية، ويعود بعضها الى العام ٢٠٠٠. ويستمر المعرض حتى 18 أيار (مايو) المقبل، ضمن مهرجان غلاسغو الدولي للفنون البصرية. وبالتزامن، يفتتح لحوراني معرض خاص بأعماله في غاليري «ون» في رام الله، الأربعاء المقبل ويستمر حتى 15 أيار.

حوراني الذي فاز في العام 2013 بجائزة الإبداع للفن والتغيير الاجتماعي من موسسة «كرييتيف تايم» في نيويورك، يخصص جزءاً كبيراً من معرض غلاسغو لمئة منحوتة تتناول ظاهرة برنامج «محبوب العرب» (Arab Idol) والفنان الفلسطيني محمد عساف الذي فاز باللقب في 2013.

ويتناول في العمل ظاهرة الرمز والأيقونة التي تجترحها الشعوب لحاجتها الماسة اليها. فيأخذ حوراني ظاهرة عساف الى نقطة أبعد مما هي عليه، مُنتجاً ١٠٠ تمثال بالحجم الصغير في ارتفاع ٢٠ سنتيمراً تمثل شخصية الفنان، في تكرار يذكر بتماثيل محاربي شيان في الصين.

ويشير حوراني الى أن مشروعه عن محمد عساف «يمثّل أهمية فوز الأخير بالنسبة إلى فلسطين المحتلة المثقلة بالهموم، ولمحيط تعصف به أزمات كبرى». ويضيف: «شكل فوزه لحظة سعادة في حياة الفلسطينيين الذين يعيشون على وقع خيبات أمل متلاحقة، اثار اهتمام وإعجاب الصغار والكبار، السياسيين والاقتصاديين والعاطلين من العمل، كأنه كُتب لهذه الشخصية أن تكون نموذجاً لنصر ما وإعلاناً عن التمسك بالحياة والأمل، لا بل أريد لها ان تكون رمزاً لجيل وأيقونة للمخلّص وأسطورة».

ويرى أن «التماثيل التي تجسّد محمد عساف وضعتنا أمام أسئلة عن الوجه الآخر للرمز، والحاجة ربما الى إبداع بطل شعبي تُجمع عليه غالبية فئات المجتمع بعيداً مما تعودنا عليه في فلسطين من رموز مرتبطة بالسياسة والإيديولوجيا والنفوذ».

ويقول حوراني: «ما يهمني من هذا المشروع الفني الوقوف على هذه الظاهرة، فالبقدر الذي يمثّل عساف أيقونة ورمزاً تزداد اهميته في حياة الشعوب بازدياد الحاجة الى هذا الرمز (وهي في حالتنا هذه تدلل على تحلّل السياسة)».
يُفكّك حوراني في هذه المنحوتات ظاهرة عساف ويتأملها، متسائلاً: «ماذا لو أصبح النجم أيقونة مقدسة غير ملموسة على نمط الأبطال الشعبيين؟».

بدأت فكرة هذا العمل بإنتاج منحوتات صغيرة تمثّل شخصية محمد عساف، في إطار مشروع تصاميم من فلســـطين قامت به الأكاديـــمية الدولية للفنون بالتعاون مع جامعة ساندبرغ في هولندا، وذلك لتكون هذه المنحوتات بمثابة هدايا تذكارية للبيع، ولكنها تطورت لتكون المئة نسخة الأولى بمثابة جزء من عرض فني تقف به المنحوتات كمحاربي التيراكوتا المكتشفة في مدينة شيان في الصين.

ومحاربو التيراكوتا دُفنـــوا مع الإمبراطور كين شين هوانغ أول إمبراطور للصين وصاحــب فكرة بناء السور العظيم.

تصميم وتطوير