ماتت دلال

09.04.2014 12:04 PM

القدس – وطن – نهيل أبو غيث: أربعة أيام من الغيبوبة، لم تفق خلالها دلال بصة، (23 عامًا)، من بلدة العيزرية (شرق مدينة القدس)، بعد إجراء عملية ناظور تستغرق بضع دقائق، لتمكث في غرفة العمليات ثلاث ساعات، يقول خالها، محمد بصة لـ وطن.

كانت تعاني دلال منذ الصغر من فتق خلقي في الحجاب الحاجز أدى بالأمعاء جميعها إلى الاستقرار في منطقة الصدر، ومع مرور السنوات أصبحت تضغط على الرئة ما سبب صعوبة في التنفس، فأُدخلت مستشفى "رام الله" الحكومي، لإجراء عملية "ناظور" لها على يد طبيب جراح، بموافقتها وعائلتها، يوضح رئيس قسم الجراحة في المستشفى، أسامة عطالله، في لقاء خاص مع وطن.

ويضيف: لدخول الناظور يجب ثقب أربعة ثقوب، لسحب الأمعاء إلى منطقة البطن، لكنه فشل، فلجأ الجراح إلى العملية الجراحية، ولصغر حجم البطن اضطر لقص (40 –50 سم) من الأمعاء، وهو أمر مسموح به طبيًا، بالإضافة إلى إحداث شق سطحي في البطن، ليُسمح له بالتمدد، كي لا تضغط الأمعاء على الأجهزة الأخرى كالكلى.

ويتابع عطالله: بسبب وجود الأمعاء في الصدر الأمر الذي أدى إلى انكماش الرئة اليسرى وصعوبة التنفس فيها، يجب إبقاء المريض من (48 – 72) ساعة منومًا، وذلك أيضًا للمساعدة في إرخاء عضلات الجسم وتحديدا البطن.

ويشير إلى أن دلال بقيت في الرعاية المكثفة تحت إشراف طبي ومراقبة ومتابعة علاج.

ماذا حدث؟
ما حدث لم يكن ضمن التوقعات، إذ أجرينا عمليات سابقة ولكن لم تكن الأمعاء جميعها في الصدر، بل جزءا منها، ودلال هي الحالة الأولى التي نجري لها عملية جراحية تعاني من وجود الأمعاء جميعها في منطقة الصدر، ولم نكن نتوقع عدم إرخاء وتمدد البطن لاستيعاب الأمعاء، الأمر الذي أدى إلى الضغط على الأجهزة الداخلية، وعندما شعرنا بأن لا إمكانيات أخرى نضيفها، خاطبنا مشافي أخرى، لاستقبال حالتها، واستقبلها مستشفى إسرائيلي في "تل أبيب"، الذي بدوره قام بإجراء شق آخر للمحاولة في زيادة مساحة البطن، وفق وقول عطالله.

ويبين: ما حدث ليس إهمالًا، وفي حال وجود خطأ، فهناك لجنة طبية تحقق في الأمر، وتصدر النتائج.

يقول خالها:
شعرت دلال بالألم، فذهبت يوم الأربعاء الماضي لإجراء الفحوصات اللازمة في مستشفى رام الله الحكومي، فقرر الطبيب لها عملية ناظور يوم الخميس، بالرغم من أنه يُمنع ذلك لأن هذه العملية ستسبب خللًا في الأمعاء.

موضحًا: وبقيت دلال في غيبوبة إلى حين يوم الأحد، موصولة بجهاز أكسجين، فقررنا نقلها إلى مشفى آخر، وبعد كثير من المحاولات استطعنا نقلها إلى مستشفى في تل أبيب بعد أن رفض مستشفى هداسا استقبالها لسوء حالتها.

مضيفًا: فأخبرنا المشفى، بأن الفتاة شبه ميتة، فالأمعاء ثقبت وتم قص أجزاء من البنكرياس والطحال والكلى، بالإضافة لشق في الصدر والبطن، خلال عملية الناظور.

مشيرًا إلى أن ثلاثة أجهزة تعيش عليها دلال حاليا؛ الأكسجين وواحد للكلى وآخر للبنكرياس، فيما تجاوز وزنها الـ200 كيلو، بسبب الماء.

وبحسب مصادر  مقربة من العائلة أكدت لـ وطن، بأن دلال توفيت قبل أقل من ساعه من نشر التقرير.

تصميم وتطوير