.. أخبروني أن المرأة وطـن .. ومن لا يحترم المرأة خائن للوطـن ..زينب حمارشة

16.04.2014 10:29 AM

رام الله - وطنأكثر من( الثامن من آذار)  تحتاج  المرأة ، حراكاً فعليا وواسعا على أرض الواقع هي تحتاج بعيداً عن الشعارات الرنانة .. حماية وحفظ حقوق المرأة ووجودها مسؤولية تقع على عاتق الجميع بدءً من السلطة التشريعية وإنتهاءً بالسلطة الرابعة "الإعلام " . أركز هنا على قضية الإعلام وسأتحدث عن تجربة ليست ببعيدة مررت بها بعد إنتهاء الفصل الدراسي الأول من الجامعة لهذا العام .   

    
قررت هذه المرة أن أقضـي إجازتي بعيداً عن كل شي أسمعهُ يومياً من سياسة وفكر وتحليل ونقد .. الخ .. وجزمت بأنني سأعاود الإندماج مع العائلة كما السابق وهذا يعني أنني سأشاهد الدراما السورية والتركية والمكسيكية مع إخوتي ،، سأضطر لمشاهدة توم وجيـري وقنوات الأطفال مع صغار العائلة ، وسأقتطع جزءً من الوقت لمشاهدة القنوات الإخبارية مع والدي ..
( لم أستطع أن أغيب كثيراً عن عالمي ، ربما الطَبع قد غلب التطبع ، وربما أصبحت القنوات الإخبارية عالمي الذي أجد به ذاتي(

كانت الدراما السورية والتركية هي الأكثر حظا في إختلاس وقتي ، وفعليا تتبعتها لمدة أسبوع ، يوميا كنت أمضـي أكثر من أربع ساعات في مشاهدة الدراما المتنوعة ما بين السورية والتركية ، كنت مهتمة جداً بأن أتتبع تفاصيلها ، كنت أعيش قصة كل مسلسل يعرض وكأنني جزء منه أردت أن أعيش الدور لا أكـــثر .
 
بعد سلسلة واسعة من المشاهدات _ بدأت أربط ما كنت أشاهده في السابق وقبل أن أملك القدرة على النقد والتحليل وبين ما  أشاهد اليوم .

المرأة ومنذ  دمجها في قطاع التمثيل وإبداعها في هذا المجال كانت دوما تتقمص دور المطلقة والضعيفة والمسكينة والأرملـة هذا ما تبثه الشاشات العربية أي الإعلام العربي ، ثم أصبحت الدراما تتناول قضايا المرأة المعنفة والمرأة القاتلة والمرأة سيئة السمعة والمرأة المشردة والمرأة التي حاصرتها الظروف ، في تحليل لبعض الدراميين السوريين قالوا إن انتشار ظاهرة المرأة الكاتبة والمخرجة كان له الأثر في تكريس المرأة في الأعمال الدرامية ، حتى أن هناك مسلسات متخصصة في شؤون المرأة فقط وتهتم في معالجة قضاياها .

إذن هناك تطور واضح في الأدوار التي تقمصتها المرأة مع التطور التاريخي للدراما السورية ، وهذا شيء جيد تستطيع من خلاله المرأة أن توصل صوتها وقضاياها ومشاكلها لأنها الوحيدة التي تستطيع أن تتحدث وتنقل همها إلى المجتمع ، فالرجل مهما وصل ونجح في ذلك لن يكون شيئا أمام المرأة عندما تتحدث عن ألمها وحزنها لأنها تمتلك ذلك وفاقد الشئ لا يعطيه لذلك فهي أقدر من الرجل وعلى الرغم من أن السينما لم تكن منصفة للمرأة وقضاياها إلا في وقت متأخر في الوطـن العربي إلا أن شاشة التلفاز كبديل قدمت المرأة بشكل واقعي إلى حد مـا .
                                                                            
  قضية المرأة الخائنة التي تعرض في غالبية الدراما السورية والتركية هي الأكثر إستفزازاً ، ما يقارب السبع مسلسلات شاهدتها خلال أسبوع جميعها تصور المرأة خائنة لزوجها أوحبيبها أوصديقها ، بالتحديد لا أعلم ما الرسالة القريبة المدى أو حتى البعيدة التي يريدها كاتب السيناريو ، الأجدر بنا أن نستعين بالإعلام أيناً كان شكلهُ من أجل إبراز صورة المرأة الحقيقية والواقعية على الأرض فهي قبل أن تكون خائنة هي ثائرة ومناضلة ومجاهدة ومربية .
تشويه لصورة العربية وربما مفتعل ومقصود من قبل من لهم الغاية في ذلك ، لتصبح صورة المرأة مرتبطة بمصطلح الخيانة ، تمامـاً كما الدور الذي لعبته بعض الجماعات المصرية في فترة من الفترات في تشويه صورة المسلم وربطه بالجماعات الإرهابية .

عليهم أن يُكثفوا جهودهم للحفاظ على على القيم الأساسية التي نشأت عليها المرأة العربية ، من أجل الإرتقاء بصورتها في الإعلام والدراما ، دون أن يكون أي تشويه متعمد بدون معايير سليمة ، كما عليهم أن يضعوا ضوابطً للأعمال الدرامية التي تجسد صورة المرأة العربية .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير