قادة في جيش الاحتلال: عملية الخليل كانت مخططة ولم تكن عفوية

16.04.2014 08:02 PM

وطن - وكالات: قال قائد جيش الاحتلال الأسبق في الضفة الغربية جادي شمني، الأربعاء، إن "عملية الخليل أول أمس لم تكن عفوية أو محلية كالعمليات التي سبقتها مؤخرًا"، مشدداً على أن عملية كهذه بحاجة إلى التخطيط المسبق والبنية التحتية الداعمة".

وأضاف شمني في حديث لموقع "والا" العبري، ظهر الأربعاء، أن عمليات كهذه بحاجة إلى تخطيط مسبق ودراسة ميدانية لنقاط الضعف في المنطقة، واصفًا العملية بـ"الجريئة" لأنها وقعت في منطقة تشهد حركة نشطة لقوات الأمن الإسرائيلية كما أنها نفذت في وضح النهار وفي مكان ليس بالبعيد عن حاجز "ترقوميا".

ولفت إلى أن منفذي العملية- الذين تمكنوا من قتل ضابط كبير وإصابة زوجته وابنه- اختاروا أضعف مقاطع الشارع لتنفيذ العملية عليها، ومن ثم سهولة الهرب منها.

وأشار شمني إلى أن عملية كهذه تحتاج إلى الكثير من الجرأة والشجاعة من جهة، ومن جهة أخرى فقد وقعت في المكان غير المتوقع، وهذا ما جعلها ناجحة.

وأعرب عن اعتقاده أن المنفذين أكثر من واحد، منوهًا إلى أن هذه العملية تختلف كثيرًا عن العمليات الفردية حيث يقرر أحدهم ليلاً حمل سكين والتوجه إلى أحد الحواجز صباحًا.

ولفت شمني- الذي شغل في الماضي أيضًا منصب قائد لواء الخليل بالجيش- إلى أن منطقة الخليل تشهد وبشكل تقليدي وجود بنية تحتية عميقة وسرية وخاصة لحركة حماس، حيث تتمثل في الكثير من الخلايا الميتة التي لا يسهل الوصول إليها سواءً من قبل الجيش أو أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، على حد تعبيره.

وقال "نتحدث عن قرى وأشخاص حذرين جدًا ومن الصعب اختراق هذه البيئة بسهولة فالجميع يعرفون بعضهم ولذلك فليس من السهل الدخول إلى عالمهم".

وأبدى شمني تفاؤله بإمكانية الوصول إلى منفذي هذه العملية عاجلاً أم آجلا، إلا أنه أشار إلى أن تجربة الماضي في منطقة الخليل تدلل على صعوبة اكتشاف هكذا عمليات ولكن يتم تفكيك أسرارها في نهاية المطاف.

وبحسب شمني، فإنه "لقرب منطقة الخليل من قطاع غزة دور في تقوية البنية التحتية لهكذا عمليات فقد اختلط سكان القطاع كثيرًا بسكان هذه المنطقة في السابق وحققوا نجاحات في تقوية البنية العسكرية هناك".

بدوره، تحدث آفي مزراحي القائد السابق للجيش في الضفة الغربية أيضًا عن عملية الخليل قائلاً إننا "نتحدث هنا عن منطقة معقدة التضاريس ومقاطع الطرق فيها طويلة وتمر بالقرب من القرى الفلسطينية حيث يتم التخطيط لعملية الهرب بعد تنفيذ هكذا عمليات بعناية".

وتوعد مزراحي بالوصول إلى منفذي العملية سواء أحياء أو أموات، كما قال.

وتحدث مزراحي عن وفرة السلاح في منطقة الخليل وأن قواته عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة إبان شغله لمنصب قائد الجيش في الضفة قائلاً إنه "ليس من السهل البحث عن آخر قطعة سلاح في الخليل".

التوقيت وتعثر المفاوضات

وحول ربط هذه العملية بتعثر المسيرة السلمية، فقد أبدى القائدان السابقان اعتقادهما بعدم وجود رابط بين الأمرين "فقد حفرت حماس على رايتها مواصلة قتال إسرائيل دون علاقة بالمفاوضات".

ونوها إلى أن حماس في الخليل ليست قوية كما الحال في غزة إلا أنه بإمكانها تنفيذ عمليات بعد عدة أسابيع من التخطيط والتوقيت المناسب.

وقال شمني إنه واثق في أن من يقف خلف هذه العملية يعارض المفاوضات بشكل مبدئي كرجالات حماس وهم معارضون تقليديون لهذه المسيرة.

فيما، اقترح مزراحي تشديد تواجد قوات الجيش على طرق المنطقة للحد من إمكانية قيام منفذين آخرين بتكرار تجربة العملية في أعقاب نجاحها.

توثيق التنسيق الأمني

وعن الحلول المقترحة للحد من توسع دائرة هكذا عمليات في الخليل، دعا شمني إلى توثيق التعاون الأمني مع أجهزة الأمن الفلسطينية ضد بنية حماس التحتية في المنطقة، بحسب قوله.

واعترف أن "الجيش والسلطة ضعفاء هناك، والمجتمع فقير ولذلك فتعاون كهذا من شأنه أن يحقق نتائج نوعية على الأرض وقد جربنا ذلك في السابق وأثبت نجاعته".

وأبدى شمني مخاوفه من حصول العكس وهو قيام "إسرائيل" بخطوات عقابية تضعف التنسيق الأمني الأمر الذي من شانه أن يقلب الصورة، على حد قوله.

وختم شمني حديثه بالتشاؤم إزاء إمكانية القضاء تمامًا على العمليات القادمة من منطقة الخليل طالما أن الجيش والمستوطنون متواجدون في المنطقة حيث دعا إلى انسحاب الجيش من المنطقة "وهنا يكمن الحل مع أن حديثًا كهذا ليس في توقيته المناسب حاليًا"، على حد قوله.

ترجمة وكالة "صفا".

تصميم وتطوير