دمى عربية وهمية -بقلم: ربى مهداوي

17.04.2014 09:03 AM

عندما قرأت خبر ناصر الوحيشي زعيم تنظيم القاعدة في الجزيره العربية وسمعت ما قاله من تهديدات بحق الصليبيين وهو يتوعد بضرب شوكتهم في كل مكان من بقاع الارض ، اصبت بالضحك الشديد وكدت اختنق حينها، تذكرت المسلسل الهزلي لاسامة بن لادن وهو يتوعد ، ولا اعلم لما ذاكرتي اعادت بي الى الوراء لاتذكر حينها الاخوان المسلمين لاربط بعدها بخيط رفيع واقعنا من ثورات عربية ومن قتال داخلي داهم شعوبنا ومن حروب باردة قشعرت جلودهم وهم يحاولون تغطئة عيوبهم دون جدوى.

تذكرت القتال الداخلي بين فتح وحماس وتقدمت بذاكرتي الى الشريط الخاص بمسرحية المفاوضات ، وجدت نفسي  اعاني من عقل مشوش وكأن شريط ذاكرتي بدأ يحترق من كثر ما رصدته من احداث اوقعتني بين نصوص مخربشة لا تجد لها عنوان صاف وانما ضبابية موجعة .
من الواضح ان احداثنا اجهضت رؤيتنا وجعلتنا نبتعد عن اهم المؤشرات في قضيتنا وفي حق الشعوب العربية ، لقد اجهضنا قضية الاقصى المباركة والتي  حالها اصبح مثل حال الموت السريري تعيش تحت وطأة اجهزة تقدم لها عيش مؤقت فقط لكسب صمت اهال يعيشون على امل الغد ، دون ان ندرك ان قضية شعبنا وما يحدث في الوسط العربي هو نتاج صمت اقترن مع هويتنا وعروبتنا وديننا ، فقد جهلنا انًّا الاقصى هي الحضن العربي الجامع للصمود والقومية.

واجهضنا  فكرنا المستدام وبعدنا عن فكرنا العربي المبني على تنشئة جيل وطني عربي قادر على استلام حقيبة الوطنية وتحمل المسؤولية وزرع حب الارض وتعليمه الحنكة السياسية وكيفية اللجوء للذات  من اجل حق عام بات يستأصل بوجود اشخاص كأمثال الوحيشي  وغيرهم من الدمى ادوارهم فقط تتمركز على جذب شبابنا وعروبتنا الى مستنقع التهلكة، اصبحنا ادوات ودمى بأيدي من يجهلون معنى القيادة، واصبحنا نخضع لقيادات فاشلة تدعي حق العودة وحق المصير ، لننتظر من هم اسوأ منهم ليمتلكوا سيادة اوطاننا وهم اساسا ما ملكوا الا فقط بطولة وهمية قادت شعوبنا الى الدمار المتكامل.

من الواضح ان حراكنا سيحدث متأخرا بعد دمار وخسارة الاقصى، بعد فشل مفاوضات وتجديد مفاوضات في وقت تزداد فيها المستوطنات ونحن نتوهم بدولة لا مكان لها على خريطة العالم، بعد خسارة شبابنا العربي فكريا وقياديا ، بعد القضاء على عروبتنا العربية وفقدان هويتها حتى نجد انفسنا قد احدثنا وجود وهمي لشعبنا وباقي الشعوب العربية تحت مسمى تقسيمات قبائل وعشائر، لنجد انفسنا اننا وقعنا في دائرة ما بعد الحداثة والتي قادتنا إلى حجزنا في دائرة الدبلوماسية المدقعة الحارقة لكلمة العرب من قاموسنا العربي.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير