بغلةُ في العراق ... مُدللة – بقلم: فراس نصار

17.04.2014 06:30 PM

حينما نَعلَم بأن كلباً شرب بعد شدة العطش قبل صاحبه الظمآن لأن الإناء لم يكن يحتمل وجهين يتدليان على مقدمته الضيقة، أو عندما كان يَنثُر الأقدمون حبات القمح على رؤوس الجبال ليأكل منها الطيرمتى أراد، ولما كان أحدهم يترك رداءه التي نامت عليه قطته بينما هو يهم بالذهاب الى عمله خوفاً منه أن يقطع أحلامها ...  فيُعكر صفو مزاجها !!!! أوعندما نسمع بأن الخليفة القوي عمر يؤنبه ضميره اذا ما تعثرت (بغلة) في العراق فيأمر بتسوية الطرق تحت حوافرها .... فلا شك بأن إنسان تلك الأزمان كان قد إستكمل متطلبات رخائه الى أبعد حدود أوعلى الأقل .. !!  كان يثق بالمستقبل الموعود في ظل أصحاب العقول والأفعال وليس فقط اصحاب النفوذ.  
هي مظاهر أبدية لحضارات الممالك والدول - كانت - تُكتب في دفاتر تاريخنا وتُقرأ في صفحات مذكراته لما تحتويه من عبرٍ ودروس كثيرة ! وما زالت واقعاً في حاضر الدول التي بنت إنسانها ورفعت من شأنه وعملت على تحصين جوانب معيشته واحتياجاته ووفرت له وسائل الراحة،  فظاهرة الاهتمام بالحيوان وشؤونه والعمل على تسهيل أموره وإدارة حياته اليومية !؟ بسلوكٍ آدمي تجاهه قد خُصصت له أبواباً دُونت حروفها بخطٍ عريض .....  وفي مناسباتٍ عديدة عندما نتصفح تلك الدفاتر نجد أن التاريخ ينبش في ذاكرة العرق البشري صوراً للتعامل مع الحيوان كلما إحتدمت ساحات النقاش والجدال سواء السياسية منها أو الاقتصادية أو المالية أو الاجتماعية أوالصحية ..... في نظرةٍ حاسدة للحيوان بعقد المقارنات بينه ويبن الإنسان.
 إن اللجوء لطَرق باب المعاملة التي حظيَ بها الحيوان في سِجلات الماضي والحاضر ضِمن مواضيع النقاش السيادية المؤثرة فيه من الدلالات والمؤثرات والمقارنات ما يَحمِل أطراف الحلقات النقاشية من بني البشر الى القفز بتسارعٍ للمفاخرة براوايات التاريخ، وبيان أصول المعاملة السوية، وفي تأكيدٍ على ضرورة التعلم من تلك الحُقب الزمنية والتي باتت رفاهية الإنسان وحقوقه فيها مُصانةً وكاملة، فانه عندما وجد المتنفذون وأصحاب الحُكم والقرار إنسانهم بهذه الحالة السعيدة السائدة أخذواعلى عاتقهم ضرورة الانتقال نحو الاهتمام بمن يشاركهم حياتهم على هذه الارض من مخلوقات، كونها أولاً، تُقدم خدماتها للجنس البشري (العريق) وثانياً، لانهم إستشعروا بطعم ومذاق الرفاهية والسعادة حينها، في وجوه الناس، لتنعكس فعلاً في سلوكهم الآدميٍ الرفيع تجاه تلك المخلوقات  ......  فبات من حق البغال ان تمشي مرتدية النعال !!!!!

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير