إسرائيل وأوباما ويهود امريكا...بقلم: ايزي لبلار/ اسرائيل اليوم

17.07.2011 05:34 PM

إن الاستطلاع الذي نشر في الآونة الاخيرة والمتعلق بآراء ومواقف يهود الولايات المتحدة، مهم جدا لفهم الخريطة السياسية والتغييرات في أكبر جماعة يهودية خارج اسرائيل. المعطى الاول الذي يثير الاهتمام هو أن التأييد التقليدي ذا العمر الطويل من الجماعة اليهودية للحزب الديمقراطي ضعف ضعفا شديدا.

إن حقيقة أن 78 في المائة من اليهود صوتوا لاوباما للرئاسة كانت اظهار ولاء لا مثيل له من يهود الولايات المتحدة للحزب الديمقراطي، وقد صوتوا له برغم توجهه نحو اسرائيل وعلاقاته الطويلة برجل دين معاد للسامية وعلاقاته القريبة بنشطاء عرب امريكيين بارزين وفيهم ذوو ايديولوجيا من اليسار المتطرف.

انتخب أكثر اليهود اوباما بالأساس بسبب الصلة العميقة ليهود الولايات المتحدة بالليبرالية التي تشبه عند كثير منهم دينا علمانيا. إن الحزب الديمقراطي من جهة تاريخية – ومنذ عصر فرانكلين روزفلت بيقين – نمى علاقاته مع اليهود وجماعات أقلية اخرى استُقبلت في صفوفه بمباركة. وفي المقابل، مالوا في الحزب الجمهوري الى ابعادهم. وهناك موضوع مهم آخر هو أن اليهود لم يشاؤوا التصويت المضاد لاول مرشح افريقي امريكي للرئاسة.

اليوم ايضا حينما يرى كثيرون ان اوباما لا يؤيد اسرائيل بقلب سليم بخلاف أسلافه، ما يزال أكثر يهود الولايات المتحدة يؤيدونه. لكن هذا لا يعني أن اليهود في الولايات المتحدة يؤيدون مواقفه المتشددة تجاه اسرائيل. ان استطلاعا للرأي أُجري من اجل منظمة "كاميرا" (المنظمة من اجل الدقة الاعلامية في التقارير عن الشرق الاوسط)، صدق أن اليهود ينظرون الى "ثقافة الكراهية" عند الفلسطينيين بأنها العقبة الرئيسة أمام السلام. وافق المستطلعة آراؤهم أن على اسرائيل "أن ترفض مفاوضة السلطة الى أن تتخلى حماس عن الارهاب وتعترف اعترافا رسميا بحق اسرائيل في الوجود". ويؤمن 85 في المائة منهم أن الحكومة الاسرائيلية تلتزم بالسلام وان اسرائيل "على حق في أنها تتناول تهديدات وجودها على نحو جدي".

وجد استطلاع أسبق من اللجنة اليهودية الامريكية أن 76 في المائة من يهود الولايات المتحدة يؤمنون بأن "هدف العرب ليس اعادة المناطق المحتلة بل تدمير اسرائيل". وأيد 95 في المائة منهم اقتراحا فحواه انه يجب على الفلسطينيين في اطار كل اتفاق سلام نهائي أن يعترفوا بأن اسرائيل دولة يهودية.

إن حقيقة ان اليهود ما يزالون في هذه الظروف يقفون من وراء اوباما، تثبت فقط الصلة بينهم وبين قيم الليبرالية وتؤكد الظنون التي تقول انه في كل ما يتعلق بالتصويت في الانتخابات فانهم يمنحون اسرائيل أفضلية منخفضة في تحديد ولائهم السياسي. يبدو ان المواجهة بين اوباما ونتنياهو أثرت مع كل ذلك. يشهد استطلاع جديد للرأي أجراه ديك موريس ونشر في موقعه على الانترنت "التل"، أن 78 في المائة من تأييد اوباما في 2008 تدهور الى 56 في المائة. يقول موريس ان الباعث الرئيس على هذا التوجه كان طلب اوباما الجديد من اسرائيل أن تتبنى حدود 1967 وتبادل الاراضي باعتبارهما نقطة البدء في التفاوض السلمي. يعارض 83 في المائة من اليهود قاطبة، وفيهم 67 في المائة من اليهود الديمقراطيين، اقتراحه هذا. ان حقيقة أن التأييد اليهودي لرئيس في منصبه يمكن أن يتدهور من 78 في المائة الى 56 في المائة خلال سنتين تشير الى تغير حاد؛ فاذا استمر اوباما في الضغط على اسرائيل فقد يفقد التأييد اليهودي في عدة ولايات انتخابية مركزية.

وأهم من ذلك أن يهودا أثرياء قد يوقفون التبرع لحملة انتخابه من جديد. في هذا الموضوع سيكون تأثير كبير لمبلغ جرأة قادة يهود على انتقاد بنّاء للرئيس في كل ما يتعلق باسرائيل. ومن المهم ألا يحافظوا على الصمت خوفا من فقدان الوصول الى البيت الابيض.

        في كل ما يتعلق بالانتخابات في 2012 سيكون لهوية المرشح الجمهوري وصفاته تأثير بالطبع. إن مرشحا يمينيا متطرفا سيُبعد اليهود حتى ان اولئك الذين يعارضون سياسة اوباما سيستمرون في التصويت له. على كل حال الخلاصة ان اليهود، بخلاف تقديرات الماضي، ليسوا في جيب اوباما الديمقراطي على نحو آلي، وستكون لاجراءاته المتعلقة باسرائيل تأثيرات في المعركة الانتخابية القادمة.

تصميم وتطوير