الحرب على غزة وعدم توفر الأدوية؟ - بقلم: عقل أبو قرع

13.07.2014 11:14 AM

وطنلم تكد الحرب تبدأ على غزة، الا وبدأت الاصوات تتعالى بطلب الادوية وغيرها من المستحضرات الطبية، وكأن الحرب على غزة لم تكن متوقعة، او كانت من المفاجأت التي لم تخطر على البال، وقبل يوم او يومين اشار تقرير دولي او عربي الى النقص في اكثر من 140 نوع من الادوية الاساسية وبالاخص للعمليات الجراحية وادوية الطوارئ، التي يحتاجها الطفل والمرأة والمسن والشاب في غزة، وفي ظل الاوضاع التي تتفاقم مع الوقت وفي ظل اعداد الجرحى التي تزداد وعدد العمليات الجراحية التي تتصاعد كل يوم، بل في كل ساعة، وفي ظل هذه الاوضاع الحالية المتوقعة، لماذا لم تكن هناك خطط استراتيجية لتوفير الادوية وبالاخص الادوية الاساسية للجرحى وبكميات تتناسب مع المتوقع او مع الاسوأ من المتوقع، ولفترة زمنية كذلك تتناسب مع اسوأ التوقعات، وهذا ما تقوم بة الدول او المجتمعات التي تتوقع ان تعيش ظروف واحداث وتعقيدات اوضاع مثل الاوضاع الحالية في قطاع غزة؟

ومن يتحمل المسؤولية عن ذلك، بالاضافة الى الجهات الرسمية المتمثلة في وزارة الصحة، او الدوائر الصحية الفلسطينية، سواء اكانت هذه الجهات في الضفة او في غزة، المنظمات الفلسطينية غير الرسمية الفاعلة في مجال الصحة وهي عديدة، وكذلك المنظمات الدولية العاملة في بلادنا، والتي يدخل المجال الصحي في نطاق اعمالها وكل هذه الجهات كانت تعي او كانت تتوقع ان يحدث ما يحدث الان في غزة، وكانت تعرف ان المئات بل الالاف من الناس، من الاطفال ومن النساء ومن كل الانواع من البشر سوف تصاب وبالتالي تحتاج  الى الادوية والمستلزمات الطبية الاساسية الاخرى، وبالتالي كان من الممكن توفير هذه الادوية، سواء عن طريق الصناعة الدوائية الفلسطينية، وهي تنتج اصناف عديدة وبجودة ترقى الى الانتاج الاجنبي او المستورد، او وان لم تتوفر منتجات محلية، عن طريق الاستيراد او التبرعات او المشاريع، ومن ثم تخزين هذه الادوية في غزة، التي ومع وجود اكثر من مليون وسبعمائة الف مواطن فيها، تحتاج الى الادوية، وحتى بدون حروب او كوارث او احداث غير طبيعية؟  

وفي خضم الازمة الحالية من الحرب على غزة، حيث يوجد ضحايا، ومن ضمنهم المئات من الجرحى، وحيث تكون المستشفيات والعيادات تعمل وبكل طاقتها، وحيث النقص في الادوية والمستلزمات، فأننا نبدأ بالبحث عن الطرق المتعددة لسد هذا النقص، وبأسرع ما يمكن، لان حياة الناس هي في المحك، وطبعا يتم مناشدة المؤسسات والدول والجمعيات والمنظمات الدولية لجمع وارسال الادوية الينا من الخارج ، ومن المعروف انة في هذه الايام وبالتحديد  في هذه الظروف التي تعيشها غزة، فأن عملية ايصال الادوية الى غزة تأخذ وقتا وتنسيق وعقبات وتعيقدات، وبالتالي فأن ذلك قد يعرض حياة الناس الى الخطر وربما الموت قبل ان تصل هذه الادوية الى من يحتاجها.

وعلى ذكر الازمة الحالية في غزة، وربما غيرها من الازمات الاخرى المتوقعة، سواء في غزة او في الضفة، او في اي مكان في فلسطين، ومع احتمالات وقوع اعداد كبيرة من الضحايا او الجرحى، سواء بفعل الحروب او الاحداث اوحتى بسبب الكوارث الطبيعية، وهذا متوقع، وحدث في الماضي ويمكن ان يحدث في المستقبل، أليس بالاحرى ان تعمل الجهات المعنية من وزارة الصحة، والمنظمات الفاعلة في مجال الصحة، ومنظمات دولية تعمل في قطاع الصحة، وبالتعاون مع شركات الادوية الفلسطينية، والتي هي بالاساس شركات ربحية خاصة، بوضع خطة، تهدف الى توفير الادوية الاساسية، والتي تحتاجها ازمات مثل ازمة غزة الحالية، وبالطبع يمكن ان تكون هذه الادوية او جزء منها في مستودعات وزارة الصحة جاهزة في حال وقوع الازمة وكافية لتغطية اسوأ الاحتمالات، او ان تكون خطة انتاجها متوفرة، من حيث توفر المواد الخام، والخطط الانتاجية والمخبرية، لكي يتم انتاجها وبالسرعة المطلوبة، بدلا من البدء بالصراخ والعويل ومن ثم استجداء جهات خارجية لارسالها، في حال وقوع الازمة، والتي هي متوقعة في اي وقت، وبالتالي تعريض حياة الناس للخطر او حتى للموت. 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة وطن للأنباء

تصميم وتطوير