إسرائيل تستغل صمت الصليب الأحمر على جرائمها
وطن- خاص: أصبح العاملون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر عاجزين عن تلبية نداءات استغاثة المواطنين جراء المجازر المتدحرجة التي يرتكبها جيش الاحتلال في مناطق متعددة من قطاع غزة، والتي فاقت قدرتهم على تلبية كافة النداءات إضافة لعجزهم مقابل الرفض الإسرائيلي.
وتفيد الأنباء الواردة من بلدتي عبسان الكبيرة وخزاعة شرق خانيونس أن عشرات الشهداء والجرحى بالإضافة لمئات العائلات لا يزالون محاصرين بين ركام المنازل التي سقطت عليها قذائف وصواريخ الاحتلال منذ الليلة.
ووجه مواطنون محاصرون في البلدتين عدة نداءات للصليب الأحمر لإنقاذهم من القصف وانتشار الجرحى والجثامين، لكن لم يتلقوا إجابة منه، فيما قال بعضهم إنهم يحاولون الاتصال بالصليب الأحمر إلا أنه لا يرد على نداءات الاستغاثة.
وأفاد شهود عيان خلال نقل بعض الفضائيات المحلية لمجزرة عبسان وخزاعة، بأن هناك العشرات من الشهداء ومئات الجرحى الذين ينزفون منذ الليلة داخل البلدتين دون أن ينقذهم أحد.
على ما يبدو أن الحيادية والاستقلالية التي من المفترض أن يتمتع بها الصليب الأحمر، تمنعه حتى اللحظة من توجيه الاتهام علناً وبشكل صريح لإسرائيل بمنع وصول طواقم الإسعاف والإنقاذ للجرحى والشهداء لإجلائهم من بين ركام المنازل المدمرة في قطاع غزة.
ومن مهام الصليب الأحمر حماية الإنسانية وتقديم المساعدة لضحايا الحرب والعنف المسلح، ومراقبة الالتزام بالقانون الإنساني، ولفت الانتباه إلى الانتهاكات والإسهام في تطوير القانون الإنساني وأوكلت إليه بموجب القانون الدولي مهمة دائمة بالعمل غير المتحيز لصالح السجناء والجرحى والمرضى والسكان المدنيين المتضررين من النزاعات، إلا أن بعضا من ذلك لا نجده ضمن أجندته خلال العدوان الإسرائيلي الحالي على المواطنين في قطاع غزة، حيث أن إسرائيل ترفض إعطاء مهلة إنسانية أو حتى السماح لطواقم الإسعاف بانتشال الشهداء والجرحى في المناطق التي تتعرض لقصف كثيف بالصواريخ، في المقابل لم نجد أي تصريح للصليب الأحمر يدين أو يحمل إسرائيل مسؤولية منع هذه الطواقم للوصول لتلك المناطق، ويفضل التصريح بأنه يعمل على مدار الساعة للوصول إلى الضحايا المحاصرين.
وفي تصريح للناطق باسم الصليب الأحمر ناصر النجار، قال إن الصليب يعمل على مدار الساعة لإجلاء الجرحى.
وأضاف النجار أن الصليب يقوم بالتنسيق حتى تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول إلى المناطق دون التأثير عليها، لكن عملية التنسيق بحاجة لمجهود حتى تستطيع إتمام مهامها على أكمل وجه.
