استطلاعا رأي: غالبية المواطنين مؤيدة لوقف إطلاق النار ومعارضة للعودة لتفاهمات 2012

23.07.2014 01:06 PM

رام الله- وطن: أظهر أحدث استطلاعا رأي أن غالبية بسيطة من المواطنين مع الوقف الفوري لإطلاق النار، بينما انقسمت النخبة بين مؤيد ومعارض لاتخاذ هذا القرار، أما العودة إلى تفاهمات 2012 فلاقت معارضة في صفوف المواطنين والنخبة.

ووفق الاستطلاعين، فقد انقسم الرأي العام بالنسبة لمسألة وقف إطلاق النار، حيث أيد 51% وقفا فوريا لإطلاق النار يتبعه التفاوض على القضايا العالقة، وعارض ذلك 44% من المستطلعين في الضفة الغربية، والباقي 5% ليسوا متأكدين. أما النخبة، فقد انقسمت مناصفة بين مؤيدين (47%) ومعارضين (47%)، و 6% لم  يحددوا رأيهم.

وأجرى استطلاعي الرأي معهد العالم العربي للبحوث والتنمية (أوراد) خلال فترة 19 و21 تموز 2014 خلال العدوان على غزة، حيث كان الأول للرأي العام في الضفة الغربية والثاني للنخب الفلسطينية (قيادات الرأي العام) في كافة مناطق التواجد الفلسطيني.

وأيد 39% من المستطلعة آرائهم الدخول بمثل اتفاقية التهدئة عام 2012، ، وعارض ذلك 53%، وكان 8% غير متأكدين. ووصل تأييد اتفاقية هدنة مشابهة لتلك التي أبرمت عام 2012 بين النخبة إلى 44%، أما المعارضة لذلك فوصلت إلى 49% و7% لا يعرفون.

ومع ذلك، صرح 64% من مستطلعي الرأي العام بأن مواقفهم من موضوع إطلاق النار هو أقرب لموقف حركة حماس، بينما وصف 15% من المستطلعين بأن موقفهم أقرب لموقف الرئيس محمود عباس. أما في حالة عينة النخبة، فإن المجموعة الأكبر (40%) فتجد نفسها على خلاف مع موقف الحركتين، بينما صرح 39% بأن موقفهم أقرب لموقف حماس و20% صرحوا بأن موقفهم أقرب لموقف الرئيس عباس.

وأوضح الاستطلاعان أن المؤسسة السياسية الفلسطينية الرسمية، ممثلة بالسلطة الوطنية الفلسطينية وحركة فتح والرئيس محمود عباس تعاني من تراجع في شعبيتها، بينما ارتفعت شعبية حركة حماس وفصائل المقاومة.

وأظهر الاستطلاعان أن حماس تحصل على أفضل تقييم بين الرأي العام، بينما حصل الجهاد الإسلامي على أفضل تقييم بين النخبة الفلسطينية.

وأجري استطلاع الرأي العام على عينة عشوائية ممثلة من 300 مواطن في الضفة الغربية فقط، ولم يتم في قطاع غزة نظرا للظروف القاهرة على الأرض، وتمت المقابلات وجها لوجه. وفي المقابل، تم استطلاع آراء عينة من الأكاديميين والقياديين في المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومي والاعلاميين والمهنيين المتخصصين، إذ ووصل عدد المشاركين من النخبة إلى 150، وكان 75% منهم من الضفة الغربية و13% من قطاع غزة و (7%) من باقي مناطق التواجد الفلسطيني. وتم استطلاع النخبة من خلال البريد الالكتروني حيث تم إرسال الاستطلاع إلى ما يزيد عن 550 قيادي من كافة التوجهات السياسية والتخصصات.

وقد جاءت النتائج على النحو التالي:

1. الموقف من وقف إطلاق النار: غالبية بسيطة مع الوقف الفوري ومعارضة للعودة إلى تفاهمات 2012


•انقسم الرأي العام بالنسبة لمسألة وقف إطلاق النار، حيث أيد 51% وقفا فوريا لإطلاق النار يتبعه التفاوض على القضايا العالقة، وعارض ذلك 44% من المستطلعين في الضفة الغربية، والباقي 5% ليسوا متأكدين. أما النخبة، فقد انقسمت مناصفة بين مؤيدين (47%) ومعارضين (47%)، و 6% لم  يحددوا رأيهم.
•أما حول اتفاقية تهدئة شاملة كما في عام 2012، فقد أيد الدخول بمثل تلك الاتفاقية 39% من مستطلعي الرأي العام، وعارض ذلك 53%، وكان 8% غير متأكدين. ووصل تأييد اتفاقية هدنة مشابهة لتلك التي أبرمت عام 2012 بين النخبة إلى 44%، أما المعارضة لذلك فوصلت إلى 49% و7% لا يعرفون.
•ومع ذلك، صرح 64% من مستطلعي الرأي العام بأن مواقفهم من موضوع إطلاق النار هو أقرب لموقف حركة حماس، بينما وصف 15% من المستطلعين بأن موقفهم أقرب لموقف الرئيس محمود عباس. أما في حالة عينة النخبة، فإن المجموعة الأكبر (40%) فتجد نفسها على خلاف مع موقف الحركتين، بينما صرح 39% بأن موقفهم أقرب لموقف حماس و20% صرحوا بأن موقفهم أقرب لموقف الرئيس عباس.

2. تقييم دور الأطراف ذات العلاقة: تقييم سلبي للأطراف الدولية والعربية والسلطة الفلسطينية، ويذهب أفضل تقييم لحماس بين الرأي العام وللجهاد الإسلامي بين النخبة


•التقييم الأسوأ بين عينة الرأي العام ذهب للولايات المتحدة، حيث اعتبر 93% من الرأي العام أداءها على انه سلبي، واعتبره 4% متوسطا و1% إيجابيا. أما بالنسبة للنخبة، فقد قيم 99% منهم موقف الولايات المتحدة سلبا.
•ولم يختلف التقييم للحكومة المصرية عن تقييم الولايات المتحدة بين عينة الرأي العام، حيث قيمه سلبا 93% من المستطلعين ومتوسطا 3% و إيجابيا 2%. ولكن التقييم السلبي لأداء الحكومة المصرية انخفض بشكل كبير بين النخبة، ولكنه بقي يشكل رأي الأغلبية (64%)، بينما اعتبر 31% أداءها متوسطا و6% إيجابيا.
•وفي أوساط الرأي العام جاءت الأمم المتحدة في المرتبة الثالثة من حيث السلبية، حيث قيم 82% اداءها على أنه سلبي و11% متوسط وأقل من 2% على أنه إيجابي. أما في أوساط النخبة فقيم 80% أداء الأمم المتحدة على انه سلبي، و18% قيموه متوسطا و2% إيجابيا.
•وقيم 77% من الرأي العام أداء الجامعة العربية بالسلبي، وقيمه 13% بالمتوسط و4% بالإيجابي. أما التقييم السلبي للجامعة العربية بين النخبة فقد ارتفع إلى 85%، ووصل التقييم المتوسط إلى 13%، والإيجابي إلى 1%.
•أما السلطة الوطنية الفلسطينية فقيم 56% من مستطلعي الرأي العام أداءها سلبا، و25% متوسطا و16% إيجابا. وكان التقييم بين النخبة مشابها للرأي العام إلى حد بعيد، فقيم 53% أداء السلطة سلبا، و35% متوسطا و12% إيجابا.
•أما حركة فتح فيقيم أداءها 45% بالسلبي و32% بالمتوسط و22% بالإيجابي وذلك في أوساط الرأي العام. أما النخبة، فيقيم 44% منهم أداء فتح سلبيا، و40% متوسطا و14% إيجابيا.
•ويزيد التقييم الإيجابي عن السلبي بين مستطلعي الرأي العام في حالات الجبهة الشعبية وحركة الجهاد الإسلامي وحركة حماس، ولكن التقييمات الإيجابية لهذه الفصائل تنخفض بشكل ملحوظ بين النخبة.
•وصل التقييم الإيجابي لأداء الجبهة الشعبية في أوساط الرأي العام إلى 43% والمتوسط إلى 39% والسلبي إلى 12%. أما النخب فقد انقسمت حول تقييم الجبهة، حيث وصل تقييم أداءها الإيجابي إلى 23% والمتوسط إلى 39% والسلبي إلى 24%.
•ويرتفع التقييم الإيجابي لأداء حركة الجهاد الإسلامي ليصل إلى 77% والتقييم المتوسط إلى 14% والسلبي إلى 7% وذلك في أوساط الرأي العام. ويأتي تقييم حركة الجهاد الأكثر إيجابية بين أوساط النخبة، حيث يقيم أداءها إيجابيا 66% من مستطلعي النخبة، ومتوسطا 21% وسلبيا 8%.
•وتحصل حماس على أعلى التقييمات الإيجابية بين أوساط الرأي العام في الضفة الغربية، حيث يصل تقييمها الإيجابي إلى 85% والمتوسط إلى 9% والسلبي إلى 6%. ولكن تقييمها الإيجابي ينخفض إلى 48% بين أوساط النخبة (اي بفارق سلبي يصل إلى 37 نقطة عن الرأي العام) ، أما تقييمها المتوسط فيصل إلى 36% والسلبي إلى 14%.

3. تقييم أداء الرئيس عباس وخالد مشعل: تقييم سلبي لأداء الرئيس وانقسام حول مشعل بين الرأي العام والنخبة


•بالنسبة لتقييم أداء الرئيس محمود عباس بالنسبة للتعامل مع العدوان على غزة بين أوساط الرأي العام، فقد قيم أداءه سلبا 59% وبشكل متوسط 24% وعلى أنه إيجابي 13%. ولم يختلف تقييمه بين أوساط النخبة، حيث قيم أداءه سلبا 60% منهم، ومتوسطا 21% وإيجابا 17%.
•أما بالنسبة لأداء خالد مشعل في أوساط الرأي العام، فقد قيمه سلبا 10% ومتوسطا 21% وإيجابا 66%. ولكنه حصل على علامات منخفضة نسبيا بين أوساط النخب، حيث زاد تقييمه السلبي عن الإيجابي، فوصل تقييمه السلبي إلى 34% (بفارق 24 نقطة عن الرأي العام)، والمتوسط إلى 39%، والإيجابي إلى 26% فقط (40 نقطة أقل من الرأي العام).

4. الطرف المنتصر: الفلسطينييون منتصرون حاليا ومتضررون على المدى البعيد


•يعتبر 58% من المستطلعين من الرأي العام بأن الفلسطينيين هم المنتصرون حتى اللحظة في هذه المعركة، بينما ينظر 34% بأنه لا يوجد طرف منتصر، ويجد 7% بأن إسرائيل هي المنتصرة. وتختلف رؤية النخبة بشكل كبير بالنسبة لهذه المسألة، حيث يعتبر 56% منهم أنه لا طرف منتصر في الوقت الراهن، بينما يعتبر 33% منهم أن النصر حاليا للفلسطينيين، ويخالفهم الرأي 8% الذين يعتبرون إسرائيل منتصرة.
•وعندما تم سؤال المستطلعين عن المتضرر الأكبر بعد انتهاء العدوان، فصرح 55% بأن المتضرر الأكبر سيكون للفلسطينيين، وصرح 26% بأن كلا الطرفين متضررين، واعتبر 18% بأن إسرائيل ستكون المتضرر الأكبر. ولم تختلف النتائج كثيرا بالنسبة لهذه المسألة في استطلاع رأي النخبة.

5. التوجهات السياسية: حماس تتفوق على فتح للمرة الأولى منذ سنوات


لأول مرة منذ سنوات، يظهر استطلاع الرأي العام هذا تفوقا لحماس من حيث الشعبية على حركة فتح، حيث وصف 31% من مستطلعي الرأي العام توجههم على أنه أقرب لحماس، و23% أقرب لحركة فتح، و7% أقرب لأحد التوجهات اليسارية و6% أقرب لتوجه إسلامي أخر، أما المجموعة الأكبر (33%) فوصفت توجهها بالاستقلالية عن كافة الفصائل.

6. مصادر الأخبار حول العدوان: الأقصى وفلسطين بين العموم وفلسطين اليوم بين النخبة والانترنت في تقدم


•اعتمد 22% من مستطلعي الرأي العام على فضائية الأقصى كمصدر رئيسي للأخبار حول ما يجري في قطاع غزة، بينما صرح 19% بأنهم يعتمدون على تلفزيون فلسطين من أجل ذلك. وتبع ذلك فضائية الجزيرة والفيس بوك (15% لكل منهما). وجاء في المرتبة الخامسة فضائية فلسطين اليوم (10%) وتبعها مواقع الكترونية فلسطينية (7%) وفضائية العربية (6%)، بينما صرح 4% بأنهم يتابعون قنوات أخرى.
•أما بالنسبة للنخبة، فقد وصل اعتمادهم على المواقع الالكترونية للحصول على أخبار العدوان إلى 23%، والفيس بوك إلى 14%، وهذا يعني أن اعتمادهم على وسائل التكنولوجيا الحديثة بشكل رئيسي تصل إلى 37% (بالمقارنة مع 22% من مستطلعي الرأي العام). أما من حيث القناة التي اعتمد عليها ممثلو النخبة بشكل أكبر من غيرها، فجاءت فضائية فلسطين اليوم في المرتبة الأولى (15%)، وتبعها الأقصى (9%) وفلسطين (8%) والجزيرة (6%) والقدس (2%) والعربية (1%). هذا وصرح 22% بأنهم يستخدمون مصادر أخرى غير المصادر المذكورة أعلاه.

وفي تعقيبه على النتائج، أكد ، مدير معهد العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" نادر سعيد، أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار الظروف التي أحاطت بإجراء الاستطلاع، وهي ظروف قاسية ومتطرفة بكل المقاييس حيث وصل العدوان الإسرائيلي أوجه وتم ارتكاب المجازر ضد المدنيين والأطفال في ظل عجز الأطراف المختلفة عن تأمين وقف إطلاق للنار يضمن المصالح الفلسطينية على المدى البعيد.
وأوضح سعيد أنه برغم إمكانية تغير هذه النتائج حال وبعد وقف العدوان، إلا أن العديد من المؤشرات في الاستطلاعين وكذلك المؤشرات المتوفرة عبر وسائل الاعلام والتواصل تنذر بأنه قد يكون من الصعب الرجوع إلى ما كانت عليه الأمور من حيث المشهد السياسي الفلسطيني، وأنه من الممكن أن تحدث تغييرات جذرية قد تؤدي إلى ارتباك من حيث التمثيل والشرعية على الأقل من حيث توجهات الرأي العام الفلسطيني.

وأكد أنه إذا لم تستطع السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس عباس وحركة فتح تقديم برنامج واضح المعالم وتوضيحات مقنعة حول الموقف الحالي من العدوان، فإن هذه الأطراف ستدفع ثمنا كبيرا من مصداقيتها على المدى القريب والمتوسط. أما بالنسبة لحركة حماس وفصائل المقاومة، فحذر سعيد أن الوضع الحالي المتمثل في همجية العدون الإسرائيلي والتقاعس العربي والدولي، وفي نفس الوقت إنجازات المقاومة كما يراها الرأي العام تشكل تحديا لهذه الفصائل، من حيث أن التوقعات منها في تزايد من حيث تحقيق انتصار فعلي واتفاقية تتجاوز تفاهمات 2012 والحصار المستمر، وكذلك فإنه وعلى المدى المتوسط والبعيد فإن هذه الفصائل يجب أن تقدم بديلا حياتيا وديمقراطيا مقنعا للشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة وبديلا مقاوما يحقق انتصارا.

ويرى سعيد أن الفلسطينيين يريدون وقف إطلاق النار فورا لإنقاذ حياتهم في ظل همجية الاحتلال كما جاء أيضا في خطاب خالد مشعل في اليوم الثاني من العدوان، ولكنهم في نفس الوقت يريدون أن يروا أنفسهم كمنتصرين من خلال التماثل مع موقف حركة حماس وفصائل المقاومة. ولذلك فإنهم من ناحية يرويدون أن يتحمل الرئيس مهمة وقف إطلاق النار، ولكنهم من ناحية أخرى يريدون ابعاد أنفسهم عما ما قد يشكل مظهرا انهزاميا من الناحية النفسية في هذه الأوقات الحرجة.

تصميم وتطوير