"إسرائيل أمام خيارات كلها سيئة "

24.07.2014 06:48 PM

وطن - وكالات: يخوض محلل الشؤون الفلسطينية في موقع "والا" العبري "أفي يسّساخروف"، في الخيارات أمام إسرائيل للخروج من الحرب،  منها إعلان إسرائيل وقف إطلاق النار من جانب واحد.  ويقر بأن حماس لم تتلق ضربات موجعة كما تروج إسرائيل وأنها قادرة على الاستمرار في الحرب.

وكتب "يسساخروف": خطاب رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس، خالد مشعل، يوم أمس، الأربعاء،  في قطر لا  يبشر بالخير. فمشعل قال - بكلمة أو بأخرى-  بأنه لا وجود للنور في نهاية النفق، وما يمكن فهمه من حديثه أن القتال سيتواصل كما يبدو لزمن طويل.

وأضاف: الموقف الذي عبر عنه مشعل يوم أمس هو قاطع وواضح  ومقبول على كل التيارات داخل حماس، ومفاده أنه لن يكون وقف إطلاق نار دون إزالة كاملة للحصار  على القطاع.

ويتابع: هذا الواقع ليس سهلا بالنسبة لإسرائيل.  وهناك في الأوساط السياسية والأمنية أمل بأن توقف حماس إطلاق النار وتخضع أو تليّن مطالبها. لكن هذه الصورة لا تمثل الواقع. إذ أن الحركة تصر على مواقفها وتوضح أنها ستواصل القتال إلى أن توافق مصر وإسرائيل على مطالبها الستة التي طرجتها، من ضمنها رفع الحصار، فبعد الثمن الباهظ  الذي دفعته غزة تطالب السكان بتحقيق إنجاز حقيقي ولن يعود إلى الواقع الذي سبق الحرب.

وتابع: حماس لم تتتضر كفاية، ولا يحدق يها خطر وجودي يدفعها لقبول الحل الوسط أو الخضوع. فالقيادة السياسية والعسكرية لم تصب  وينجح ناشطوها بإلحاق أضرار بجنود الجيش، ولا زالت قدرة حماس الصاروخية قائمة رغم أنها ضعفت قليلا.

وأضاف: "من هنا على الجمهور الإسرائيلي وقيادته أن يدركو بأن هذه الحرب يمكن تستمر لوقت طويل. وفي غضون ذلك سيواصل الجيش في الأيام القريبة عملياته  داخل القطاع  من أجل تدمير الأنفاق،  لكن السؤال ماذا سيحصل في اليوم  التالي؟

وأضاف: ستضطر إسرائيل  على ما يبدو أن تختار قريبا بين عدة خيارات ليست سهلة. أحد الاحتمالات هي التمسك بالمواقع الحالية داخل القطاع  لكن دون تعميق التوغل. وهذا الاحتمال يعني المراوحة في بالمكان، وتعرض القوات لهجمات دون تحقيق شيئ، لكن لا يبدو أنه يوجد أحد في المستوى السياسي  يرغب في ذلك.

وتابع: الخياران الآخران يبدوان معقولان أكثر: الأول توسيع العمليات البرية للحسم أو إخضاع حماس. إلا أن عملية من هذا النوع  ستنطوي على عشرات الجنود القتلى وعلى  تخبط طويل ودامي في القطاع.

الاحتمال الثاني هو الانسحاب أحادي الجانب من القطاع، والإعلان عن وقف إطلاق نار، بشكل يشبه  نهاية حملة "الرصاص المصبوب"، وذلك على أمل أن يفهم الطرف الآخر أن عليه وقف إطلاق النار، وسوى ذلك  يعني إن الثمن الذي سيدفعه سيكون أكبر.

وأضاف: في الوقت الراهن يبدو هذا الخيار معقولا ، لكنه ينطوي علىعلى مشكلة واحدة: من غير الواضح إذا ما كانت حماس ستوافق على ذلك. فقد تواصل إطلاق القذائف  حتى لو انسحبت قوات الجيش، وتحاول جر إٍسرائيل إلى حرب استنزاف. إضافة إلى ذلك فإن هذا الخيار لن يحل شيئا، وحماس ستعود لبناء الأنفاق والتسلح بالقذائف الصاروخية طويلة المدى والتي يمكنها أن تجبي ثمنا باهظا من إسرائيل في المواجهة القادمة.

وتابع: قد يخرج هذا القرار إلى حيز التنفيذ  في الأيام القريبة، ويترافق مع إعلان حول هدنة إنسانية. فبعد استنفاذ  العمليات في الأنفاق، ربما خلال يومين أو ثلاثة  تعلن إسرائيل إنهاء العملية البرية، وعشية عيد الفطر الذي يبدأ يوم الأثنين  تعلن عن هدنة إنسانية. لكن هل يمكت أن تعود حماس بعد عدة أيام من التهدئة  إلى مواصلة الإطلاق؟ الجواب هو نعم، لكن ذلك لن يكون سهلا بالنسبة لها.

ويضيف: حينما سئل مشعل يوم أمس عن إمكانية أن تعلن إسرائيل عن وقف إطلاق نار أحادي الجانب، لم ينفي ذلك بشكل قاطع،  وقال إن كل شيئ سيبحث في وقته.

وابدى مشعل ثقة عالية بالنفس.  وشرح بأن  ليس غزة فقط واقعة تحت الحصار، بل إسرائيل أيضا وذلك في ظل توقف رحلات الطيران (التي تجددت اليوم).  كما رفض فكرة نزع سلاح حماس، وعبر عن رفضه للمقترح المصري الذي يقضي بوقف إطلاق النار أولا ثم إجراء مباحثات حول شروطها.

واضاف: في الوقت الراهن تبدو صورة الوضع  على النحو التاي:  كل طرف واثق بنفسه وبأنه المنتصر وأن الخصم على سينكسر بعد عدة أيام  وربما ساعات. هذا هو الشعور السائد في غزة وفي إسرائيل. إلا أن الواقع أكثر صعوبة وتعقيدا، وإشكالي ربما.  لدى الجانبين  يوجد إرادة ومعنويات وقدرة على مواصلة الحرب، لا وقفها.

نقلا عن "عرب 48"

تصميم وتطوير