الافندي ينقل البضائع بعربته، محتفظا بكرامته

01/01/2017

كتب محمد عتيق : على الرغم من الكهولة والشيب الذي وجد الطريق ليلون شعره الا انه في كل يوم مع اولى نسمات الصباح يرتدي الافندي قبعته متوكلا على الله لنيل رزقه متجها من بيته  ببلدة  برقين الى مدينة جنين. وما ان تطأ قدماه محطة  مدينة جنين حتى يسرع الخطى   نحو عربته  ليدفعها بصدر ثقيل  ويجوب بها  سوق جنين بشوارعه وازقته بحثا عن من يريد نقل بضاعة ليقوم بأيصالها حيث يريد صاحبها.

مما لا شك فيه ان أي قصة نجاح لأي شخص تلعب المرآه دورا اساسيا فيه فالمواطن محمد محمود عبد الرحمن عتيق ابو اشرف  و الذي يبلغ من العمر 64 عام لم يكن ليجد لنفسه  عملا او رزقا لولا مساعدة ام اشرف له, فقد قامت بتضحية كبيره قبل 31 عاما حيث باعت مصاغها الذهبي الذي احتفظت به منذ  زفافها، ليشتري زوجها عربة النقل ذات  الالوان البهية لتكون له و لعائلته المعيل الوحيد في حياتهم.

ويعتبر الافندي عربته هي كرامته التي صان بها ماء وجهه وعزته وشرفه حيث قطعت هذه العربة كل السبل للذل و استعطاف الاخرين له حيث كانت هي دائما شاطئ  النجاة من الغرق في الفقر و المرسى الذي بنى بها حياته و رزقه.

ويسترسل الافندي قولا "من ثلاثين سنة وانا بنزل على جنين يوم يوم من الساعة 7 الصبح ل4 العصر  بشتغل على العرباي الي اشتريتها من عمر ابني ابراهيم بعد ما بعت سوارتين ذهب من صيغة زوجتي وبشتغل على العرباي مبسوط ومتريح احسن من ما اشتغل عند الناس وكانت الي سند بهالحياة ما ببعدني عن العرباي الا الموت ولا يوم بذكر اني عطلت عن الشغل بس هالايام بفكر اني اعطل يوم او يومين اطلع لنزهة انا وام اشرف"

والمشهد الذي اعتادت عليه مدينة جنين بسوقها وشوارعها وازقتها   واهاليها  هو مشهد الافندي,  الرجل الذي يرتدي قبعته دائما والتي ترتسم في ثنايا وجهه سنين شقاء من العمل و التعب حيث تفنن الزمن في رسم لوحه جل ما تكون في اجمل صورها ل رجل غلبه الشقاء في رحلة عمر طويله. 

يستجمع  الأفندي قوته في كل صباح ليدفع بعربته نحو سبيل الرزق فما ان تطا قدماه السوق لتسمع صوت الشباب والتجار يتهافتون ل القاء التحية والترحيب به بمناداته (الافندي) , فهو محبوب لدى الجميع وعنده احساس عالي من المزاح و الفكاهة ف بغض النظر عن التعب الا ان روحه ما زالت في قيد شباباها و تنافس روح الشباب في الحياة. 

لقب ابو اشرف بالأفندي منذ شبابه فقد كان من المحبين ل جلسات أكابر القرية حيث كان لا يخلو من جلسة تتم استضافتها في وسط القرية  بالإضافة الا ان هذا اللقب ظل ملازما له ل رؤية الشباب له ورأسه لا يفارق قبعته. لقب ابو اشرف بالأفندي منذ شبابه فقد كان من المحبين ل جلسات أكابر القرية حيث كان لا يخلو من جلسة تتم استضافتها في وسط القرية  بالإضافة الا ان هذا اللقب ظل ملازما له ل رؤية الشباب له ورأسه لا يفارق قبعته.

ويقول ابو اشرف " لقب الافندي طلع علي من الختايرة ايام الزمن الجميل وانا شب كنت باستمرار اجالس الختايرة ونولد حب متبادل ف لقبوني بالافندي ,الله يرحم ايام هال ختايرة".

اذا كان الحب لا ينزعه الا الموت فهكذا استطيع ان اتوج حب ابو اشرف لعربته وتعلقه بها كتعلقه بأولاده و تكاد أن تكون أغلى فيداه لامستا هذه العربة أكثر مما لامست أولاده وقد خلق منها حبا له لا يفرقهما الا الموت.