من سيرمُش اولا في معركة بوابات الاقصى؟

17/07/2017

رام الله- وطن للأنباء: صحيفة "يديعوت احرونوت" نشرت تقريرا نقل صورة عن الاوضاع المتوترة في القدس والحرم القدسي، يوم امس، حذرت فيه من ابعاد تركيب البوابات الالكترونية. وجاء في التقرير:

"لن نسمح بإجراء تفتيش على مداخل الاقصى" صاح بإصرار الشيخ واصف البكري، احد قادة الوقف، فصفق له مئات المصلين الذين تجمعوا من حوله تحت حرارة الشمس اللاهبة على مدخل الحرم القدسي، وهو يرددون: "بالروح بالدم نفديك يا اقصى".

كان ذلك في ساعات ظهر يوم امس، بعد أقل من يومين على العملية في باحة الحرم، والتي تم خلالها قتل الشرطيين من حرس الحدود هايل ستاوي من المغار وكميل شنان من حرفيش، على ايدي ثلاثة عرب اسرائيليين من ام الفحم.

مئات الفلسطينيين الذين تصبوا عرقا تجمعوا بالقرب من الحواجز التي اقيمت حول البلدة القديمة منذ وقوع العملية، وانتظروا لحظة السماح لهم بالدخول. منذ الحادث منعت قوات الأمن الدخول الى الأزقة لمن لا يقيمون في البلدة القديمة.

قرابة الساعة 12:50 جاء الضوء الأخضر: تم فتح الحواجز، وهجم المصلون نحو بوابتين سمح للمسلمين بالدخول عبرهما الى الحرم: البوابة الرئيسية بالقرب من باب الأسباط، والثانية بوابة المجلس، عند الطرف الجنوبي لشارع الواد.

وهناك اصطدموا بمشهد اثار غضبهم: بوابات دخول الكترونية طلب منهم المرور عبرها قبل دخولهم الى الحرم، للتأكد من عدم حيازتهم لمعدات قتالية. البوابات الالكترونية أججت الاجواء، المشحونة جدا.

"لن نمر تحت هذه البوابات الالكترونية، هذا تغيير للوضع الراهن" صاح الشيخ البكري. ودعمه في ذلك مدير المسجد الاقصى من قبل دائرة الأوقاف، عمر الكسواني، قائلا: "لن نأخذ على عاتقنا المسؤولية حتى يتم ازالة وسائل التفتيش".

واصغى المصلون لأقوالهما، وفي خطوة تظاهرية ركعوا على الأرض وصلوا امام قوات الشرطة والبوابات الالكترونية بدلا من الصلاة في المسجد. اما القلة التي وافقت على اجتياز بوابات الفحص والدخول فقد واجهت سيلا من التحقير من قبل رفاقهم.
"لن نوافق على الفحص، سندخل الى الأقصى بهامات مرفوعة فقط"، قالت احدى المصليات. واضافت صديقتها: "المسجد الاقصى سيموت لكنه لن يغلق".

وعصفت النفوس بين لحظة واخرى. وصرخ بعض المصلين: "منذ ثلاثة ايام لا يسمحون لنا بالدخول، خلص، كفى، سندخل ولكن من دون فحص. الاحتلال سيزول من العالم بإذن الله، والبوابات التي وضعوها ستختفي من العالم، الله وحده سيحرر القدس". ورفع احد المصلين العصا التي كان يحملها متحديا الشرطة وصرخ: "انتم من جرهم للدخول الى المسجد كي تجدون ذريعة لتغيير الوضع الراهن". ووافق معه الجمهور.

واعلن المقدسي فخري ابو ذياب، ان "نتنياهو يدفعنا الى حرب دينية، بدلا من سكب الزيت على النار يجب اعادة الوضع الى سابق عهده. لن ندخل الى المساجد طالما لم يتم ازالة البوابات الالكترونية".

وتخطط الشرطة لفتح ثلاث بوابات اليوم لدخول المسلمين، وكذلك باب المغاربة لدخول الزوار اليهود والسياح. وكان من المفروض فتح باب المغاربة الساعة 13:30، امس، الا انه تقرر عدم فتحه بسبب الاضطراب.

وماذا سيحدث الان؟ مايسمى وزير الأمن الداخلي غلعاد اردان، اعلن امس، بأنه لن يتم تفكيك البوابات الالكترونية، بل قال انه سيتم قريبا وضع اليات اخرى على المداخل التسع للحرم. "سيتم فحص كل من يدخل"، قال. كما يجري فحص احضار اليات الكترونية يدوية للفحص بدلا من البوابات الالكترونية.

السؤال الذي لا يزال يحلق في الجو، هو من الطرف الذي سيرمش اولا. اذا لم تأت هذه الرمشة في وقت ما، فان التوتر في الحرم – المشحون في كل الاحوال – سيكلف ثمنا اكبر.