حكايات بنات.. العمل والدراسة دفعهن للسكن برام الله

11/10/2017

وطن للأنباء_كتبت رنين خالدي: في الخامسة فجراً تستيقظ الشابة ربى، بهدوء خشية إيقاظ افراد عائلتها النائمين، تحمل حقيبتها  وترتب أغراضها، وتغادر المنزل الى كراجات "الخليل، رام الله"، تركب في "الفورد"  متوجهة الى سكنها الذي يقع في بلدة بيرزيت قضاء رام الله.

تدخل السكن قبل بدء الدوام، تحاول ان ترتب أغراضها بغرفتها، وتعد فطورها، الى ان تصبح الساعة السابعة والنصف، تمسك كتبها، ترتب هندامها وتتوجه باقصى سرعة الى جامعتها لحضور محاضرتها الاولى الساعة 8.

وتعود بعد ان تنهي جميع محاضراتها، تجلس في غرفتها تحاول ان تضيع وقتها بأي شي، لحين شروق شمس صباح اليوم التالي.

الشابة ربى تعيش مع ثلاثة من اخواتها منذ 6 سنوات، درست بكالوريوس وحاليا تنهي أخر سنة لها في الماجستير.

تقول ربى لـ "وطن"، ان ايجار السكن في الشهر الوحد  1200 شيقل، والايجارات تختلف من سكن لاخر، فيصنف حسب المكان، قربه من الجامعة، جديد ام قديم، مفروش ام لا.

وأكدت ربى ان الفرش في سكنها لا يشمل كل الحاجات الاساسية، فهي اضطرت ان تشتري ما تبقى الامر الذي ادى الى رفع  التكلفة عليها.

وعن سبب اختيارها لبيرزيت كموقع للسكن، قالت ربى انها اختارت بيرزيت لقربها من الجامعة التي تدرس فيها هي واختها، والسبب الاخر هو ان بيرزيت أقل تكلفة من رام الله، وهي بلدة بالنسبة لها أكثرا اماناً، كما ان البناية التي تسكنها تقتصر قاطناتها على البنات فقط.

السكن الذي تقطن فيه ربى، له شروط وضوابط ونظام معين، يتمثل في عدم دخول الشباب الى السكن، الا بأذن من صاحب السكن، فتقول ربى "مثلا ان اراد أخي القدوم الى زيارتنا علينا الاتصال والاستأذان من صاحب السكن، ليتمكن من الدخول، وهذا الامر يريحنا ويبعد فكرة الخوف من اننا بنات يعشن لوحدهن"

و أكدت ربى أنها لا تجتمع مع أخوتها في بيت عائلتها الا بالاعياد والعطل الرسمية، و ذلك لاختلاف اوقات اعمالهن.

للحصول على خصوصية في السكن عليك أن تدفع مبلغ أكبر

والشابة رمز بشارات من طمون احدى قرى نابلس، هذه السنة الخامسة لها في الاسكان، تخرجت وحصلت على وظيفة برام الله، الامر الذي دعاها الى أتخاذ سكن في رام الله قريب على عملها.

قالت رمز لـ "وطن" أن هناك من يسكن بنظام الغرفة في بعض الاسكانات، وبنظام السرير في اسكانات  أخرى.. فنظام الغرفة يقوم على استئجار  الشابة غرفة خصوصية لها و تدفع 900 شيقل، ونظام السرير ان تتشارك شابتان في نفس الغرفة مع سريرين مختلفين وتدفع 450 شيقل، وتقول رمز "انا  لم أجرب النوع الاخير هذا مع أنه أقل تكلفة ولكنه يقتحم خصوصتي".

وأوضحت رمز ان السكن الحالي يختلف عن سكن الجامعة، فسكن الجامعة كان افضل ومريح أكثر، لانه يوجد نظام معين وهناك شخص مسؤول عنك، ولكن هذا السكن يختلف كثيرا، لان البناية لا تحتوي فقط على بنات يعشن في سكنات،بل فيها عائلات ايضاً.

وعن علاقتها في زميلاتها بالسكن تقول رمز، "ان علاقتي سطحية معهم، لا اخلاطهم، لانه بصراحة انا لا اريد ان اعطي اي انفتاح لاي بنت كانت لا اعرفها، وامتص كل التصرفات لكي اتجنب المشاكل".

و بينت رمز ان هناك ارتفاع كبير في اسعار السكانات في رام الله، وأن راتبها لا يكاد يكفي ايجار السكن، والاكل و الشرب واللبس.

وقالت "ان هناك استغلال كبير من اصحاب الشقق للمستأجرات او المستأجرين".

و أجمعت الشابات رمز وربى انهن لم يواجههن مشكلة مع الاهل بخصوص السكن، بل كان هناك تشجيع من الاهل.

الحنين الى رام الله

تقول الشابة سجى التي تركت رام الله منذ سنتين وعادت الى بيت عائلتها في القدس، انها ما زالت تحن للعودة الى سكن بيزيت مجدداً، لانها تعتبر ان حياة السكنات حياة جميلة ومليئه بالمغامرات و فيها استقلاليه واعتماد كبير على النفس.