اتفاق المصالحة بعيون الفصائل الفلسطينية

12/10/2017

وطن للأنباء- إبراهيم عنقاوي: وأخيراً وقعت حركتا فتح وحماس اتفاق المصالحة، اليوم، في القاهرة بعد 11 عاماً من الانقسام الداخلي، إذ اتفقت الحركتان على تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة مهامها والقيام بمسؤولياتها الكاملة في إدارة شؤون غزة كما في الضفة الغربية، مع العمل على ازالة كافة المشاكل الناجمة عن الانقسام.

واستطلعت وطن آراء عدد من الفصائل الفلسطينية، التي أبدت ترحيبها جميعها بالاتفاق، وأكدت على ضرورة إزالة كافة آثار الإنقسام ورفع معاناة المواطنين في القطاع.

الشعبية لـوطن: ندعو للوقف الفوري للاجراءات المتخذة ضد القطاع

وقال القيادي في الجبهة الشعبية عمر شحادة لـوطن، "إننا نرحب بالاتفاق وهو خطوة أولى باتجاه انهاء الانقسام وعلاج الوضع المأساوي الذي يعيشه قطاع غزة. مضيفاً: لذلك ندعو للوقف الفور للاجراءات والعقوبات المتخذة ضد قطاع غزة، ووضع حد لمعاناة اهلنا في غزة، وإطلاق حرية المواطن من اي قيود، حيث يعتبر ذلك معيارا لمدى الجدية في تنفيذ الاتفاق.

ورأى شحادة الاتفاق بأنه "مجرد علاج لقضايا الحكومة ومهامها وفي الوقت نفسه يقتصر على إدارة الشأن الداخلي في الضفة والقطاع.

وقال: جوهر الانقسام حتى اللحظة لم يجري علاجه الأمر الذي يتطلب الدعوة العاجلة لكافة القوى الوطنية والإسلامية التي وقعت اتفاق المصالحة في أيار 2011، والشروع الفوري في إعداد وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية من أجل قيامها بمهامها ومسؤولياتها من أجل وضع حد للحصار وتنمية الوضع في القطاع، وتوحيد مؤسسات السلطة والإعداد لانتخابات وطنية شاملة لانهاء الحالة التي تعيشها منظمة التحرير، وعقد انتخابات على اساس التمثيل النسبي للمجلس الوطني بما يمكّن منظمة التحرير من أن ينسجم دورها مع مرحلة التحرر الوطني ومغادرة أوسلو منهجاً والتزاماً وثقافة والولوج درب برنامج وطني تحرري يقوم على الانتفاضة والمقاومة.

الديمقراطية لـوطن: الاتفاق يعالج التفاصيل

وأعرب نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم عن أمله بأن يجد الاتفاق طريقه إلى التنفيذ دون أن يصطدم بالعقبات التي اصطدمت بها الاتفاقات في السابق.

وقال عبد الكريم لـوطن إن الاتفاق يعالج التفاصيل بما يمكن حكومة التوافق الوطني من تولي مسؤولياتها في غزة كما في الضفة. مضيفاً: نأمل أن تبدأ هذه العملية بالإجراءات التي كانت اتخذت في الماضي ومعالجة القضايا التي تسبب المعاناة للمواطنين كالكهرباء والماء والمعابر والعلاج وغيرها من الشؤون المعيشية التي تمس الحياة اليومية للمواطن.

وتابع: نأمل أن تتوازى عملية التمكين والتنفيذ لسائر اتفاقات محطات المصالحة، بما في ذلك بدء الحوار الوطني الشامل من أجل تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد والشعب لانتخابات عامة للرئاسة والمجلسين التشريعي والوطني، بحيث نستكمل الفصل الختامي الذي يرسي عملية المصالحة والوحدة الوطنية على أساس وطيد مستند إلى إرادة الشعب.

حزب الشعب لـوطن: الاتفاق دخل حيز التطبيق الفعلي لإنهاء الانقسام

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض لـوطن: نرحب بالبيان الذي صدر في أعقاب هذه اللقاءات خاصة، بالتمسك بحقوق شعبنا الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، وعودة اللاجئين إلى ديارهم، باعتبار أن ذلك رسالة هامة لأي تحرك سياسي على المستوى الدولي.

وأضاف العوض أن "القضايا الاجرائية تؤكد أن هناك منحى إيجابي في القضايا التي كانت مطروحة على جدول الأعمال خاصة بآليات تمكين حكومة الوفاق الوطني وملفات كانت في السابق عقبات أمام إيجاد الوحدة وإنهاء الانقسام خاصة في ملفي الموظفين والمعابر".

وأوضح أن الجلسة القادمة من الحوار ستكون شاملة لتنفيذ كافة الملفات الموقعة في إطار وطني شامل عام 2011، ما يعني أن الاتفاق دخل حيز التطبيق الفعلي لإنهاء الانقسام.

المبادرة الوطنية لـوطن: الاتفاق سيشمل إطلاق عمل لجنة الحريات

من جهته، اعتبر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي أن "الاتفاق بداية جديدة وطيبة خاصة انه سيشمل تخفيف معاناة أبناء شعبنا في قطاع غزة ويشمل إطلاق عمل لجنة الحريات بشكل كامل لمنع أي شكل من أشكال التعدي على الحقوق السياسية وهذا يساعد على خلق أجواء إيجابية".

وأضاف البرغوثي لـ وطن "ما اتفق عليه هو البداية، والأمور البديهية بشأن عمل الحكومة وفتح معبر رفح، وهي أمور إيجابية ومدخل كان لابد منه. متابعاً "نحن طموحنا أكبر وهو تنفيذ كامل لاتفاق المصالحة الوطنية بكل بنوده، خاصة إعادة حق الشعب في الانتخاب، وإعادة مبدأ فصل السلطات ووجود سلطة تشريعية قوية وفاعلة، وإجراء الانتخابات، وبلورة استراتيجية وطنية فلسطينية مشتركة لمواجهة المخاطر الإسرائيلية وأي مخاطر إقليمية بما في ذلك محاولات إسرائيل التطبيع على حساب القضية الفلسطينية".

الجهاد الإسلامي: يجب وقف الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية

ورحبت حركة الجهاد الإسلامي، بما تم التوصل إليه بين حركتي فتح حماس في القاهرة ، كما ووجهت الشكر لمصر على جهودها ورعايتها للحوارات الفلسطينية الفلسطينية.

وأكدت الحركة في بيان لها، على ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتخفيف معاناة المواطنين وإلغاء كافة العقوبات المفروضة في الضفة وغزة بما فيها وقف الاعتقالات السياسية والملاحقات الأمنية.

كما دعت الحركة إلى استكمال الحوارات حول باقي الملفات الوطنية الهامة وبناء استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الاحتلال وتحقيق الأهداف الوطنية المتمثلة بالعودة والتحرير والاستقلال.

عشراوي: الاتفاق نقلة نوعية في تاريخ القضية الفلسطينية

من جانبها، وصفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي إعلان التوصل لاتفاق بين فتح وحماس، بالنقلة النوعية في تاريخ القضية الفلسطينية الذي سيساهم في إعادة المسار الوطني لمكانه الصحيح، وسيعمل على استرجاع حالة الوحدة الوطنية لمواجه تحديات الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته السافرة بحق الأرض والإنسان الفلسطيني.

وأشارت في بيان لها، الى أهمية الالتزام بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في أسرع وقت ممكن، مشددة على أن المصلحة الوطنية تتطلب خطوات سريعة وفاعله لمواجهة التطورات الإقليمية والعالمية.

ونوهت إلى أن هذا الإعلان التاريخي هو الطريق الوحيد لإنصاف الشعب الفلسطيني وتحقيق مصالحه وإنهاء معاناته وخصوصا في قطاع غزة المحاصر الذي عانى ويعاني من حالة الانقسام والتشرذم وينتظر إعادة إعماره.

وقالت إن المصالحة كما هي المسار الأمثل لتدعيم النظام السياسي الفلسطيني بكاملة وكسر حالة الجمود التي يعاني منها.

وأضافت:" إن هذه الخطوة تمهد لعملية الانتخابات البرلمانية والرئاسية والوطنية التي تعد المحك الحقيقي لجوهر المصالحة وإعادة إحياء النظام السياسي الديمقراطي والمؤسسات الوطنية في فلسطين".

وعبرت عشراوي في نهاية بيانها، عن أملها بأن يرحب المجتمع الدولي بهذه التحركات ويدعمها، ليس فقط لرفع الحصار عن غزة والقيام بإعادة إعمارها، وإنما أيضا لضمان السلام العادل والشامل وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود العام 1967.

واصل أبو يوسف: الأيام القادمة ستشهد تطورات إيجابية

ورحب الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية المصالحة الدكتور واصل ابو يوسف بالمصالحة، ورأى أن الأيام القادمة ستشهد تطورات إيجابية بعد التوافق على قضيتي الموظفين والمعابر.

وقال أبو يوسف في بيان صحفي، ان "هنالك مخاطر وتحديات عديدة يتعرض لها الوضع الفلسطيني سواءا بما يتعلق بما تقوم به حكومة نتنياهو اليمينة المتطرفة من اغلاق كل افق سياسي، وايضا الولايات المتحدة الامريكية التي لم تتحدث حتى الان عن دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس، وايضا لم تتحدث حتى عن الاستيطان الاستعماري غير الشرعي والذي يعتبر جريمة حرب بحق الشعب الفلسطيني".

واكد ابو يوسف ان القضية الفلسطينية في خطر كبير و لا بد من الحفاظ على تضحيات ومقدرات الشعب الفلسطيني في سياق وحدة وطنية فلسطينية تشكل صمام امان لحماية المشروع الوطني الفلسطيني.

ولفت ابو يوسف الى اهمية الاتفاق بين حركتي فتح وحماس، مشيرا ان هناك تصميم و عزم تمت في اللقاءات للوصول الى قضايا لها علاقة بتهيئة الاجواء و المناخ وازالة كل العقبات امام المصالحة، وتنفيذ اتفاق 2011.

واضاف ابو يوسف بعد اللقاءات التي تمت والتوافق بين الحركتين سيتم اجتماع لكل فصائل العمل لوطني من اجل التأكيد على تطبيق اتفاق 2011 بما فيها تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية و تمكين عملها في كل الاراضي المحتلة، والامر الثاني هو تحديد موعد للانتخابات العامة، مؤكدا انه يجب الابتعاد عن الحسابات الضيقة و ان نركز على مصلحة الوطن الذي يجب ان نعمل جميعا من اجل حمايته.