زعفران فلسطيني لأول مرة.. الغالي ثمنه فيه

11/12/2017

نابلس- وطن للأنباء- مي زيادة: يطلق عليها الايرانيون اسم "ازهار الحياة"، تعد من النباتات الزكية والعطرية، وهي من اشهر التوابل حيث تكسب الطعام نكهة ورائحة طيبة وتصبغها باللون الاصفر، وتستخدم في محال العطارة لما لها من فوائد كبيرة على الصحة.

تزرع نبتة الزعفران بشكل أساسي في آسيا، وتحديداً في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وتعد إيران من أهم منتجيه، ولكن هنا سنتحدث عن التجربة الالى والفريدة لفلسطين في زراعته، حيث قامت المواطنة دلال بني جابر من بلدة عقربا قضاء نابلس بزراعته وقطفه بعد نجاح تجربتها والتي حصلت عليها عبر مشروع قدمته للاغاثة الزراعية.

تخبرنا دلال الام لاربعة ابناء، والحاملة لشهادة التربية الابتدائية من جامعة القدس المفتوحة 2008، عن تجربتها وكيف تقدمت بمشرعها وحصلت عليه، فتقول: " كنت اتقدم لامتحان التربية كل عام ولكن لم انل فرصة التوظيف الى الان، ففكرت بأن انشئ مشروعي الخاص، وكنت اعلم بأن الاغاثة الزراعية تساعد في هذا المجال وان كانت مشاريع نوعية وفريدة، وهذا ماقمت به على الفور دون تردد".

الزعفران مشروع مهدد بالفشل لكن نجحت

وتتابع، كنت اشاهد التلفاز انا وزوجي وكان برنامج يتحدث عن الزعفران بالتحديد، فقلت لزوجي لماذا لانزرع قطعة الارض المهجورة لأهلك لن نخسر شيء، كانت ليلة من الليالي التي وجدت صباحًا مشرقًا، فتقدمت خطوة للأمام وقدمت مشروع "الزعفران والاعشاب الطبية".

كالعادة الناس لايسأمون الكلام واحباط الغير، كنا نسمع انه مشروع فاشل ولن ينجح، وانه سيعود علينا بوجع الرأس، لكننا بقينا مصممين أن نحصل على المشروع ونبدأ به، وفق بني جابر.

وتسرد دلال طريق المشروع الطويل مع الاغاثة، بالقول: "كنا 50 صبية، اختارو منا 21، قدمو لنا دورات مكثفة لاربع ايام، وثم اختارو منا ايضا 12، وانا كنت من بينهن وكنا من ذوات افكار المشاريع القوية، فنجحت اخيرا، وقدمت الاغاثة لي البصيلات لنبتة الزعفران والسياج للارض واشتال الزعتر والروزماري، و تنكات المياه والآرمة، كما أنهم اشرفو على المشروع منذ بدايته العام الماضي حتى قطف المحصول قبل شهرين".

وتتابع: "العام الماضي حصلنا على المشروع، وقمنا بزراعتة الاشتال والبصيلات في شهري ايلول وتشرين ثاني، وقدمت لنا الاغاثة قرابة 17 الف بصيلة، وتفاجأنا أنها لاتحتاج لوقت كبير لتزهر فقد أنتج الزعفران بعد شهرين، وهو مجدي اقتصاديا حيث انه لايحتاج للمياه بشكل كبير، ولكن السيء في الامر انه يُزهر مرة واحدة في السنة، كما انه يحتاج لأيدي عاملة كثيرة فعمله دقيق جدا ويأخذ وقتا، لذلك العائلة كلها تعمل معي في الارض التي تقدر مساحتها بست دونمات مزروعة الى جانب الزعفران، زعتر وروزماري ولفندر".
وتشير دلال الى ان زراعة ابصال الزعفران تكون تحت الارض 5 سم تقريبا، والجزء المخفي في التربة يكون اكبر من الذي يظهر على السطح.

الزهرة البنفسجية منحتنا السعادة

وتعبر عن فرحتها العارمة حين رأت ازهار الزعفرات البنفسجية، وكانت اول مرة تراها هي وعائلتها، مضيفة، "لم نتوقع ان تنجح لاننا زرعناها في وقت متأخر قليلا، لكنها نجحت وانتجت، شاهدنا الزهرة البنفسجة واخيرا، وقمت بحفظها بعد قطفها لاصحاب محال العطارة ليستخدموها لعلاجات كثيرة كالقلب وامراض اخرى".

ويتم إنتاج نبات الزعفران من خلال تجفيف مياسم أزهار الزعفران، وقرابة ( 4000 ) زهرة من مياسيم الازهار تنتج ( 30) غرام من الزعفران الخالص ولذلك هو غالي الثمن.

وهنا نذكر لكم بعضا من فوائد الزعفران الكثيرة:

فوائد نبات الزعفران يقي من الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل النقرس، ونزيف الرحم عند المرأة الحامل، ومرض السعال الديكي، والغازات في الأمعاء، وآلام المعدة، وآلام عسر الطمث، ويعمل كمدر للبول ويشفي تورم اللثة، كما أنه يخلص الجسم من السموم، عن طريق عمل شاي الزعفران، وتناوله صباحاً ومساءً.

ينظم عملية الهضم، ويعالج القولون العصبي، يحتوي على عنصر الحديد الذي يساعد الجسم في إنتاج خلايا الدم الحمراء، ويقوي جهاز المناعة، ويساعد الجسم على امتصاص الحديد بكفاءةٍ أكبر، ويعالج الالتهابات، ويقي من الإصابة بالرشح والزكام ونزلات البرد
ويحتوي الزعفران ايضا على فيتامين أ، الضروري لنقاء البشرة وتفتيحها وصحة الجلد، ويعالج البثور في مرحلة الشباب، ويقضي على فطريات الجلد، والندبات، ويزيل الهالات السوداء تحت العينين، ويمنح الجلد الترطيب اللازم لمنع إصابته بالجفاف والتشقق.

يقوي الزعفران منابت الشعر، ويمنع تساقطه، عن طريق تدليك فروة الرأس بمنقوع الزعفران، كما يستخدم نبات الزعفران كمركب رئيسي في كثير من أنواع العطور.