ليبرمان: أبو مازن يسعى الى هدم البيت علينا جميعا لكنه لم يقطع كل الجسور

15/01/2018

ترجمة خاصة- وطن للأنباء: نشر موقع "واي نت" بالإنجليزية مقابلة مع وزير جيش الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، تطرق فيه الى خطاب الرئيس محمود عباس في افتتاح اعمال المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد هاجم ليبرمان الرئيس الفلسطيني واصفا خطابه بانه "قاس"، مضيفا ان "غالبية الشعب الفلسطيني تفضل نموذج الضفة الغربية على نموذج غزة، وان حماس تستخدم سكان غزة كرهائن لحكمها". واعتبر ليبرمان ان خطاب أبو مازن-الذي تخلله هجومات مقصودة ضد الرئيس الأمريكي ترمب-يشير الى فقدان السلام، و"فقدان الرئيس الفلسطيني لطريقه"، وفق المقابلة نقلا عن ليبرمان:

خطاب أبو مازن: مليء بالمرارة والياس، ولكنه لم يحرق كل الجسور
قال ليبرمان في اول تعليق له على الخطاب: "ان خطاب أبو مازن ما هو الا خطاب تدمير للهيكل، وهو يعكس محاولات ونوايا لأبو مازن وجماعته لتخريب بيوتنا جميعا. بيوت الفلسطينيين والأمريكيين واليهود معا". وأضاف: "أبو مازن قلق من أنه لن يكون بمقدوره الاستمرار في ارثه الحاكم لأنه يكبر في السن، كما انه قلق خشية الا يكون هناك انتقال منظم للحكم في السلطة الفلسطينية، ولهذا فهو يرفض الذهاب إلى صناديق الاقتراع"، وفق الكاتب. وأضاف: "هناك أيضا عامل قلق اضافي لدى أبو مازن، وهو ان العالم العربي المعتدل قال له: إذا تم تخييرنا بينك (أي أبو مازن) وبين الولايات المتحدة الامريكية، فسنذهب مع الولايات المتحدة".

س: ماذا الذي يعنيه الخطاب بالنسبة لإسرائيل؟ فالفلسطينيون هم الذين يعيشون على الجانب الآخر من الجدار، وليس السعوديون:
ليبرمان: "نحن ليست لدينا كل الأوراق، لكننا نستطيع فعل كل ما نريده. فبخصوص التنسيق الأمني مثلا، فان الفلسطينيين هم المستفيدون من التنسيق الأمني أكثر منا. ورغم ذلك، لا نهدد بوقفه، ولا نخطط لذلك ابدا". وأضاف: "إذا أوقفوا التنسيق الأمني، هذا شانهم وهو قرارهم وهم المسؤولون عنه. ولكن ليتذكروا ان ظروفهم حاليا، ومستوى معيشتهم أفضل بكثير مما هي عليه في غزة، ولا ندري كيف ستكون بخلاف ذلك (ملمحا الى ردهم على وقف التنسيق)".

ويدعي ليبرمان أن هناك موظفين في السلطة الفلسطينية يشاركون في المظاهرات الفلسطينية ضد جيش الاحتلال، فيقول: "لقد شاهدنا صور أولئك الذين يواجهون الجيش ويشاركون في المظاهرات. ويجب القول ان جميع من وقعوا في إطار الصور يتلقون جميعا رواتبا من السلطة الفلسطينية، أو انهم موظفون في الأجهزة الأمنية، أو انهم من أسر العمال الفلسطينيين في إسرائيل".

وأضاف: "نحن نسمح لأبو مازن بالتحرك بحرية في الضفة الغربية، ونسمح له بمغادرة البلاد، ونسمح له ولفرقه بالمشاركة في حملات الإغاثة الدولية. ومن المؤكد اننا لسنا بقادرين على ادارة شؤون الفلسطينيين بالنيابة عنه، ولا نسعى الى ذلك، ولا يجب علينا فعل ذلك".

وزعم ليبرمان ان الفلسطينيين "دائمو الاعتراض على كل شيء"، حتى على أشياء يمكن ان تتقدم بهم في طريق التوصل إلى حل للصراع، مقدما امثلة على ذلك، فيقول:

"اجتمع أبو مازن وايهود أولمرت في أنابوليس، وكان الجميع على وشك البدء باحتفال كبير في البيت الأبيض احتفالا بالاتفاق بين الطرفين، الا ان أبو مازن "كسر الجرة". وأضاف: "التقى إيهود باراك مع ياسر عرفات عدة مرات، ولفترات طويلة، دون ان يثمر ذلك عن اية نتائج". وأضاف: "من الواضح ان أبو مازن لا ينوي الوصول إلى اتفاق مع إسرائيل، بل ان هدفه الأساس هو تقويضنا وتشويه صورتنا على الساحة الدولية، وهو يعتقد أن لديه أغلبية تلقائية على الساحة الدولية. ولذلك فان استراتيجيته تكمن في مواصلة مساعيه للإطاحة بنا، وكشفنا في الساحة الدولية، لأنه يدرك ان ليس لديه ثمة فرصة لان ينتصر علينا في المواجهات الثنائية".

ليس لدى أجهزة أمن الاحتلال خشية من أن حل السلطة الفلسطينية سيُحِل حماس مكانها في الضفة الغربية:
ردا على سؤال بهذا الخصوص، قال ليبرمان: " الوضع في الضفة الغربية أفضل بكثير مما هو عليه في غزة، ويدرك الجمهور الفلسطيني بمجمله ان من مصلحته الحفاظ على هذا الوضع، فهو يرى ما يحدث من سوء أوضاع في قطاع غزة، ويقارنه مع ما يحدث في الضفة الغربية".

وبالتالي، إذا ما خير الجمهور الفلسطيني بين البدائل، في حال خرج أبو مازن من المسرح السياسي، فإنه بلا شك سيفضل أحد البدائل الموجودة اليوم في الضفة الغربية، لان هذا الجمهور يدرك أنه من الأفضل له التمسك بنموذج الضفة الغربية، والابتعاد عن نموذج غزة، فهو في غير مصلحته".

ويزعم: "سنقوم بالقضاء على جميع الأنفاق الهجومية مع نهاية العام 2018"

في ظل تدمير أحد الانفاق قرب معبر "كرم أبو سال"، أشار ليبرمان إلى ما اسماه الحلول التي اوجدها جيش الاحتلال معتبرا إياها بمثابة اختراع، ومسميا إياها "القبة السحرية". كما شكر جنود الاحتلال هناك، وشكر المستوطنين سكان غزة، فقال: "أقدر لهم ثباتهم هناك، فهم ثابتون ويعيشون حياة روتينية مع أطفالهم، فضلا عن قدرتهم على التعامل مع المشاكل الأمنية، وكل وحدة سكنية بنيت هناك هي جزء لا يتجزأ من إسرائيل، وقطعة أساسية من فسيفسائها".

هل يمكننا القول ان إسرائيل عثرت على حل للأنفاق؟
ويجيب: "أعيد القول اننا سنكون قادرين، مع نهاية العام 2018، على التعامل مع سلاح الانفاق الهجومية الذي بحوزة حماس، وسنتمكن من نزعه بشكل كامل. كما اننا نواصل متابعة الأمور، وأعتقد أن كل ما نقوم به، وبتضافر الوسائل المختلفة معا، سيمكننا من الوصول الى الحل الجذري". وأضاف: "عند ذكر قطاع غزة، لا بد ان نتذكر دائما جنودنا الاسرى هناك، وأولئك الذين فقدوا في مهام قتالية. وهذه قضية لا يمكننا الانصراف عن قطاع غزة دون حلها".

وأضاف: "لكننا اوصلنا لهم الكهرباء الأسبوع الماضي دون حل لمشكلة الاسرى والمفقودين، ودون اية معلومة عنهم". وقال: "نحن ليس لدينا يد في مشكلة انقطاع الكهرباء عن غزة، ولسنا متورطين فيها. ولا يتوجب علينا دفع أي مبلغ من اموال دافعي الضرائب الاسرائيليين لكهرباء غزة". ويضيف: "سياستنا واضحة، فنحن نسهل الأمور، رغم ان حماس تنفق ملايين الدولارات كل عام على الأنفاق والصواريخ والتحريض ضد إسرائيل، بدلا من الاستثمار في أنظمة المياه، والصحة، والتعليم"، وفق الكاتب.

ويوضح ليبرمان، أن النفق الذي تم تدميره كان كبيرا ومهما جدا، حيث قال ان حماس اخذت جميع سكان قطاع غزة كرهائن، ولا يوجد لهم الا القليل من المعابر للدخول والخروج، من بينها معبر "كرم أبو سالم". وأضاف: "كانت حماس تخطط لمجازفة وهي استخدام النفق للهجوم على معبر كرم أبو سالم، رغم انه يعتبر المتنفس الرئيسي لقطاع غزة بأكمله".

هل القطاع مُقدِم على انهيار اقتصادي ينذر بوقوع كارثة إنسانية؟
قال ليبرمان في اجابته: "من الواضح ان الأوضاع في قطاع غزة صعبة، لكنها ليست على وشك الانهيار، ولا يمكن لغزة ان تكون مثل سويسرا أو النرويج مهما طالت السنوات، الا ان حماس هي المسؤول الوحيد عن ذلك". وأضاف: "منذ تولى منصبي، في شهر 6/2016، لحسن الحظ لم يتعرض أي مواطن إسرائيلي للقتل بسبب هجوم من قطاع غزة. ولكي ترسو الأمور مع غزة على سلام مستقر، نحن على استعداد لذلك لان لدينا سياسة وتوجه لذلك. غير ان شيئا من ذلك لن يتم الا بعد ان يتم تجريد القطاع من السلاح"، وفق الكاتب.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: موقع "واي نت" بالإنجليزية