المحرر امجد الديك، صاحب البطاقة الحمراء في السجون

31/01/2018

 رام الله - وطن للانباء: 15 عاما من الاعتقال خلف سجون الاحتلال، كانت الحرية حلما لم تفارق خيال امجد الديك من بلدة كفر نعمة غرب رام الله، الذي استطاع اخيرا انتزاعها واحتضان عائلته.

وكان من المقرر ان يعانق امجد الديك 38 عاما الحرية قبل 8 اشهر، لكن سلطات الاحتلال حاولت تنغيص فرحته  بتأخير اطلاق سراحه حتى تم ذلك في 24 كانون ثاني، فبعد انتهاء حكمه في تموز الفائت، جرى تحويله لمحكمة جديدة والحكم عليه في نوفمبر بالسجن ثمانية أشهر إضافية ومبلغ مالي غرامة (50 ألف شيكل) بحجة حيازته لجهاز تلفون محمول في غرفته، يقول أمجد:" أصعب فترات على الأسير هي ترقب موعد الإفراج عنه ثم يتم تمديد إعتقاله ومنعه من الحرية، تحت ذرائع واهية القصد منها كسر إدارة الأسير".

15 عاما من الاعتقال ، صُنف امجد خلالها كأخطر الاسرى في السجون، فمنحته ادارة سجون الاحتلال بطاقة حمراء، وهي اشارة لضباط وجنود السجون باخطر الاسرى، وبقيت ملازمة له طوال فترات اعتقاله، خاصة انها تدرج في ملفه الاعتقالي الذي يسبقه الى كل سجن يتم نقله اليه.

يقول الديك لوطن للانباء ان البطاقة الحمراء كانت بمثابة علامة، حيث يمنع صاحب هذه البطاقة من المكوث في السجن الواحد لاكثر من عام، كما انها اشارة للجنود، فخلال تنقلاتي بالسجون،  فأن كل ضابط أو جندي كان يصله ملفي ويرى البطاقة الحمراء يستنفر ويبدأ بإجراءاته القمعية ضدي.

وصُنف الديك بتلك البطاقة كونه صاحب عملية الهروب الأكبر في تاريخ سجون الاحتلال عام 2003، حين تمكن من الهروب من سجن عوفر الى ان القت قوات الاحتلال القبض عليه بعد ذلك بسبعة شهور .

وفوراعتقاله الثاني حكم على الديك بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة هروبه من السجن والتهم التي كانت موجهة اليه سابقا، كما فرضت سلطات الاحتلال عليه إجراءات مختلفة عن باقي الأسرى، حيث تعمدت مصلحة السجون عقابه عن طريق تنقله الدائم بين السجون، حيث يمنع ان يبقى في السجن لاكثر من عام.

وقال امجد الديك لوطن، ان سلطات الاحتلال لم تكن تسمح لي البقاء في سجن أكثر من عام واحد، وداخل السجن الواحد كان يتم نقلي كل 6 أشهر من القسم، إلى جانب التنقلات الدائمة بين الغرف.

وكان الديك قد اعتقل للمرة الاولى عام 2001، حين كان طالبا في جامعة بيرزيت بتخصص علوم مالية ومصرفية، على أحد الحواجز التي تفصل بلدته عن مدينة رام الله، تعرض خلال اعتقاله لتعذيب جسدي ونفسي قاسي، بتهمة المشاركة في تنفيذ عمليات مقاومة ضد الاحتلال.

ورغم التعذيب الذي تعرض له الديك فقد بقي موقوفا لمدة عامين، وفي ذلك الوقت التقى بابن بلدته الشهيد رياض خليفة، قائد سرايا القدس في رام الله الذي كان ايضا موقوفا واللذين قررا مع الاسير خالد شنايطة الهروب من السجن، والذين نجحوا في ذلك بعد ان تمكنوا على مدار نحو 17 يوما من حفر نفق يمتد من غرفة الخيام التي كانوا بها الى خارج السجن.

وجرت عملية حفر النفق رغم ظروف المراقبة اليومية ووجود أسرى أخرين في القسم بالملاعق وادوات بسيطة حيث بلغ طول النفق حوالي 15 مترا حفرت على مدار 17 يوما.

وبعد تمكن الاسرى الثلاث من انتزاع حريتهم لـ7 شهور وسط استنفار عسكري اسرائيلي كبير، خاض امجد ورياض معركة في أحد جبال قريته عام 2003 استشهد خلالها رياض خليفة واعتقل أمجد، ليصدر بحقه حكما بالسجن لمدة 15 عاما.

ويتحدث أمجد عن سياسية الاحتلال بمعاقبة كل أسير هرب أو حاول الهرب أو خطط للهروب، من خلال إجراءات قمعية عنوانها "البطاقة الحمراء " يقول:" صاحب البطاقة الحمراء في السجن له إجراءات خاصة، ويعيش حالة عدم استقرار مستمرة بسبب تنقلاته الدائمة، ومجرد رؤية الشرطي للبطاقة يسمح له القيام بأي إجراء قمعي وعقابي بحق السجين، إلى جانب تفتيش " البرش" الأسير أسبوعيا، وعلى عكس باقي الأسرى يخرج للزيارة الأهل مقيد اليدين".

ورغم كل ظروف الاعتقال والتنقلات فقد تمكن امجد من الحصول على شهدارة البكالوريس في التاريخ، وهم يفكر الان في العودة الى كلية التجارة لاستكمال نيل شهادة البكالوريس التي كان يخطط الحصول عليها قبل 15 عاما.