نادية حرحش تكتب لـ"وطن": ثوار سورية عملاء اسرائيل...اين انصار الديمقراطية المزعومة؟

10/02/2018

على الرغم من سقوط ورقة التوت عن كل ما سمي بالمعارضة السورية. ابتداء من داعش واخواتها وانتهاء بالليبراليين الجالسين على طاولات التفاوض الممتلئة بالمؤامرات على دماء شعبهم في دول العالم المختلفة، وعلى الرغم من تدخل اسرائيل العلني اليوم في سورية بعد ان تكشفت حقيقة داعش ولم تعد تصلح للمرحلة التالية. فلا يزال هناك من يجرأ على ترديد شعارات مناهضة للنظام السوري بقيادة بشار الاسد. وبكل وقاحة لا يزال هؤلاء من يتكلمون عن الديمقراطية المرجوة. الديمقراطية، كلمة لا يفهمها شعوب العالم المسحوقة امثالنا . فكيف نرددها ولا نفهم كيف نفكر بماهية واقعنا. هناك حسبة اساسية وبديهية للصراع في هذه المنطقة.

اسرائيل واحتلالها لفلسطين. اسرائيل العدو . في خضم المآسي التي يتعرض لها الشعوب في دول الجوار ،قد نفهم عدم الفهم واختلاط الامور (مع ان هذا تبرير واهي). فقد لا يروق النظام السوري للبناني ، او المصري او حتى التركي. قد يريد الخليجي التفكير بالمنطقة من خلال برجه العاجي البعيد عن المنطقة نوعا ما ويلعب بالدول بامواله ليكون له دور في اللعبة الدولية الكبيرة .

ولكن ..نحن الفلسطينيون المدافعون عن هؤلاء الخونة ممن يسمون انفسهم معارضة للنظام السوري ويعرضون خدماتهم وولاءاتهم لاسرائيل جهارا . من نكون؟

لا يهم ان كان بشار الاسد طاغية ام دكتاتور ام سفاح قاتل. ما يهم ان هؤلاء يتعاونون مع اسرائيل ضد دولتهم وبالتاليي ضدنا ، فهل هناك وجه حق للدفاع عنهم؟ هم اعوان اعدائنا ، وعدونا علنا يقف معهم، يعالجهم في مستشفياته عندما كانوا يسمون انفسهم تحت تسميات الجيوش الاسلامية ، ويفتح لهم ابواب الاعلام والجامعات والمنابر ونحن كعادتنا من التهريج والفقر السياسي وغياب الفهم البسيط، لا نزال نردد شعارات اولئك المتآمرين على هذه الشعوب لنزع ما يمكن انتزاعه من خيراتها ودفن ما يمكن دفنه من ابنائها.

وتحت مسميات الثقافة نعلن فتاوينا السياسية غائبة الحس والتفكير اصلا. نقف مع الظالم والخائن والعميل تحت مسميات غبية فارغة ، على شعب يعد نفسه شعب مقاومة ان يفهمها. ولكن .....
ان تبقى في هذه المنطقة من نظام عروبي قومي ، فهو النظام السوري. استبداديا كان ام ظالما ام قاتلا، لم تعد هذه الديباجة هي الموضوع . ولن اتكلم عن فاشية الانظمة الحاكمة في كل بقاع الارض ولن استخدم هذا كتبرير. لان الموضوع الاساسي الذي لا نزال نحيد عنه هو ان اسرائيل هي عدونا. عدونا نحن الفلسطينيون. وعدو عدونا هو دائما صديقنا وصديق عدونا هو عدونا.

في هذه المعادلة البسيطة والواضحة، فان النظام السوري هو عدو اسرائيل . اسرائيل تدك مطاراته واراضيه وتحاربه بعنجهية علنية ، ونحن ماذا نفعل ؟ لا نزال نردد شعارات تحارب نظام الاسد؟

لم نتعلم ابدا من ذلك المثل الذي علمونا اياه في احد دروس اللغة العربية بالمدارس " اكلت يوم اكل الثور الابيض". ونحن الفلسطينيون رأينا الكثير من اكل الثيران ولا نزال لا نفهم ان عدونا المباشر هو نفسه عدونا الدائم ولن يتغير الا بانتهاء الاحتلال الكامل. وهذا لن يحدث.... لن يحدث ان ينتهي احتلال بينما عقولنا لا تعي الفرق بين العدو والصديق. لطالما نهلل لاعدائنا علنا ثم نقول عاش الوطن.

سأظل اقول عاش عشاق الحرية ... اولئك من امثال الجيش السوري البواسل على الارض ، واولئك امثال احمد جرار ومهند الحلبي وبهاء عليان وباسل الاعرج في السماء.

ولكل اولئك المنددين باستبداد الاسد ، حرروا انفسكم اولا من الاحتلالات الاستبدادية التي تعيشون بداخلها.
ستنتصر سورية ، كما ستنتصر اليمن.... وستبقى فلسطين تنبض بشهدائها ليذكروا العالم دوما ، ان الحياة تستحق فقط بالشوق الى الحرية.

والحرية لا يفهمها من تكبلهم افكار الاحتلال بالقيود على عقولهم المأجورة والمحدودة.