"الوضع حرج".. فرنسا توجه أول انتقاد لتركيا بسبب عملية عفرين

13/03/2018

وطن للأنباء-وكالات: وجهت فرنسا، اليوم الثلاثاء، انتقادها الواضح الأول لعملية "غصن الزيتون"، التي تنفذها تركيا، حليف باريس في الناتو، بمنطقة عفرين شمال سوريا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء أمام أعضاء الجمعية الوطنية (الغرفة السفلى في البرلمان الفرنسي): "بعد مرور أسبوعين على تبنيه لا يزال قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، القاضي بإعلان هدنة مدتها 30 يوما في سوريا، حبرا على الورق. وأود التشديد على أن هذا القرار يخص سوريا برمتها، بما في ذلك الغوطة الشرقية وإدلب وعفرين".

وأضاف أن هذه الوثيقة تشمل "جميع الأطراف المشاركة في الأزمة السورية.. وتلك الدول الأجنبية التي تخوض عمليات عسكرية على الأرض السورية تتحمل مسؤولية خاصة".

وأوضح لودريان أن "هذا الأمر يخص أيضا تركيا، وعلى الرغم من أن مخاوفها بشأن أمن حدودها مشروعة، إلا أن ذلك لا يبرر على الإطلاق تنفيذ عمليات عسكرية في عمق الأراضي السورية".

وأشار وزير الخارجية الفرنسي إلى أن العمليات التركية في منطقة عفرين "تجعل السكان المدنيين عرضة لضربة عنيفة".

وحذر لودريان من أن "الوضع هناك حرج وخطير"، مضيفا أن باريس تخشى أيضا من أن تؤدي العملية التركية إلى إضعاف التحرك ضد تنظيم "داعش".

وواجهت الحكومة الفرنسية انتقادات متزايدة في الداخل بشأن تعاملها مع التطورات في منطقة عفرين شمال سوريا، حيث تنفذ تركيا، منذ 20 يناير/كانون الثاني وبالتعاون مع فصائل ما يسمى بـ "الجيش السوري الحر" المعارض للحكومة السورية، عملية "غصن الزيتون" العسكرية ضد المسلحين الأكراد.

وقالت السلطات التركية مرارا إن عفرين، التي تقطنها أغلبية كردية وتتمركز فيها "وحدات حماية الشعب"، تمثل خطرا حقيقيا على أمن تركيا.

وتعتبر أنقرة كلا من "وحدات حماية الشعب" الكردية وواجهتها السياسية "حزب الاتحاد الديمقراطي"، وهما المكونان الأساسيان لتحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، تنظيمين إرهابيين وحليفين لـ"حزب العمال الكردستاني" المحظور في تركيا والذي حاربته على مدار سنوات عديدة.

وقدمت فرنسا، شأنها شأن الولايات المتحدة، أسلحة وتدريبات للوحدات الكردية في قتال تنظيم "داعش" في سوريا، كما أن لها أيضا عشرات من أفراد القوات الخاصة بالمنطقة.

وعبر الرئيس الفرنسي السابق، فرانسوا هولاند، الذي أعطى الضوء الأخضر للدعم الفرنسي للأكراد، عن استيائه يوم الاثنين من سياسة الصاحب الحالي لقصر الإليزيه، إيمانويل ماكرون، تجاه سوريا وخاصة الأكراد.

وقال الرئيس السابق في تصريح لصحيفة "لوموند": "إذا كنت قد أيدت الأكراد في إطار التحالف، فلا يعني هذا أن نتركهم في الموقف الذي هم فيه الآن".

وأضاف يقول: "لا يمكن أن نحتفل بتحرير جزء من سوريا ونترك قطاعات كاملة من السكان تموت ونحن نعلم الدور الذي قاموا به في الوصول إلى هذه النتيجة".

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يقع مقره في لندن، أن نحو 700 ألف شخص محاصرون الآن في عفرين والمناطق القريبة منها.