ترمب للقوات الامريكية في سوريا: لقد تكبدنا 7 تريليون دولار، وحان وقت عودتكم

05/04/2018

ترجمة خاصة-وطن للأنباء: اثارت تصريحات رئيس الولايات المتحدة بخصوص الانسحاب من سوريا دهشة المسؤولين الإسرائيليين وحفيظتهم، حيث انهم كانوا قد تلقوا وعدا أمريكيا واضحا بكبح جماح إيران بكل الوسائل.

وظهر ذلك جليا على كل المستويات، حيث اثار تصريح ترمب، الذي تعهد فيه بسحب القوات الامريكية من سوريا، صخبا ومفاجأة في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون). كما اثار قلق القيادة في إسرائيل، فضلا عن اثارة مخاوف حلفائه العرب، القلقين أصلا.

ادلى ترمب بهذه التصريحات متفاخرا بان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة قد استعاد جميع الأراضي التي سيطر عليها تنظيم "داعش" لعدة سنوات.

ومن الجدير بالذكر ان القوات الأمريكية تسيطر على تلك المنطقة حاليا، مانعة قوات الرئيس السوري، بشار الأسد، وداعميه من الروس والإيرانيين، من الزحف على تلك المنطقة والسيطرة عليها.

وقال ترمب في تصريحه: "إن بلادنا تدفع تكاليف باهظة، وهي تقوم بمساعدة الدول الأخرى، التي تجني المنافع من وراء مساعدتنا لها. ونحن نساعد تلك البلدان أكثر بكثير مما تساعدنا هي. ولهذا، سنتخذ قرارات مهمة بشأن ما سنفعله في المستقبل القريب جدا".

وأضاف: "اريد الخروج من سوريا، علينا إعادة قواتنا الى ارض الوطن، وأريد أن أعيد بناء أمتنا من جديد".

وعلى الجانب الاخر، حذر مسؤولون كبار في البنتاغون رئيسهم من الانسحاب المزمع تنفيذه من سوريا، مما قد يفضي الى خلق فراغ جديد في تلك المنطقة، بحيث يمكّن القوى المعادية للولايات المتحدة وحلفائها من مليء الفراغ الذي سيتركه الأميركيون. وفي نزعته المعتادة نحو الحسابات المالية، قال ترمب: "اقترح أن يقوم حلفاء الولايات المتحدة بهذه المهمة بأنفسهم، او ان يدفعوا لنا مقابل ذلك".

وأضاف: "لا تجني بلادنا أي شيء مقابل بقائنا هناك، لا نجني أي شيء على الاطلاق". وأضاف: "فكروا في الأمر، لقد تكبدنا (7) تريليون دولار خلال (10) سنوات من بقائنا هناك".

وبينما قال ترمب انه كان يجب على القوات الامريكية الخروج من سوريا فور هزيمة "داعش"، ورد عن مصادر مسؤولة في البنتاغون قولها ان الوزارة تخطط "لزيادة" عدد القوات الامريكية في سوريا، و"لم تفكر" ابدا في إنقاصها.

وقد لاقت خطوة ترمب ذات البعد الاستراتيجي الكبير ردود فعل مضاعفة في اسرائيل، على اعتبار ان إسرائيل تعتمد على ترمب بشكل استراتيجي عميق، من اجل لجم الانتشار الإيراني المتزايد على الأراضي السورية.

ووفقا للتقديرات الامريكية، فقد استثمرت الحكومة الإيرانية أكثر من (18) مليار دولار من اجل ابقاء الرئيس السوري في سدة الحكم. كما انها لم تتوقف عند هذا الحد، فبدأت بالمقابل ببناء وجود عسكري دائم هناك، بجوار قواتها في لبنان، أي حزب الله، وعلى طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

ولا يغفل المسؤولون الإسرائيليون حساباتهم من ان تندلع حرب إقليمية كبرى. وقد ولدت تلك المخاوف خلال شهر شباط 2018، عندما قامت إسرائيل بإسقاط طائرة إيرانية بدون طيار في المجال الجوي الإسرائيلي. وردا على ذلك، ردت إسرائيل بتوجيه سلسة ضربات جوية ضد أهداف إيرانية وسورية على الأراضي السورية. وخلال العملية، فقدت إسرائيل طائرة قتالية في هذه العملية. وتبعا لذلك، أبرز نتنياهو، خلال لقاءاته الأخيرة مع مسؤولي البيت الأبيض، قبل نحو شهر، مخاوفه من التهديد المتنامي من قبل الإيرانيين على الجبهة الشمالية.

وكان هيربرت مكماستر، مستشار الأمن القومي الأمريكي، قد دعا الى وجود عسكري أمريكي قوي في سوريا لإحباط جهود إيران في التغلغل على الأراضي السورية، محذرا من ان إيران تقوم ببناء "موطئ قدم عسكري دائم" في سوريا التي مزقتها الحرب. كما حذر من ان ذلك الوجود سيؤدي بالتالي الى "تهديد إسرائيل"، وسيتحدى المصالح الأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وليس في سوريا فقط، وعلينا منع ذلك بكل الوسائل، وفق الكاتب.

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي جيروزالم بوست"