نادية حرحش تكتب لـوطن: مسيرات العودة بغزة.. كيف نجعل منها مليونيات عالمية؟

13/04/2018

كما في كل مرة ، تثبت غزة لنا وللعالم أجمع، أن المقاومة حق لا يساوم عليه أمام بطش احتلال، وظلم حصار. وكما في كل مرة، تبتكر غزة في أساليب مقاومتها طرقا تعلم العالم من خلالها، أن القلوب الحرة لا يمكن استعبادها مهما ظلمها الزمان وطغى بها الأشقاء والأشقياء.

من مسيرة الحشود نحو العودة الى جمعة الكوشوك وقوفا عند جمعة رفع العلم الفلسطيني وحرق العلم الاسرائيلي. لا يمكن حتى للكاره او الحاقد او الباغض الا ان يتوقف بانبهار أمام عظمة ارادة شعب يحيا وسط سواد حياة كتلك التي غمرت السماء.
نعم يتباهون هم بالقتل والقصف وتكسير العظام.

ويقف المتخاذلون الجبناء منا موقف المتفرج الهزيل الكاره لنفسه.
ولكن غزة في كل مرة تصر على ان تعلمنا ان الحياة ليست عبورا سهلا على أجساد ابنائها.

لفت انتباهي بينما كنت أشاهد صور مسيرة اليوم، سارية يرتفع عليها علم فلسطين وكانت تحلق الى جانبها طائرة ورقية ( لم أجد الصورة فيما بعد، لربما تهيأ لي المشهد). فكرت كم كان المشهد مبهرا وتخيلت ماذا لو امتلأت السماء بالطائرات الورقية بأعلام فلسطين؟ كيف سيكون مشهد السماء لو كانت الجمعة القادمة هي جمعة الطيارات الورقية والبلالين من كل أنحاء العالم . لكل من يريدون مؤازرة أهل غزة في حصارهم الغاشم؟

ماذا لو امتلأت السماء بطيارات يحركها من الارض أطفال وشباب ونساء العالم من كل الاطياف. مشهد يبعث الامل لمن في الارض ومن ينظر الى السماء.

ذلك المشهد اليوم للعلم والطائرة أخرج الامل المتواجد في نفسي وأرجعني الى ايام طفولة بعيدة وحملني معه الى عوالم كثيرة . عالم يصدر فيه مشهد الطائرة الورقية بفعل جمعي للعالم تمسكنا بالامل رغم قتامة الحياة التي نعيشها.
مشهد نغير فيه لون السماء . نجعلها تعمل وحراك ايدي أبنائنا ، نفسهم اولئك الذين حرقوا العجلات ليصحوا العالم القريب والبعيد من غفوته وقتامة روحه.

غزة التي تعلم الحياة في كافة صورها .... مقاومتها تتعدد في صورها ....فلنستمر بالابداع بمقاومة لا نخجل أنها سلمية. مقاومة شعب يستحق الحياة ويعلمها .

فغزة كما قال محمود درويش: 

تحيط خاصرتها بالألغام ..وتتفجر
لا هو موت...ولا هو انتحار...
انه اسلوب غرة في إعلان جدارتها بالحياة...
لأن غزة جزيرة كلما انفجرت... وهي لا تكف عن الانفجار
خدشت وجه العدو وكسرت احلامه وصدته عن الرضا بالزمن