العدوان على سوريا: على إسرائيل استغلال "الازمات "

15/04/2018

ترجمة خاصة-وطن للأنباء: تطرق رئيس وزراء الاحتلال، نتنياهو، في ذكرى المحرقة النازية الى ان هناك عبرا ودروسا على إسرائيل ان تتعلمها في دهاليز الشرق الأوسط، وان على إسرائيل ان تعتمد على نفسها فقط، وتحت كل الظروف.

ويضيف، وحيث قال الروس والسوريون والإيرانيون، وحتى الأمريكان، ان إسرائيل هي المسؤولة فعلا عن الهجوم الاخير الذي وقع على قاعدة "تي فور" الجوية قرب مدينة حمص السورية، في التاسع من نيسان، فهذه علامة واضحة على ان نتنياهو يعني ما يقول.
ولم ينفك نتنياهو، وأعضاء كبار في حكومته، من التحذير، مرارا وتكرارا، على مدار الأشهر الماضية، من أن لدى إسرائيل خطوطا حمراء في سوريا. وان الخط الأهم من تلك الخطوط هو ان إسرائيل لا يمكن ان تقبل أو تسمح لإيران بتأسيس وجود عسكري دائم في سوريا.

وقد استمع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأدب وذوق وطول بال، الى نتنياهو وهو يدلي بهذه التصريحات، سواء في اللقاءات المباشرة، او المحادثات الهاتفية، لكنه لم يفعل شيئاً فعليا لكبح جماح التوسع الإيراني داخل الأراضي السورية، وفق الكاتب.
بل على العكس من ذلك، وبدلا من التخفيف من المخاوف الإسرائيلية، ذهب بوتين الى أنقرة، والتقى بالرئيس الإيراني، حسن روحاني، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. وبدا جليا لإسرائيل ان القادة الثلاثة بدأوا في تقاسم سوريا بينهم.

وفضلا عن ذلك، فعل رئيس الولايات المتحدة، ترمب، ذات الشيء. حيث استمع الى أحاديث نتنياهو بهدوء، حول مخاوف إسرائيل حيال الملف السوري، والخطوط الإسرائيلية الحمراء في سوريا. الا انه لم يفعل ما يتناغم مع المخاوف الإسرائيلية، وما يمكن ان يقلل منها. وبدلا من ذلك، أعلن عن نيته اعادة الفي جندي أميركي إلى بلدهم، وبأسرع وقت ممكن. وترى إسرائيل ان من شأن انسحاب امريكي كهذا ان يترك فراغا كبيرا داخل سوريا، وهو الفراغ الذي تتطلع اليه إيران بفارغ الصبر من اجل الاستيلاء عليه وملئه.

وبعبارة أخرى، تأكدت إسرائيل ان أيا من الولايات المتحدة وروسيا لن تقوم فعليا بسحب جمر إسرائيل من النار السورية. وإذا كانت إسرائيل خائفة الى ذلك الحد، وجادة في منع إيران من إقامة وجود عسكري دائم على الأراضي السورية، فعليها أن تمسك بزمام الأمور، وان تفعل ذلك بنفسها.

وإذا اعترفت إسرائيل بانها المنفذ الفعلي لهجوم التاسع من نيسان على قاعدة "تي فور"، فلا بد الا ان ينظر اليه في سياق اجتماع أنقرة الثلاثي (روسيا وتركيا وإيران). وبالتالي، لا بد ان الرسالة الكامنة في الهجوم أضحت واضحة للجميع، ولا سيما الإيرانيين، ومفادها: "على الرغم مما اتفقتم عليه ثلاثتكم في تركيا، ومهما كانت الكيفية التي قسمتم بها البلاد بينكم، الا ان لإسرائيل مصالحها الخاصة، وتعتزم التصرف حيالها، والمحافظة عليها، بمعزل عن اتفاقكم".

ويضيف الكاتب: "إذا كانت إسرائيل هي المنفذ الفعلي للعملية، فان توقيتها يؤكد على ذلك، فطريقة عمل إسرائيل تكمن في استغلال الفرص، وسرعة استغلالها. فهي لا تهدر الفرصة عندما يحين الموعد للقيام بعملية ما".

فعلى سبيل المثال، عندما قام الإيرانيون بتسيير طائرة استطلاع بدون طيار فوق الأجواء الإسرائيلية، في شهر شباط الماضي، استخدمت إسرائيل العمل الإيراني كمبرر لهجوم انتقامي قال الجيش الإسرائيلي إنه دمر ما يقرب من نصف الدفاعات الجوية السورية.

وبعد الهجوم الأخير بالأسلحة الكيميائية ضد السكان المدنيين، وما تلاه من هجمات جوية من قبل الأمريكيين والفرنسيين والبريطانيين، ضد القاعدة الجوية التي يعتقد ان الهجمات الكيميائية انطلقت منها، شكل هذا الظرف من الفوضى، السياسية والعسكرية، فرصة لإسرائيل للعمل بطريقة أكثر سهولة.

وينقل عن وينستون تشرشل انه قال "لا تدع أزمة جيدة تضيع دون الاستفادة منها". وعلى مر السنين، قام تشرشل بتطبيق هذا المبدأ وبشكل عام في كل الأزمات الدبلوماسية أو الاقتصادية التي تعرض لها.

وفي ذات السياق، قال رام إيمانويل، كبير موظفي البيت الأبيض، خلال رئاسة أوباما: "لا تدع أزمة جدية تضيع، وما أعنيه بذلك هو أنها فرصة للقيام بأشياء لم تستطع القيام بها من قبل".

 

ترجمة: ناصر العيسة، عن: "ذي جيروزالم بوست"