نزلاء مشافي غزة بلا وجبات طعام!! "كل على حسابك"

02/07/2018

غزة - وطن - عز الدين أبو عيشة: منذُ نحوِ خمسةِ وأربعين يومًا وبشير فرج يرقدُ على سرير الشفاء  بعد إصابته برصاص الاحتلال خلال مشاركته بمسيرات العودة ما أدى إلى بتر ساقه في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.

أوجاع بشير لم تقتصر على ألم الجرح فقد تفاقمت معاناتهُ بعد قرار وزارة الصحة إيقاف تقديم وجبات الطعام للمرضى في المستشفيات منذ حوالي شهرين، القرار الذي جاء في وقت تزايدت فيه اعداد الاصابات بفعل رصاص الاحتلال

يقول بشير الذي يسكن في شمال القطاع ، إنّ وضعه المادي صعب، ويتكلف أهله يوميًا نحو 6 شيكل مواصلات، خلاف وجبة غذائه، التي لا توفرها المستشفى.

ويشتكي بشير عبر وطن من عدم توفر مقومات أسياسية في مستشفيات غزة كالمياه الصالحة للشرب ، مستغربًا تجاهل الصحة لحالة المرضى في ظلّ حاجتهم لرعاية غذائية خاصة .

ويتساءل بتلقائية "لو جريح والده لا يتقاضى راتب، راح يضطر يشحد لابنه حتى ما يشوف حزن إنه جعان ولا يجد الأكل؟".

حالُ بشير  كالألاف ممن يتلقون العلاجَ في المستشفيات الحكومية بغزة والذين باتوا ضحيَة المناكفات السياسية بعد وقفِ تحويل مستحقات شركات توريد الأغذية للمستشفيات، كإحدى خطوات فرض عقوبات جديدة على القطاع.

بدوره، الجريح محمود الزبدة قال لوطن إنّ طعامه وشرابه من جيبه، وعندما يسأل طبيب عن الغذاء يرد عليه، لا يوجد، بإمكان أهلك اطعامك.

وبيّن مدير عام دائرة التغذية في وزارة الصحة بسام برهوم أنّ توقف الوجبات يطيل فترة مكوث المريض في المستشفى مرجعًا السبب في ذلك أنّ الوجبات علاجية ولها دور في الرعاية الصحية للمريض.

وأوضح برهوم أنّه تم ايقاف هذه الوجبات منذ حوالي شهرين بسبب الأوضاع المالية والسياسية التي تمر بها وزارة الصحة في غزّة.

من جهته، قال مدير عام الدائرة المالية والادارية في وزارة الصحة بغزة محمود حماد إنّ الأزمة بدأت منذ الأول من مايو، بعد ايقاف تحويل مستحقات شركات توريد الأغذية للمستشفيات في غزّة.

وأوضح حماد أنّ الوزارة تواصلت مع وزير الصحة في حكومة الوفاق الوطني بدون ان تتلقى ردا ايجابيا  بل اكتفى بالتعليق أنّهم ليس بمقدورهم تحويل مستحقات الشركات.

وبيّن حماد أنّ الوزارة بدورها تواصلت مع وزارة المالية في حكومة الوفاق وغزة، لكن دون جدوى، مشيرًا إلى أنّ مالية غزّة تصرف جزءا من موازنة الشركات الخاصة بوجبات الموظفين فقط، في حين تمّ ايقاف صرف فاتورة وجبات المرضى.

وبالعودة إلى دائرة التغذية فإنّ الصحة كانت تقدم نحو 29 ألف وجبة للمرضى، وحوالي 15 ألف وجبة أخرى للموظفين، في مجمع الشفاء الطبي.

بينما تقدم الصحة لمجمع الرنتيسي الطبي أكثر من 46 ألف وجبة للمرضى والموظفين.

وبحسب الصحة فإنّ التكلفة الشهرية لوجبات المرضى تقدر بنحو نصف مليون شكيل شهريًا، بينما تكلفة الوجبات الخاصة بالموظفين العاملين في المستشفيات تقدر بحوالي ربع مليون شيكل أخرى.