خالد عبد العال.. الشهيد الناجح والمحتجز !

08/07/2018

غزة- وطن للأنباء- رولا حسنين: كان يجب أن يكون بين الحاضرين في منزلهم اليوم، وأول الذين ستحتضنهم والدتهم بنجاحه في امتحان الثانوية العامة "انجاز"، كان يجب ان يكون أول المبشرين بنجاحه، ولكن كل شيء جاء على غير ما يجب، احتضنت والدة خالد عبد العال كل المهنئين لها بنجاحه ولكنها لم تحتضن ابنها الناجح، لأن رصاصة احتلال غادرة قررت ان تسلب العائلة كل فرحها حين أطلق جيش الاحتلال الرصاص عليه مع مجموعة من الشبان قبل أيام على الحدود الشرقية لقطاع غزة ضمن فعاليات مسيرة العودة، وارتقى شهيداً.

خالد الشهيد الناجح.. ربما لا يمكن لأحد منّا أن يُخيّل إليه أو يستحضر حال والدته الآن وهي التي كانت ترقب نجاحه وربما قررت اتمام فرحها بحفل جميل تعلن على الملأ أن ابنها طبع على جبينها وسام النجاح الأسمى الذي لا يضاهيه نجاح آخر، ربما كانت ترقب نتائج الثانوية العامة لتزيده حُباً على حبها له، ولكن حياة الشعب الفلسطيني لا يكتمل فيها الفرح، وربما بتنا نحشى أن نعلن فرحنا بأبنائنا الطلبة الناجحين بعد اليوم، فكان وسام الشهادة سبّاقاً.

لم يسلب الاحتلال والدة خالد فرحتها بنجاحه في الثانوية العامة فحسب، إنما سلبها دفء احتضان جثمانه بعد استشهاده أيضاً، حيث احتطف الاحتلال من بين الأسلاك الشائكة جثمان خالد بعد اطلاق الرصاص عليه واختطف 3 آخرين كانوا معه، لتكتمل صورة الإجرام الاسرائيلي، وتكتمل فاجعة الفقد الموجعة.

لا املك إل اأن أقول: هنيئاً لك يا خالد أن أثرك بعد رحيلك كان جميلاً على قلب أمك المكلوم بفراقك ، هنيئاً لك يا خالد على تميّزك في حياتك واستشهادك ، هنيئاً لروحك التي ترقب فرح نجاحك من السماء وتلعن الاحتلال ألف مرة  حيث جعل دموع أمك دموع فاجعة على رحيلك لا دموع فرح تام بتميزك وحضورك ، السلام على روحك خالد ، السلام على جثمانك المحتجز ، السلام على الأرض التي قررت العودة اليها حيّاً فعدت لها شهيداً ، السلام على عيونك الخضراء بلون أرضك التي عشقت ، ولقلب والدتكَ الصبر والسلوان والرحمة.