جهاد حرب يكتب لوطن نميمة البلد: أوسلو ... والخان الأحمر

14/09/2018

 (1)   أوسلو ... ربع قرن

يعود النقاش من جديد عن اتفاق أوسلو وتقييمه اما سلبا أو سلبا في هذه الأيام بعد انقضاء ربع قرن على توقيعه. فقد تناثرت ايجابياته بعد هذه السنوات، بل قضت إسرائيل على الاتفاق ذاته بتنصلها من الالتزامات وكذلك بإجراءاتها وممارساتها. لكن هذا ليس السبب الوحيد الذي أدى الى هذه النتائج؛ الجمود السياسي وغياب الامل بحل سياسي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تشير نتائج استطلاع الرأي العام الذي اجراه المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية والذي تصادف مع مرور ربع قرن على اتفاق أوسلو إلى أن الجمهور الفلسطيني يحمّل الأطراف المختلفة إسرائيل والمجتمع الدولي وكذلك الفلسطينيين بالتوالي المسؤولية عن الفشل الذي لحق باتفاق أوسلو، حيث قالت نسبة من 36% أن السبب الأول هو أن إسرائيل لم تلتزم بإنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان، وقالت نسبة من 35% أن السبب الأول هو أن المجتمع الدولي لم يضغط على إسرائيل، وقالت نسبة من 27% أن سبب الفشل الأول يعود للفلسطينيين أنفسهم. وكانت هذه النسبة الأخيرة التي وضعت اللوم على الطرف الفلسطيني مقسمة كما يلي: 11% قالوا إن السلطة لم تنجح في بناء مؤسسات عامة قوية ومحاربة الفساد وفرض حكم القانون، وقالت نسبة من 9% أن حركة فتح تفردت بصنع القرار واستبعدت القوى الأخرى، وقالت نسبة من 6% أن حماس والجهاد الإسلامي قامتا بعمليات مسلحة ولم تلتزما بالاتفاق، وقالت نسبة من 2% أن الانتفاضة الثانية والعمليات التفجيرية كانت هي السبب الأول لفشل أوسلو.

هذا المقال لا يقدر ان يحمل أو يتحمل أو له القدرة على تقييم اتفاق أوسلو وما تبعه من إخفاقات ونجاحات بقدر ما يشير الى إعادة النظر أو يفتح النقاش لآليات التغلب او توجيه المسار لاستراتيجية وطنية قادرة على فتح الافاق. وفي ظني أن الامر هنا لا يطال كتابة الورقة أو فخامة الألفاظ وزخارف الجمل وجماليتها بل تطال الأشخاص والأدوات والإجراءات، وهنا لا يقصد التجريم بقدر التحرر من الإخفاقات، إذا ما رامَ الفلسطينيون التغيير أو فتح نافذة للأمل. 

(2)   معركة الخان الأحمر

قبل شهرين بالتمام والكمال أشارت "نميمة البلد" الى أن حركة المناضلين في الخان الأحمر تنبء الى أن المعركة طويلة في معركة الصمود ومنع التهجير "النقل القسري للسكان" من ناحية، والتضحية بالنفس والجهد والعرق؛ كما يقوم المرابطون في الخان الأحمر من لجان المقاومة الشعبية وهيئة مقاومة الجدار و"فصائل العمل الوطني وبالأساس حركة فتح" من ناحية ثانية.

وهنا لا يمكن المرور على هذه الواقعة مرور الكرام أو اغفال هذه المعركة دون الدعوة الى المشاركة وزيادة المشاركة فيها من قبل المواطنين لدعم سكان الخان الأحمر أولا، ومنح الامل من جديد بقدرة الشعب والثقة بالقدرات الذاتية في خوض الكفاح الوطني ثانيا، لاستعادة المبادرة للبدء بمقاومة شعبية واسعة تطال مناحي الحياة الفلسطينية لدحر الاحتلال.

وبكل تأكيد لا بد من التحية للمناضلين المرابطين في الخان الأحمر على جهدهم وصمودهم في مواجهة إجراءات الاحتلال وجنوده وآلياته.