خاص لـ 'وطن': بالصور.. عطارة بريك في حارة الياسمين 400 عام من التراث النابلسي

09/10/2013
نابلس- وطن للأنباء- مي زيادة: رائحة الزعتر الأخضر تفوح من أروقة المكان، صابون بلدي وبهارات، وأشرطة من الفواكه المجففة تتدلى من الأبواب المقوّسة، لتصطحبك جميعها الى غرفة بداخلها يقبع الماضي بعراقته، ليس لاحتوائه على هذه التوابل بل لانه يضم منثورات وتحف من التراث القلسطيني القديم.

عطارة بريك في حارة الياسمين بالبلدة القديمة بمدينة نابلس، إحدى العطارات القديمة التي اشتهرت بسمعتها الطيبة منذ 400 عام كما يقول صاحبها،الذي يؤكد المحافظة عليها رغم مرور الزمن ووجود العطارات الأخرى المنافسة في المدينة.

"لسناالوحيدون ولكننا المميزون" بهذه العبارات بدأ باسل بريك صاحب العطارة حديثه لـ "وطن للأنباء"، مؤكدا على القيمة التراثية للمكان قبل اعتباره متجر بيع للزبائن.

فوجد بريك حاجة لانتهاج نمط جديد في البيع عبر خلق عامل جذب للزبائن، وخاصة السياح من خارج المدينة، إذ أحضر أدوات تراثية جاء بها من مدن الضفة وأخرى احتاج لشرائها من الدول المجاورة كالأردن وسوريا، وخصص لها غرفة بالعطارة لتصبح أهم معلم سياحي في البلدة.

فما ان تدخل الغرفة الخافتة الأضواء حتى تقع بنظرك على زير قديم وصندوق العروس الذي كانت تضع به ثيابها ومجوهراتها وهو جزء من التراث، دأبت العروس على توفيره في "جهازها" عندما تنتقل إلى بيت العريس، والمكواة التي تعمل على الفحم، وهاون يتوسط الغرفة فوقه مُدّ سيفٌ خط عليه كلمة "تركيا" ليدلل على الوقت الذي كان فيه، بحسب قول بريك.

وتابع بريك حديثه قائلا: " إن الكثير من الناس من مختلف الأماكن يأتون إلى العطارة رغم بعدها عن سوق المدينة، فالأجانب مثلا يأتون لزيارتها نظرا لموقعها التاريخي وشراء الأعشاب الطبية بمختلف أنواعها ويلتقطون الصور بجانب هذه التحف، بعضهم يسألني إن أمكن شراء أي منها لكنني كنت أرد عليهم بأنها ليست للبيع".

وأكد بريك خلال حديثه أنه لا يستطيع تغير مكان العطارة بسبب ارتباطها بوسط البلدة القديمة ليحافظ على عراقة البلدة وأصالتها وربط الماضي بالحاضر من خلالها.