مصطفى البرغوثي: قصف غزة يعادل قنبلتين نوويتين

28.08.2014 02:08 PM

رام الله- وطن- إبراهيم عنقاوي: قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية النائب مصطفى البرغوثي، إن إسرائيل قصفت قطاع غزة بـ21 ألف طن من المتفجرات، ما يعادل أكثر من قنبلتين نوويتين، وفق تقديرات الخبراء.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي، عقده البرغوثي في مركز وطن للإعلام، الخميس، وفي بداية حديثه حيا الشهداء والجرحى واهالي غزة ، وعرض خلاله توثيقه لمشاهد العدوان والدمار أثناء زيارته لقطاع غزة عبر معبر رفح خلال العدوان، حيث تمكن من توثيق جرائم الاحتلال الإسرائيلي بالأرقام والصور والفيديو والشهادات الحية للمواطنين هناك.

وأظهر مقطع فيديو نشره البرغوثي استهداف طائرات الاستطلاع الإسرائيلي المسعفين والمواطنين بـ12 قذيفة، أثناء محاولتهم انقاذ عائلة السلك التي تعرض منزلها للقصف، ما أدى لسقوط عدد من الشهداء والجرحى.

وأكد على ضرورة التوجه لمحكمة الجنايات الدولية، لردع إسرائيل عن جرائمها بحق الشعب الفلسطيني الذي تعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة.

83% مدنيون

وأوضح البرغوثي أن العدوان على القطاع خلّف 2143 شهيدا، 83% منهم من المدنيين، حيث استشهد 85% منهم داخل بيوتهم، 577 طفلا و260 امرأة و101 مسن، و70 عائلة أبيدت بالكامل، ما يؤكد أنه لا يوجد مكان آمن من القصف في غزة.

وبيّن أن 145 عائلة فقدت 3 من أفرادها على الأقل، بمجموع 755 شهيدا، فيما خلّف العدوان قرابة 3 آلاف مواطن تعرضوا لإعاقة دائمة.

ولفت إلى أن 31 جمعية تخدم 200 ألف مواطن تم تدميرها بالكامل، فيما تم تهجير 460 ألف مواطن من بيوتهم، خلال 51 يوما من العدوان.

قذيفة في الثانية

وقال إن ما تراه العين المجردة في غزة لا يمكن أن تظهره الكاميرا، ولا يمكن وصفه بحجم ما حصل في الحرب العالمية الثانية، بسبب فظاعة وحجم الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي، ما جعل من الدمار مشهداً عامّا في غزة.

وأشار إلى أن إسرائيل قصفت أبراجاً وعمارات سكنية بصواريخ وبراميل متفجرة، ما جعلها ركاما.
وقال إنه وثق قصف بيت مكون من خمس طبقات ما أدى لانهياره تحت الأرض بعشرة أمتار بسبب شدة القصف الذي استهدفه.

وفي مشهد مشابه، أكد البرغوثي أن القصف أدى لتطاير جثة أحد المواطنين إلى أسطح المنازل القريبة، فيما وجد ركام لمنزل على بعد نحو 100 متر من مكان الاستهداف، جراء شدة الانفجار.

وأكد البرغوثي أنه استنادا إلى إحصائية نشرها جيش الاحتلال عن عدد القذائف التي تم استهداف قطاع غزة بها، تظهر بأن كل ثانية على مدار 51 يوما من العدوان شهدت سقوط قذيفة على غزة.

وقال إن من يرى قصف الأبراج السكنية في غزة، يتبادر إلى ذهنه قصف أبراج التجارة العالمية في أمريكا، التي قتل فيها 4 آلاف شخص وشنت أمريكا حروب حول العالم لأجلها.

وبيّن أنه لو كان في غزة عدد سكان الولايات المتحدة لاصبح عدد الشهداء في غزة  400 الف شهيد و1934000 جريح.

وانتقد البرغوثي تجرؤ بعض الدول بوصف العدوان أنه حق لإسرائيل في الدفاع عن نفسها، وقال "يكفي المقاومة فخراً انها لم تستهدف المدنيين وقتلت 65 جنديا، وهم يعتدون على غزة داخل حدودها".

شظايا سامة

وبيّن أن البراميل المتفجرة التي ألقيت على قطاع غزة، هدفت إلى تقليل تكاليف القصف على غزة، وتدمير مناطق بكاملها، إذ إن البراميل المتفجرة تحدث دمارا كبيرا دون تمييز في المناطق التي تسقط عليها.

وأوضح أن المناطق التي تعرضت للقصف، فُرشت بالشظايا الحادة التي تحتوي على مادة سامة ومسرطنة تسمى "تنجستون"، كما تم استخدام القنابل المسمارية واليورانيوم المنضب، فيما بقيت القنابل التي لم تنفجر مثل الألغام وتسببت باستشهاد 7 مواطنين بينهم صحافيين.

قصف الطواقم

وأظهر توثيق البرغوثي للعدوان دماراً هائلاً في شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي، ما تسبب بانتشار الأمراض المعدية منها 15 حالة إصابة بمرض السحايا، وفق ما أظهرت فحوصات 12 فريقا طبيا من الإغاثة الطبية خلال زيارات نفذوها لمراكز الإيواء.

ولفت إلى أن القصف الإسرائيلي طال طواقم الإسعاف والصحافيين ومراكز إيواء النازحين، حيث قصفت 8 مستشفيات، منها مستشفى الوفاء الذي تمت تسويته بالأرض، وتعرضت 36 سيارة إسعاف للقصف، واستشهد 22 مسعفا، و18 صحافيا، فيما تم قصف 7 مراكز إيواء للنازحين في مدارس وكالة الأونروا، ما تسبب باستشهاد 80 مواطنا فيها.

وبيّن أن 450 مصنعا تعرضوا للتدمير بشكل كامل منها مصنع العودة الذي يعود تأسيسه لسبعينيات القرن الماضي، ما تسبب بخسارة قدرها 36 مليون دولار.

فشل العدوان انتصار للشعب الفلسطيني

وفي تعليقه على الأهداف الإسرائيلية السياسية والعسكرية وراء العدوان، أكد البرغوثي أنها فشلت بسبب احتضان الشعب للمقاومة وبسالة المقاومة.

وقال إن إسرائيل وضعت أربعة أهداف للعدوان، وهي إعادة احتلال قطاع غزة واقتلاع المقاومة، وكسر الإرادة السياسية الفلسطينية، وفك العزلة السياسية الدولية عنها وضرب الوحدة الوطنية، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في ذلك.

ولفت إلى ارتفاع العزلة السياسية على إسرائيل خلال العدوان والى نجاح حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية في الاراضي المحتلة، كما أن إنتاج مصانعها انخفض بنسبة 50%، مقابل ارتفاع إنتاج المصانع الفلسطينية بنسبة 40%.

وأشار إلى أن العدوان والصراع لم ينتهِ ضد إسرائيل، إذ إنه لا يزال مفتوحاً في كل أنحاء الوطن من اجل ازالة الاحتلال وضد نظام الفصل العنصري الذي بناه.

 

تصميم وتطوير